دعت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي إلى تفعيل دور الصناديق والمؤسسات الخيرية في عملية التنمية الاجتماعية التي تشهدها المملكة في مختلف الميادين.
وأضافت الوزيرة - في افتتاح مؤتمر التنمية الاجتماعية الثالث الذي نظمه صندوق سار الخيري في مركز البحرين الدولي للمعارض يوم أمس(السبت)- أن «هذا المؤتمر يأتي لتطوير العمل الاجتماعي وزيادة فاعليته، والمساهمة في توحيد جهود الصناديق الخيرية والمؤسسات الاجتماعية الأخرى».
وأشارت البلوشي إلى أن تنظيم هذا المؤتمر وما يصاحبه من ورش عمل تدريبية متنوعة وموضوعات مختلفة يؤكد أن اختيار برنامج المؤتمر كان موفقا ومناسبا، «ما يفرض علينا اهتماما مضاعفا بتحمل الجهات الأهلية والتطوعية مسئولية كبيرة في مساندة أجهزة الدولة التنفيذية».
واستعرضت الوزيرة التحديات والصعوبات التي تواجه التنمية الاجتماعية في مجتمعاتنا اليوم «فهناك تحدي تنمية وزيادة رقعة الطبقة الوسطي وتحدي تزايد أعداد الأسر التي تتلقي المساعدات من الوزارة وتحدي عدم استكمال البعض للتعليم الجامعي، مما يسمح بتكوين أفراد غير مؤهلين للحصول على وظائف مرتفعة الدخل، وتحدي تزايد نسبة المسنين وتوقع تضاعف نسبهم في العام 2010، وتحدي البطالة وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية واقتصادية وتحدي تمكين ورفع قدرات القطاع الأهلي الذي يمتلك قاعدة عريضة وتاريخا في الاهتمام بالفئات من ذوي الدخل المحدود ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ولكنه يغيب عن الأنشطة التنموية وتنمية المجتمع بالشكل المتوقع نظرا لافتقاده للقدرات المالية والبشرية التي تؤهله للعب دور محوري في برامج التنمية كما هو الحال في الدول ذات المستوى الاقتصادي المشابه لمملكة البحرين».
وأشارت البلوشي إلى أنه في ظل هذه التحديات فإن الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود وإيجاد البرامج والأنشطة البناءة والمبتكرة، والوزارة قد وضعت إطارا للتنمية الاجتماعية يركز على المواطن عبر مراحل تطور حياته من الطفولة والتنشئة والفئات العاملة والضعيفة وحتى الكهولة، وعبر التعاون ودعم المؤسسات التي تضمن التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين.
وأوضحت في هذا الإطار أن لدى الوزارة عدة أهداف هي: تطوير وإعادة تنظيم برامج التنمية الاجتماعية في المملكة، المشاركة مع أطراف التنمية في تقديم المشورة والبرامج للحكومة في المجالات الاجتماعية، تطوير العمل الاجتماعي والتنموي في المملكة، وتجديد آلياته وأساليبه وتقديم البرامج والمبادرات لرفع قدرات ومستوى معيشة الأسر، تقديم البرامج والخدمات للأسر والأفراد والفئات الضعيفة، الإسهام في زيادة البحوث والدراسات في المجالات الاجتماعية وتعظيم فوائدها وكذلك العمل على التنسيق مع الوزارات والمؤسسات المدنية لتحقيق أفضل مخرجات اجتماعية لجميع المواطنين.
من جانبه، ألقى رئيس مجلس أمناء صندوق سار الخيري السيد علوي المحفوظ كلمة اللجنة التنظيمية العليا، مؤكدا دور مؤسسات المجتمع المدني في النهضة الاجتماعية التي تعيشها المملكة، مضيفا «تتضافر الجهود في سبيل خلق تنمية اجتماعية لمجتمعاتنا، فلم يعد حصرا على فئة دون أخرى، فالكل يشترك في الهدف. إن دولة المؤسسات كمملكة البحرين بها عدد ليس بالقليل من مؤسسات المجتمع المدني، من جمعيات اجتماعية وخيرية وصناديق خيرية أيضا، لابد وأن يكون لهذه المؤسسات دور ريادي في سبيل تحقيق التنمية الاجتماعية. هذه المؤسسات التي تقع تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، تعمل جنبا إلى جنب مع هذه الوزارة في سبيل تحقيق الهدف المنشود».
وأكد ان حصول صندوق سار الخيري على منحة وزارة التنمية الاجتماعية للمشروعات الرائدة، ينم عن مدى أهمية هذا المؤتمر الذي يعكس أيضا اهتمام الوزارة بهذا النوع من المشروعات غير التقليدية التي تخرج بمؤسسة الصندوق الخيري عن إطار العمل التقليدي المعروف وهو تسلم الأموال من الدافعين وتوزيعها على المحتاجين بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بأفراد المجتمع».
كما ألقى الرئيس الفخري لصندوق سار الخيري رجل الأعمال جواد الحواج كلمة أكد فيها أهمية دور القطاع الخاص في الشراكة مع المؤسسات الاجتماعية بوصفه شريكا أساسيا في التنمية.
وأوضح أن نظرة عاجلة على برنامج عمل هذا المؤتمر لاشك أنها ستبين لنا مدى الأهمية التي يحظى بها هذا الحدث، وهي أهمية ندركها جميعا، اذ لا خلاف بأن موضوع التنمية الاجتماعية هو اليوم من أكثر الموضوعات ارتباطا بكل ما يطرح في شئون التنمية والاقتصاد والسياسة، وأصبحت ادارة التنمية الاجتماعية، واعتماد مفهوم ثابت ومتكامل للسياسات الاجتماعية وفاعلية هذه السياسات في أي مجتمع، هو الأساس الذي يقاس به مدى النجاح الذي تحققه توجهات وسياسات الدول في استثمار قدرات أبنائها، وصياغة بنائها التنموي والحضاري والاجتماعي.
العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ