سلم الرئيس الباكستاني برويز مشرف السلطة العسكرية إلى نائبه في رئاسة الأركان أمس (الأربعاء) قبل يوم واحد من أدائه اليمين الدستورية لولاية جديدة مدتها خمس سنوات كرئيس مدني لباكستان.

وتولى نائب رئيس هيئة الأركان أشفق بارفيز كياني منصب قائد جيش الدولة خلال المراسم التي شاركت فيها فرقة عسكرية وحرس شرف في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي التي تضم حامية عسكرية بالقرب من إسلام آباد. وقال مشرف عن خليفته وأحد حلفائه المقربين والذي كان يتولى رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية القوية «إنني أسلم القيادة لشخص أعرفه منذ عشرين عاما وأنا أعرف تماما مهاراته الشخصية».

وفي أقوى إشارة تدل على احتمال رفع حال الطوارئ المفروضة على البلاد قال المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم لمحطة التليفزيون الباكستانية (دون) إن مشرف سيؤدي اليمين الدستورية اليوم (الخميس) وفق دستور البلاد الكامل بدلا من النسخة المختصرة التي يجرى تطبيقها خلال حال الطوارئ.

وقالت مصادر لمحطة «دون» إنه من المقرر أن يقوم الرئيس بأداء اليمين الدستورية خلال احتفال يقام بعد الظهر في العاصمة (إسلام آباد) وسيقوم مشرف بالإعلان عن رفع حال الطوارئ عبر التلفزيون.

في السياق ذاته، رحبت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو الأربعاء باستقالة مشرف من منصبه قائدا للجيش، وأكدت أنها «ليست على عجلة» للاعتراف به رئيسا مدنيا شرعيا.

وقالت بوتو في معقلها في كراتشي في جنوب باكستان للصحافيين «نرحب بكون مشرف تخلى عن منصبه قائدا للجيش بما أن هذا الأمر كان من مطالبنا الرئيسية». وأضافت «لكننا لسنا على عجلة للقبول به رئيسا مدنيا وسنتخذ كل القرارات المناسبة بهذا الخصوص بعد مداولات نأخذ فيها في الاعتبار كل جوانب المسألة».

من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في حديث لمحطة «ان بي سي» أن تخلي الرئيس الباكستاني عن قيادة القوات المسلحة الباكستانية بداية جيدة لكن لايزال ينبغي عليه رفع حال الطوارئ. وقالت رايس «إنها بداية جيدة ومرحلة أولى جيدة في إطار واجبات مشرف ووعده بالتخلي عن زيه العسكري». وأضافت «لكن يجب الآن اتخاذ قرار إنهاء حال الطوارئ بغية السماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة».