تحدث خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس عن فريضة الحج قائلا: « إن الحج مؤتمر جامع للمسلمين قاطبة، هو مؤتمرهم الأكبر منذ أيام نبينا الحنيف إبراهيم (ع)، ففي الحج يجدون رايتهم التي يفيئون إليها؛ هي راية التوحيد، ويجدون قوتهم التي ينسونها أحيانا، والواجب على المسلمين وهم تنهال عليهم الفتن من كل مكان أن يتخذوا من الحج مؤتمرا للتعارف والتشاور في شئون دينهم ودنياهم».
مشيرا إلى أن الله تعالى شرع العبادات لحكم عظيمة، ومقاصد سامية، منها ما لا يعرفه الخلائق ويجهلون معناها، ومن هذه الفرائض فريضة الحج التي عظمت مناسكها ومظاهرها، فهي فريضة عظيمة المنافع والآثار وتضمنت من المنافع ما لا يحصيه العادون في الدنيا والآخرة.
وقال القطان: « إن مقاصد الحج تدور محاورها لتصحيح الاعتقاد والتعبد، وعلى توحيد كلمة المسلمين وتربية الفرد والمجتمع، وتزكية النفوس والأرواح والأبدان. ومن منافع الحج كما يذكر ابن عباس في تفسيره للآية الكريمة «ليشهدوا منافع لهم» (الحج:28). إن هذه المنافع تنقسم إلى منافع أخروية وهي رضوان الله تعالى، وإلى منافع دنوية وهي ما يصيرون إليه من البدن والتجارة والتعارف».
وأضاف «إن الأمة يوم تكون مستلهمة رشدها من تلك المقاصد، فستنال عزا ومجدا، وقال أحدهم: سيكون الإسلام سدا منيعا أمام حملات التبشير مادامت الأمة متمسكة بتلك الدعائم؛ القرآن، صلاة الجمعة وفريضة الحج. وفي دورس الحج تذكير الأمة بأن أعظمه ما تهتم به وتثبته النفوس، توحيد الله سبحانه تعالى، توجيها وإرادة ومقصدا وعملا، وإذلالا يتضمن كلمات التلبية التي أهل بها رسول الله (ص) في حجته الأولى».
وتطرق القطان إلى مجموعة من دروس الحج موضحا « من دروس الحج أن تستيقن الأمة أن لا توثيق ولا سداد إلا باتباع هدي النبي (ص) والسير على نهجه في الأعمال والإطاعة والحكم والتحاكم، كما أن الحج يعطينا دروسا ومواعظ عن أهمية التوسط في الأمور كلها والبعد عن الغلو في الدين لأن الإسلام دين اليسر»
العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ