سارت دفة الأمور في اجتماع «برلمان الكرة البحرينية» أمس الأول عادية وهادئة جدا على عكس التوقعات والتنبؤات بإمكانه حدوث مفاجآت أو ثمة تغيير في تشكيلة الإدارة الجديدة لاتحاد الكرة فحسمت لصالح القائمة المتوقعة والتي سميت بـ»قائمة الرئيس» عدا دخول وجه جديد تمثل في مرشح نادي البحرين عبدالعزيز اليحيى وباكتساح كبير أمام المترشحين الستة الجدد.
كما غلف الهدوء والمداخلات «الرزينة» أجواء مناقشات التقريرين الإداري والمالي والتي لم تتجاوز الساعة الواحدة على رغم ما جرت عليه العادة في الاجتماعات السابقة أو عموميات الاتحادات الأخرى من نقاشات تصل إلى حد المجادلات الساخنة!
وتباينت التفسيرات لما حدث في «البرلمان الكروي» إذ يرى البعض أن السيناريو الذي حصل كان امتدادا للسيناريوهات السابقة في اجتماعات اتحاد الكرة والأندية وتظهر خلالها الأندية سلبية وضعيفة في مواقفها وكان لسان حالها يقول «مالنا والدخول في مواجهة سلطان الكرة»!
فيما يرى ممثلو غالبية الأندية ان الدخول في نقاشات ومواجهات مع الاتحاد لن يكون مجديا وخصوصا أن غالبية الأندية الفقيرة تحتاج إلى مساندة ودعم الاتحاد وتفاديا للوقوع تحت بند «المغضوب عليهم»!... وبالتالي وصل الأمر إلى أن يكون وجود غالبية ممثلي الأندية الـ19 شرفيا وحتى ممثلي الأندية الكبيرة المحرق والرفاع والأهلي في الوقت الذي تتطاير وتتكاثر فيه الآراء والانتقادات الموجهة لاتحاد الكرة من قبل مسئولي واداريي ومدربي الأندية المختلفة عبر الصفحات الرياضية!
ويبدو أن حرص الأندية على الحضور كان بهدف ملء استمارات الترشيح للانتخابات في ضوء التوافقات والتربيطات التي سبقت الاجتماع، أكثر منه الحضور للمناقشة في التقارير وتقديم الاقتراحات بدليل أن المقترحات المقدمة كانت من خمسة أندية فقط وجلها يختص بعملية تسجيل اللاعبين من دون أن نلمس أية مقترحات فعلية أو حلول من قبل الأندية تعرض على الاتحاد للمشكلات الكثيرة التي تحاصر واقعنا الكروي.
جاني يصفها بالمأساة
ولعل من الملاحظات اللافتة على مقاعد الحاضرين في الاجتماع هو مرشح نادي الحالة حسين جاني الذي كان متوقعا له حضورا في المناقشات الساخنة أمام الاتحاد وحضر بمعيته ملف متكامل بالتقريرين الإداري والمالي وأوراق مكتوبة بملاحظاته عن هذين التقريرين من اجل طرحها وإثارتها في الاجتماع لكن جاءت الرياح على غير ما يشتهي جاني الذي بدا متوترا ومتأسفا وكان يتمتم بكلمات الأسف على حال المعية العمومية ثم ختمها بالقول بعد انتهاء مناقشة التقارير أن ما حدث كان مأساة!
رواتب ماتشالا والموظفين
وعلم انه من بين النقاط التي كان جاني يعتزم إثارتها ما يتعلق بشأن تسوية مبلغ مليون دينار وأوجه صرفه وكذلك راتب مدرب المنتخب الوطني ماتشالا ومرتبات الموظفين العاملين بالاتحاد لكن أوراق وأسئلة «جاني» ظلت معلقة حتى اشعار آخر بعدما وجد نفسه ممنوعا عن ا لكلام المباح في الاجتماع وبقرار من إدارة ناديه التي أخبرته عشية الاجتماع أن ممثلي الحالة في الاجتماع هما رئيس النادي عبدالحميد الكوهجي وأمين السر عيسى بوهزاع بعدما كان «جاني» معتمدا لتمثيل الحالة في الاجتماع علما بأن الكوهجي لم يحضر الاجتماع... فهل ذلك اشارة لما قصده «جاني» بوجود أياد خفية عملت على ابعاده عن اتحاد الكرة خلال حديثه لـ»الوسط الرياضي» قبل 24 ساعة من الانتخابات؟!
كان الأمين المالي السابق والمنتخب حاليا أحمد النعيمي أحد الأعضاء الثلاثة الذين نالوا أصوات جميع الأندية الـ19 ليحتفظ بمنصبه للمرة الثالثة على التوالي.
النعيمي قدم شكره إلى الأندية على ثقتها وما أبدته من تعاون وتفهم إيجابي خلال مناقشات التقريرين الإداري والمالي.
وقال النعيمي: «إن أهم ما استوقفني خلال الاجتماع هو ما كشف عنه رئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن إبراهيم بفكرة تشكيل لجنة تنسيقية بين الاتحاد والأندية بشأن وضع الآليات الخاصة بإدارة الموارد المالية المستحقة للأندية، إذ إننا فوجئنا بهذا الإعلان في الاجتماع على رغم أن الفكرة كانت موجودة لدينا وأعتقد أن هذه اللجنة سيكون لها دورا إيجابيا علما بأن اللجنة ستكون ذات صفة اعتبارية وتعقد اجتماعات دورية لمتابعة الأمور المالية وإنه سيتم العمل على تشكيل هذه اللجنة خلال الأيام المقبلة.
اعتبر رئيس نادي الاتفاق عضو مجلس الشورى علي العصفور أن انتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة يعتبر تكليفا وليس تشريفا للأعضاء المنتخبين وانه حان الأوان للعمل الحاد لتصحيح الأوضاع الخاطئة والسلبيات الموجودة في واقع الكرة البحرينية.
وقال العصفور الذي مثل ناديه في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة «لاحظت خلال حضوري هذا الاجتماع للمرة الأولى أن هناك مشكلة من قبل الأندية التي تختزل جميع الملاحظات والمشكلات لإثارتها في يوم الاجتماع والمفترض أن يكون باب التواصل مفتوحا بين الاتحاد والأندية لمناقشة أي موضوع في أي وقت كان لأنه حق لكل طرف».
وعن رأيه في نتائج الانتخابات قال العصفور «شخصيا كنت مؤيدا لفكرة تجديد الثقة واستمرار أعضاء الإدارة السابقة نظرا لأهمية الاستقرار الإداري في أي عمل وكذلك اتاحة الفرصة للعمل والتطوير الذي يتطلب فترة زمنية أطول من أربع سنوات، لكن ما أسفت إليه هو عدم فوز المترشحة سوسن تقوي لإدراكي بأهمية ومكانة وكفاءة المرأة البحرينية وقدرتها على الانخراط في العمل الرياضي وآمل إلا يكون لذلك انعكاسا سلبيا لسوسن».
عبر عضو مجلس الإدارة المنتخب مجددا عبدالرزاق محمد عن شكره وتقديره للجمعية العمومية لاتحاد الكرة على الثقة بانتخابه وهو ما يعتبره دافعا لمضاعفة الجهد والعمل في الفترة المقبلة.
وقال عبدالرزاق: «بالنسبة الى الدورة الانتخابية الجديدة التي تستمر 4 سنوات فإن الفرصة متاحة لتحريك عدد من الملفات الساكنة والمشاريع والخطط التي لم تفعل خلال السنوات الماضية ومن بينها ما يتعلق بتطوير العمل الإداري داخل الاتحاد وتنفيذ الخطط المتعلقة بالمنتخبات وخصوصا الفئات العمرية ومسابقاتها إلى جانب خطط وبرامج اللجنة الفنية التي توليت مهمتها في الفترة الأخيرة».
وأبدى عبدالرزاق استعداده لتولي أية مهمة يرى فيها قدرته على أدائها وهو رهن إشارة مجلس الإدارة الجديد موضحا أنه سبق له ان تبوأ منصب الأمين المالي وكذلك منصب رئاسة اللجنة الفنية ولجنة شئون اللاعبين بالإضافة إلى لجنة المنتخبات.
ودع احمد جاسم مجلس إدارة اتحاد الكرة بعدما قضى ثمانية أعوام متتالية في منصب أمين السر العام للاتحاد في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين 2002-2004 و2004-2008.
وبعدما شارك في الاجتماع الأخير للجمعية العمومية وتابع عملية انتخاب مجلس الإدارة الجديد مساء أمس الأول، التقينا أحمد جاسم عند البوابة الرئيسية لدخول مبنى اتحاد الكرة ولسان حاله يقول «خلاص... انتهت علاقتي مع إدارة الاتحاد منذ هذه اللحظة»
وعلق جاسم على الانتخابات قائلا إن الأندية مارست صلاحياتها في اختيار وانتخابات المترشحين المناسبين وان التكاتف مطلوب بين الاتحاد والأندية بصرف النظر عن الأسماء من أجل النهوض بالكرة البحرينية والمهم ايجاد الحلول للمشكلات وليس الحديث عنها فقط.
بيد أن الكثيرين يرون أن احمد جاسم لن يخرج من بيت الكرة البحرينية نهائيا من دون عودة بل سيعود وسيوجد سريعا لكن وجوده هذه المرة سيكون عمليا وليس من طاولة مجلس الإدارة إذ تشير الدلائل إلى تعيينه أمينا عاما للاتحاد في المرحلة المقبلة وهو المنصب الذي فرضه الفيفا في هيكلة ونظام اتحاد الكرة.
وفي هذا الصدد علق احمد جاسم بالقول إن هذا الأمر متروك بيد مجلس الإدارة الجديد في اختيار من يراه مناسبا لمنصب الأمين العام.
قال العضو المنتخب للدورة الثانية على التوالي عبدالعزيز قمبر إن استمراره في رئاسة لجنة المسابقات الكروية يستعد خلال الاجتماع الأول للإدارة الجديدة.
وأضاف قمبر «مما لاشك فيه أن موضوع تنظيم المسابقات وسيرها المنتظم يعتبر من المشكلات التي نعانيها في الاتحاد بسبب قلة الملاعب المناسبة لكننا نواصل جهودنا من أجل تسيير المسابقات وفق الإمكانات المتاحة».
وأشار قمبر إلى أن إقامة بطولة تنشيطية محلية خلال توقف الدوري لمدة شهرين في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2009 سيتم مناقشتها على طاولة مجلس الإدارة الجديدة لاتخاذ القرار المناسب إذ إنه يصعب إقامة مباريات البطولة التنشيطية على ملعبي المحرق والأهلي فقط في ظل انشغال الاستاد الوطني بمناسبات مختلفة ما يعني تأثر أرضية ملعبي المحرق والأهلي وبالتالي صعوبة اللعب عليهما الدوري نهاية فبراير، وإن هناك فكرة لدينا بإقامة البطولة التنشيطية على استاد اتحاد الريف وهو من الجيل الصناعي الثالث وسيتم مخاطبة المؤسسة العامة للشباب والرياضة بهذا الشأن».
العدد 2280 - الثلثاء 02 ديسمبر 2008م الموافق 03 ذي الحجة 1429هـ