العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ

«الأحد الأسود» يطغى على كرة القدم الإيطالية

الشغب يعود من جديد لملاعب بطل العالم

كانت معظم العناوين الرئيسية للصحف ووسائل الإعلام الإيطالية المختلفة تتحدث عن الحروب والرصاص بعد مقتل مشجع كرة قدم شاب دون قصد على يد شرطي. فقد قتل مشجع نادي لاتسيو الايطالي جابرييلي ساندري (26 عاما) في استراحة أحد الطرق السريعة أثناء توجهه لحضور مباراة لفريقه بمسابقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي صباح الأحد الماضي وذلك عندما أطلق شرطي بعض الأعيرة النارية التحذيرية في الهواء لفض اشتباك بين جماهير لاتسيو وفريق يوفنتوس اللذين التقوا سويا بالصدفة بالقرب من مدينة أريتزو.

وأثار مقتل المشجع الشاب موجة من الغضب في بيرجامو وروما إذ وقعت مصادمات بين مئات المشجعين الآخرين ورجال الشرطة مساء الأحد.

وكانت مباراة حامل اللقب إنتر ميلان مع لاتسيو هي المباراة الوحيدة التي ألغيت من مساء الأحد في البداية ولكن مثيري الشغب من مشجعي أتلانتا اضطروا المسئولين إلى تأجيل مباراة فريقهم مع آيه سي ميلان بعدما حطموا حاجزا زجاجيا في استاد فريقهم بمدينة بيرجامو وهددوا باقتحام الملعب أثناء المباراة. بينما أجريت خمس مباريات أخرى وفقا لمواعيدها المحددة سلفا يوم الأحد.

وقررت السلطات بعد ذلك إلغاء مباراة روما وكالياري التي كان من المقرر أن تجرى في نهاية يوم الأحد وكانت تحمل قدرا من المجازفة من البداية. إذ اندلعت أعمال الشغب خارج أسوار الاستاد الأوليمبي بروما، وهاجم مثيرو الشغب رجال شرطة روما وحطموا السيارات والدراجات البخارية وأضرموا النيران في حافلة للشرطة.

وفي وقت لاحق من هذه الليلة هوجمت أقسام الشرطة القريبة من المكان ومقر اللجنة الأولمبية الإيطالية من قبل مئات الأشخاص.

وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» إلى إصابة تسعة من رجال الشرطة وثلاثة مصورين والعشرات من مثيري الشغب في روما.

وذكرت صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» أنّ مجموعات مثيري الشغب في ميلانو ألقوا الحجارة على قسم للشرطة ودخلوا في مواجهات مع رجال الشرطة خارج مقر قناة «راي» التليفزيونية الحكومية.

كما وصلت أعمال العنف إلى مدينة تارانتو الجنوبية إذ تسببت جماهير فريق تارانتو بدوري الدرجة الثانية الايطالية إلى إيقاف مباراة الفريق مع ماسيزي.

وهتفت الجماهير بشعارات مناهضة للشرطة في العديد من الاستادات. حتى أنهم قارنوا ما بين مقتل مشجع لاتسيو ومقتل رجل الشرطة في الاشتباكات التي وقعت خارج استاد كاتانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وخرجت «لا جازيتا ديللو سبورت» في عددها الصادر أمس الأول (الاثنين) تحت عنوان «ياله من كابوس» على صفحتها الرئيسية. فيما أجرت صحيفة «إل كورييري ديللا سيرا» مقابلة مع ضابط الشرطة الذي أطلق الرصاصة القاتلة من دون قصد.

وقال الضابط: «لم أقصد إصابة أية شخص. فقد كنت واقف على مسافة 200 متر على الأقل. فكيف يمكن أن أصوب على أحدهم؟».

وأضاف الضابط «أطلقت عيارا أوّلا في الهواء. أما الطلقة الثانية فقد خرجت مني وأنا أجري. أعرف أنني قضى علي الآن. فقد دمرت أسرتين، أسرة هذا الفتى وأسرتي».

وفيما يبدو أنّ دورية الشرطة التي كان هذا الضابط منها كانت قد وقفت في استراحة مقابلة للاستراحة التي اشتبك فيها مشجعو لاتسيو ويوفنتوس وأنّ عبور الطريق السريع كان أمرا مستحيلا بالنسبة إلى رجال الشرطة.

فأطلق ضابط الشرطة الذي أشير إليه باسم لويجي س. فقط طلقا ناريا ثم جري في محاولة لقراءة لوحات أرقام سيارات المشجعين الذين كانوا يرحلون عن الاستراحة.

وأكّد وزير الداخلية الايطالي جوليانو أماتو أن قتل المشجع الشاب «كان خطأ مأساويا ولكنه وقع في ظل ظروف مرتبطة بالعنف الذي يجتاح عالم كرة القدم. فكل أسبوع يجبر الآلاف من رجال الشرطة على الخروج في دوريات مراقبة بالمدن والطرقات من أجل منع وقوع الأسوأ».

ومع استمرار التحقيقات، تزايدت ردود الفعل والتعليقات حول قرار سلطات الشرطة بعدم تأجيل جميع مباريات الأحد بالدوري الإيطالي وكيفية القضاء على ظاهرة العنف في عالم كرة القدم.

وقال رئيس مجلس النواب الإيطالي فاوستو بيرتينوتي: «لو كان الأمر بيدي شخصيا لكنت قد أجلت جميع المباريات. ولكنني لا أستطيع أن أجزم ما إذا كان هذا القرار سيكون صحيحا بالنسبة للأمن العام».

بينما قال رئيس الشرطة الوطنية أنطونيو مانغانيللي الذي يبدو أنه كان صاحب قرار إقامة مباريات الأحد على رغم مطالبة مسئولي كرة القدم بالبلاد بتأجيلها إن الشرطة «ستتحمل مسئوليتها تجاه حادث القتل».

وعلق رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جانكارلو أبيتي صباح أمس الأول ما تلقاه من اقتراحات بإلغاء جميع منافسات الموسم الحالي بمسابقة الدوري الإيطالي.

العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً