كشف رئيس وحدة التثقيف الصحي بإدارة الطب المدرسي والجامعي في وزارة الصحة العمومية التونسية محمد المقداد أن الدليل الإعلامي العربي الأول لمكافحة الايدز سينطلق من البحرين اليوم (الأربعاء) بعد الانتهاء من مناقشة مسودة الدليل التي وضعها بحضور إعلاميين واختصاصيين من مختلف دول الخليج والدول العربية.
وقال المقداد: «سيوحد الدليل المفردات التي يوصف بها المرض في مختلف مراحله ومكوناته، ويقترح مجموعة من النماذج الإعلامية التي من الممكن أن يتم إنتاجها لمقاومة الفيروس ويدعو الإعلاميين إلى الانصهار في بوتقة مكافحة وباء الايدز باستعمال مختلف الأدوات المتاحة لهم في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للتوعية بمخاطره».
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي نظمته هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين صباح أمس بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في قاعة الصقر بفندق الخليج لإعداد دليل إعلامي عربي لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) بحضور الرئيس التنفيذي بالإنابة لهيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة حسن محمد عبدالكريم والقائم بأعمال الأمين العام للجنة الوطنية البحرينية لليونسكو محمد صالح الحداد، ويستمر الاجتماع يومين.
وأوضح المقداد «أنه دليل لنماذج إعلامية للتوعية في مجال التثقيف الصحي ومقاومة عوز المناعة، ونحاول من خلال الدليل تقديم الإشكالية بطريقة عامة، كما يُقدم جائحة عوز المناعة البشري ومتلازمة عوز المناعة البشرية بطريقة علمية مبسطة للإعلاميين إلى جانب تقديم الوضع المعرفي العام في العالم وتقييمه بالإضافة إلى تقديم الدليل مقاربة عن انتشار الفيروس والفئات الأكثر عرضة للوباء وانتقال العدوى به في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وهما النساء والأطفال».
وأضاف أن فكرة إعداد الدليل ولدت في ورشة العمل التي أجريت في يونيو/ حزيران الماضي في صنعاء بالجمهورية اليمنية والتي نظمتها اللجنة الوطنية لليونسكو في اليمن واتحاد الإذاعات العربية.
من جهته، قال مسئول قطاع الاتصال والمعلومات من مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت ومنظم الاجتماع بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة جورج عواد: «إن الموضوع يأتي في إطار برامج اليونسكو للتربية والاتصال والمعلومات والهدف هو الوعي والتثقيف بموضوع الايدز، وقد أصبحت لدينا سلسلة من المؤتمرات وورش العمل في كل من بيروت والقاهرة واليمن، وتبلور لدينا تصور عن المادة الإعلامية التي تساعد الإعلاميين على تغطية الفعاليات المتعلقة بالمرض بشكل أفضل، وبهذا الإطار نريد أن نتوج كل هذه الجهود بهذا الدليل لوضع الأفكار النهائية».
وأضاف عواد «بعد الانتهاء من الاجتماع الذي يستمر يومين ستتكفل اليونسكو بطباعة الدليل لجميع الإعلاميين في المنطقة العربية، وقد كانت هناك مواد معمولة عن الايدز فلدينا تجربة في الأردن بالتعاون مع مكتبنا ولكن ميزة هذا الدليل أنه يتضمن مواضيع عملية فيها نماذج إعلامية، وسيكون متاحا على شبكة الانترنت بالإضافة إلى النسخ المطبوعة للإعلاميين العرب».
استبيان «الأخطاء الطبية»: 71 % يخشون الصحافة عند الإبلاغ عن الخطأ
كشف الوكيل المساعد للتدريب والتخطيط بوزارة الصحة فوزي أمين أن نتائج استبيان أجري خلال ندوة «الأخطاء الطبية» في قاعة المعارف بكلية العلوم الصحية في يومها الثاني بيّنت أن 71 في المئة من العاملين يخشون الصحافة عند الإبلاغ من وقوع الأخطاء، و61 في المئة من المشاركين أبدوا خوفهم من تأثر مستقبلهم في حال وقوعهم في الأخطاء وإبلاغهم عنها.
وبيّنت نتائج الاستبيان التي عرضها أمين أن 59 في المئة من المشاركين في الاستبيان عبّروا عن خشيتهم من الإبلاغ بوجود الأخطاء الطبية وغيرها خوفا من العقاب والتوبيخ، ونسبة مماثلة أبدت خوفها من الظهور بمظهر عدم الكفاءة من جراء الإبلاغ عن الخطأ.
هذا وناقش المشاركون خلال اليوم الثاني من الندوة كيف يمكن للمسئولين الصحيين وضع برامج خاصة لسلامة المرضى، وأكدوا أهمية مشاركة جميع الكوادر الطبية وطلبة العلوم الطبية وتكوين اتصال جيد بين المعنيين في النظام الصحي للحد من الأخطاء الطبية مثل الأخطاء المتعلقة بالنتائج المختبرية، والتركيز على بناء ثقافة مبنية على الشفافية.
من جانبه، استعرض مستشفى الإرسالية الأميركية خلال الورشة خبرته في مجال كيفية تفادي الأخطاء من خلال مراجعة الجرعات من قبل طبيبٍ ثانٍ ووجود ممرضتين لإعطاء الدواء للمريض.
ودرس المشاركون في الندوة إحدى الحالات التي حدث فيها خطأ طبي لمريض يبلغ من العمر 18 عاما بعد أن راجع دائرة الحوادث والطوارئ جراء إصابته بالتسمم لتناوله جرعة زائدة من الباراسيتامول. وطلب الطبيب المقيم تحليل نسبة الباراسيتامول، وقد تسلمت الممرضة النتائج من المختبر بالهاتف ونقلت النتيجة خطأ، وبمطالعة الدليل الإرشادي قرر الطبيب المقيم أنه بحسب مستوى الباراسيتامول فإن المريض لا يحتاج إلى علاج.
كما عرض مختلف المشاركين من كندا والسويد والولايات المتحدة الأميركية خبرات دولهم في مواجهة وتسجيل والتعامل مع الأخطاء الطبية وكيفية التقليل منها في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات المختلفة. كما تم عرض شريط مسجل عن إدارة الجودة في الولايات المتحدة الأميركية للخبير دونالد برويك أظهر من خلاله الفجوة بين المعايير الطبية والممارسات الطبية الحقيقية، وأهمية زيادة إدراك العاملين في القطاع الصحي عن سلامة المرضى والنظام الشامل.
العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ