عبر الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا عن «خيبة أمله» إزاء محادثاته مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي أمس في لندن. وقال بعد محادثاته مع جليلي «علي الاعتراف بأنه بعد خمس ساعات من المحادثات، كنت أتوقع أكثر من ذلك، وبالتالي لقد خاب أملي».
من جهته، أكد جليلي أنه «من غير المقبول حرمان إيران من حقها» في تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي لا تحظره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
وقال جليلي للصحافيين بعد محادثاته مع سولانا «إن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا تنص في أي مكان على أنه لا يحق للأعضاء الموقعين عليها بتخصيب» اليورانيوم. وأضاف «من غير المقبول أن تحرم إيران من حقوقها حين تكون التزمت بكل واجباتها». وكان جليلي أعلن في وقت سابق أنه أجرى محادثات جيدة مع سولانا وأنهما اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات الشهر الجاري.وباشر سولانا، الذي سيقدم مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري تقريرا منتظرا للغاية بشأن مدى التعاون الإيراني معه، محادثاته مع جليلي في لانكستر هاوس بعد مصافحة بين الرجلين لم يعقبها أي تعليق.
وكان عضو في الوفد الإيراني قال لدى وصوله إلى لانكستر هاوس «سنقدم إلى سولانا أفكارا جديدة (...) نحن متفائلون». وقالت المتحدثة باسم سولانا كريستينا غالاش الجمعة إن الأخير جاء إلى الاجتماع بروح منفتحة ولكن «من دون اقتراح جديد (...) إنه هنا ليستمع إلى جليلي وليرى ما سيضعه الإيرانيون على الطاولة». ومن المقرر أن يقدم سولانا تقريرا عن اجتماعاته مع الإيرانيين اليوم (السبت) إلى ممثلي الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) الذين سيجتمعون في باريس في وقت لاحق اليوم.
وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها سولانا وجليلي في غياب المفاوض الإيراني السابق علي لاريجاني. وسيكون بمقدور سولانا أن يحكم ما إذا كان موقف طهران ازداد تصلبا بعد تولي جليلي رئاسة الوفد التفاوضي الإيراني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مجددا أمس تصلب الموقف الإيراني بتحديه الولايات المتحدة التي «خسرت المواجهة النووية مع إيران» على حد قوله. وأضاف «الولايات المتحدة غاضبة من إيران. بوش يريد القيام بأعمال محددة ضد إيران ولكن ما يمنعهم هو أنهم غير قادرين على توقع ما يمكن أن يحدث بعد الضربة الأولى». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن متقي قوله «الأمة الإيرانية لن ترجع عن مسارها الذي اختارته وهي مصممة وعازمة على مواصلة هذا المسار (الحصول على التكنولوجيا النووية)».
من جهته أعرب إمام جمعة طهران المؤقت هاشمي رفسنجاني أمس عن أمله بأن يعتمد الأوروبيون «الطريق الصحيح» بعد محادثات جليلي وسولانا، فيما صرح رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي بأنه «لا يثق» بجدوى عقوبات تفرض في إطار أوروبا وحدها ضد إيران بشأن ملفها النووي. وقال برودي في مقابلة «ليس لدي أي ثقة في عقوبات أوروبية لا تشارك فيها دول أخرى».
على صعيد متصل أعلنت روسيا أمس أنها ختمت بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حاويات الوقود النووي المخصصة لمفاعل بوشهر الإيراني، في الوقت الذي يتوقع فيه وصول مسئولين إيرانيين اثنين قريبا إلى موسكو. وقالت شركة تفيل القريبة من وكالة الطاقة الذرية الروسية (روساتوم) «بين 26 و30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كان وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مصنعنا في نوفوسيبيرسك لمراقبة حاويات الوقود النووي». وأضافت الشركة في بيان «لقد شهد مفتشو الوكالة الدولية وممثلون عن الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية وزبائن إيرانيون كيف تم إعداد الوقود النووي والحاويات التي تم ختمها بالشمع الأحمر».
«فايننشال تايمز»: الإمارات تحتجز سفينة متوجهة إلى طهران
لندن - يو بي آي
أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس بأن السلطات الإماراتية احتجزت سفينة كانت متجهة إلى إيران للتحقق من أن المواد الكيماوية الموجودة على متنها وهي تفرغ حمولتها في ميناء جبل علي بدبي لا تخالف قواعد الأمم المتحدة والإمارات. وقالت الصحيفة إن الخطوة التي اعتبرها محللون إيرانيون مثيرة للقلق تأتي انسجاما مع تشديد العقوبات الدولية على النظام المالي الإيراني وتحول الإمارات التي تعد شريكا تجاريا بالغ الأهمية مع طهران إلى لاعب أكثر نشاطا في المساعي الرامية إلى لجم المصالح التجارية الإيرانية.
العدد 1912 - الجمعة 30 نوفمبر 2007م الموافق 20 ذي القعدة 1428هـ