أعلن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما رسميا أمس (الإثنين) تعيين السيناتور هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، وحاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو وزيرة للأمن الداخلي، وإريك هولدر وزيرا للعدل وسوزان رايس سفيرة في الأمم المتحدة، والجنرال المتقاعد جيم جونز مستشارا للأمن القومي، وأبقى وزير الدفاع روبرت غيتس في منصبه.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده أمس في شيكاغو خلال إعلانه التشكيلات الأساسية لفريق الأمن القومي أن النجاح يتطلب «إستراتيجية جديدة تمزج بين القوة العسكرية والدبلوماسية، والاستخبارات وتطبيق القانون، والاقتصاد وقوة المثال الأخلاقي».
وأضاف أن «حان الوقت لبداية جديدة في هذا العالم غير المستقر، وهو وقت إيجاد فجر جديد لقيادة أميركية قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وتلقف الفرص التي تشكل جزءا لا يتجزأ من هذه التحديات.» وتابع أن «الفريق الذي جمعته هنا اليوم ملائم تماما لإتمام هذه المهمة، وهو يشاطرني براغماتيتي في ما يخص اللجوء إلى القوة، ونظرتي إلى دور أميركا كقائدة للعالم».
ووصف أوباما تعيين كلينتون بأنه «إثبات للصديق والعدو عن التزامي لتجديد الدبلوماسية الأميركية واستعادة تحالفاتنا(...) ولا شك عندي أن هيلاري هي الشخص المناسب لقيادة وزارة الخارجية والعمل معي في تطبيق أجندتنا الخارجية الطموحة». وقال أوباما «لكي نضمن الازدهار هنا في أرض الوطن، والسلام في الخارج نحن جميعا نرى أن علينا أن نحرص على أن يظل جيشنا أقوى جيش على وجه الأرض».
أما نائب الرئيس الأميركي جون بايدن فقال أنه فخور بأن يكون جزءا من فريق الرئيس المنتخب، وهو فريق «سيحرص على أن يشكل نموذجا للسلطة حول العالم ويشكل قدوة له. وأعتقد أننا جمعنا فريقا أمنيا سيعيد ترتيب قوة البلاد».
وكان أوباما أعلن اختيار المدير السابق للمصرف الاحتياطي الفيدرالي، بول فولكر رئيسا للجنة الاستشارية الخاصة بإعادة إنعاش الوضع الاقتصادي.
يذكر أن فولكر ترأس سابقا التحقيقات في فضيحة برنامج «النفط مقابل الغذاء» التابع للأمم المتحدة والخاص بالعراق.
من جانبها، تعهدت كلينتون أن تجعل من الولايات المتحدة «قوة تغيير إيجابية» في العالم، وأكدت أنها ستعمل مع المجتمع الدولي على حلّ الأزمات العالمية.
وقالت السيدة الأولى الأميركية سابقا «إن الأميركيين يطالبون ليس فقط بتبني اتجاه جديد في الوطن وإنما أيضا بالقيام بجهود جديدة لإعادة مكانة الولايات المتحدة في العالم كقوة تغيير ايجابية».
وتعهدت كلينتون «بالتواصل مع العالم مرة أخرى بعد ثماني سنوات من حكم إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش»، وقالت «سأكرس نفسي لهذه المهمة وهذه الإدارة ولبلادي». وأضافت «أميركا هي بلد أقيم على فكرة أن لكل شخص الحق في تحقيق إمكانياته التي وهبه إياها الله. وهذا هو المبدأ نفسه الذي يجب أن يكون الأساس لتحقيق هدف أميركا في العالم اليوم».
وفي معرض الحديث عن الأزمات العالمية المختلفة، اعتبرت كلينتون «أن أميركا لا يمكنها أن تحل هذه الأزمات دون بقية العالم ولا يمكن لبقية العالم أن يحلها من دون أميركا»
العدد 2279 - الإثنين 01 ديسمبر 2008م الموافق 02 ذي الحجة 1429هـ