طالب عضو التكتل البيئي الناشط البيئي غازي المرباطي، ورئيس نقابة الصيادين حسين المغني وزارة شئون البلديات والزراعة بالقيام بحملة بيئية لإنقاذ جزيرة فشت الجارم مما تعانيه اليوم من إهمال واضح، محملين الوزارة مسئولية ما تتعرض إليه الجزيرة من انتهاكات وإهمال بيئي.
ووجه المرباطي والمغني رسالة إلى لجنة المرافق العامة والبيئة في المجلس النيابي يطالبون فيها اللجنة بإعادة فتح ملف جزيرة فشت الجارم والتحقيق فيما تتعرض إليه الجزيرة اليوم من انتهاكات بيئية والوقوف على الحقائق.
جاء ذلك في زيارة نظمها الناشطان البيئيان غازي المرباطي وحسين المغني برفقة الصحافة إلى جزيرة فشت الجارم يوم أمس الأول (السبت).
إلى ذلك، قال المرباطي لـ «الوسط»، خلال التجول في الجزيرة: «نطالب إدارياَ بضم جزر فشت الجارم إلى إحدى المحافظتين (المحرق أو العاصمة)، وذلك لكي نستطيع من خلال هذا الضم، أن نطالب المجالس البلدية بضرورة الاهتمام بهذه الجزيرة وتحويلها إلى موقع سياحي تستفيد منه عامة الناس».
وأبدى المرباطي استغرابه الشديد من عدم وجود جهة تباشر عملية رعاية الجزيرة والحفاظ على مرفقاتها، على رغم التصريحات التي كان مفادها تحمل وزارة شئون البلديات والزراعة مسئولية الجزيرة، وخصوصا عندما أثيرت علامات الاستفهام والأسئلة بشأن هذه الجزيرة، إذ كانت هناك - في السابق - عمالة تباشر عملية تنظيف الجزر ورعاية الأشجار والطيور والحيوانات، والمحافظة على الممتلكات العامة الموجودة فيها وصيانتها، أما اليوم فنجد الإهمال وعدم الرعاية واضحين وجليين للجميع، فلا يوجد أي عامل بالجزيرة، كما أنها تركت مرافقها كما هي، ويبدو الإهمال في موت الأشجار، والطيور جليا.
كما طالب المرباطي بحملة وطنية لإنقاذ هذه الجزيرة، وناشد جميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في هذه الحملة لجعل جزر فشت الجارم مرافق سياحية جميلة يقصدها عامة المواطنين.
وأكد المرباطي ضرورة تحسين المرافق والخدمات الموجودة في الجزيرة والاهتمام بها، وتخصيص عمال بحرينيين يحافظون عليها، وذلك من أجل أن تكون هذه الجزر مرافق سياحية للعامة، محملا في ذلك وزارة شئون البلديات والزراعة مسئولية الإهمال الذي تتعرض له الجزر، إذ قال: «بحسب التصريحات السابقة التي تبناها وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب، فإن وزارته هي الجهة المسئولة عن هذه الجزر (فشت الجارم)، ويجب على هذه الوزارة أن تتحمل المسئولية المناط بها كاملة في رعاية وتشجير الجزيرة».
وتساءل المرباطي: «أليس هذا الوضع الذي تتعرض له الجزيرة يدل على علامات استفهام، إذ - وكما يبدو للجميع - أنها كانت تحظى بالرعاية التامة، وبعد أن تحولت قضية هذه الجزيرة إلى قضية رأي عام هجرت وأهملت».
وأضاف «كما هو واضح من هذه الزيارة، فإن مئات الأشجار تعرضت إلى الجفاف، والمرافق إلى التخريب والحيوانات والطيور إلى الموت».
ووجه الناشطان البيئيان غازي المرباطي وحسين المغني رسالة إلى النواب طالبا فيها بإعادة فتح ملف هذه الجزيرة والتحقيق في أمرها والوقوف على الحقائق، وذلك وصولا إلى تحمل الجهة المسئولة عنها وعن رعايتها والحفاظ عليها وعلى مرافقها لتكون مرفقا سياحيا عاما يقصده العامّة.
وناشد المرباطي القيادة السياسية في البحرين أن تلتفت إلى هذا الموقع وأن يكون هناك قرار سياسي بتحويل هذه الجزر إلى إحدى المحافظات.
مشاهدات «الوسط»
هنا أشجارٌ وغصونٌ تحتضر، فيما أدرك الموت مجموعة من الطيور، أما الحيوانات التي كانت تتحلى بها الجزيرة، ففي هذا اليوم تجدها خالية منها، وهناك عن بعد أمتار تجد المرافق من (الشاليهات) والغرف ودورات المياه وغيرها، فتتوجه إليها ظنا منك لصلاحيتها، وما أن تقترب منها فتتفاجأ بخرابها وتلف محتوياتها، إلا أن تلك الغرف لاتزال تحتوي على المكيفات وعدد من الأجهزة الكهربائية الصالحة للاستخدام - على ما يبدو -، كما تحتوي على مولد كهربائي، وباكورة (مروحة) لاستخراج الماء الحلو من باطن الأرض.
هكذا بدت هي جزيرة فشت الجارم، «خاوية على عروشها»، إلا أن كل ذلك، لم يغيّر من سحر جمالها ورونقها الجذاب، فالمتعة كل المتعة في التوجه إليها، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تتحلى بها الجزيرة وشواطئها ومياه البحرين الغالية.
العدد 1900 - الأحد 18 نوفمبر 2007م الموافق 08 ذي القعدة 1428هـ