شكا مواطنون تأخر وصول دواء (Thalidomide) إلى مجمع السلمانية الطبي منذ 6 أشهر والدواء بحسب الأطباء مهم جدا للمرضى الذين أجروا زراعة نخاع لتثبيت النخاع كما إن عدم تناول الدواء في الفترة التالية لإجراء العملية يهدد المرضى بالحاجة إلى إجراء الزراعة من جديد.
إلى ذلك قال زوج إحدى المريضات: «ابتعثت وزارة الصحة زوجتي إلى الأردن لإجراء عملية زراعة النخاع إذ لا تجرى هذه العملية في البحرين ووصف الطبيب لها دواء (Thalidomide)، ووصلت إلى أرض الوطن في مايو/ أيار الماضي ومنذ ذلك الحين إلى اليوم ونحن نراجع مختلف الجهات في وزارة الصحة للحصول على الدواء المذكور بلا نتيجة تذكر، وأراجع باستمرار صيدلية مجمع السلمانية الطبي وقسم خدمات المرضى والمشتريات ووكيل الوزارة الذي حولني إلى الوكيل المساعد لشئون المستشفيات عبدالحي العوضي الذي التقيته وأخبرته بالمشكلة برمتها وحاول المساعدة إلا أنه في نهاية المطاف طلبوا مني مراجعة أحد الصيادلة في قسم الأورام والصيدلاني ليس في يده شيء يفعله سوى إعطاء الدواء للمرضى بعد وصول الدواء».
وواصل «تحسنت حالة زوجتي بعد العملية حولي 80 في المئة، إذ كانت شبه مشلولة عندما سافرنا إلى الأردن لإجراء العملية، إلا أنها حاليا وبعد عدم توفير دواء (Thalidomide) لها خلال الشهور الستة الماضية بدأت الآلام تعاودها من جديد وعند مراجعة المستشفى تُعطى لها المسكنات القوية». وقال: «رقدت زوجتي في مجمع السلمانية الطبي قبل إرسالها إلى الأردن 108 أيام، ومكثنا في الأردن 5 أشهر، وبعد تكبد كل هذه المشقة والرحلة المضنية مع العلاج وإجراء العملية لسنا مستعدين أن نخسر نتائجها ونبدأ من جديد مرة أخرى الأمر الذي سيؤثر على نفسية المريضة بلا شك». واستطرد زوج المريضة بأن «عملية زراعة النخاع كلفت وزارة الصحة حوالي 50 ألف دينار أردني ناهيك عن مصاريفي كمرافق والدواء على رغم أهميته البالغة إلا أن قيمته تبلغ 20 دينارا، وقال الطبيب الأردني الذي أجرى العملية لزوجتي إن فائدة الدواء هي المحافظة على النخاع وتثبيته وستتأثر نتائج العملية من دون استعماله، كما طلب الطبيب أن تستمر المريضة في استعمال الدواء لمدة عام كامل بعد العملية ومضى إلى الآن 6 أشهر على إجرائها ونحن ننتظر وزارة الصحة تجلب الدواء وبقي 6 أشهر أخرى فهل تنظر وزارة الصحة لمرضاها بعين الرحمة؟، كلمت الطبيب أكثر من مرة وقال سيصل الدواء بعد شهر ومضت 6 أشهر من دون أن نتسلم الدواء».
وأوضح «لم أشأ اللجوء إلى الصحافة إلا بعد أن استنفذنا جميع السُبل وطرقنا جميع الأبواب بلا نتيجة». إلى ذلك قال ابن إحدى المريضات: «ابتعثت وزارة الصحة والدتي لإجراء عملية زراعة نخاع في الأردن في مايو/ أيار الماضي وعدنا إلى البحرين في أغسطس/ آب الماضي ومنذ عودتنا إلى الآن والدواء غير موجود في مجمع السلمانية الطبي مع إن الطبيب قال إنه مهم جدا بعد العملية لتثبيت النخاع ولا يوجد له دواء بديل والوصفة الطبية عندي من تاريخ 12سبتمبر/ أيلول الماضي».
وأضاف «استفسرنا عنه في الصيدليات الخاصة إلا أن الدواء المذكور غير موجود في جميع صيدليات البحرين، وراجعنا عددا من المسئولين في الوزارة ليخبرونا أن هناك طلب لجلب الدواء إلا أنه لم يصل بعد».
وأوضح «هل تخسر وزارة الصحة كلفة إجراء العملية بعدم توفير دواء مهم لا يزيد سعره عن 20 دينارا للمريضة والأهم من كل ذلك هو صحتها التي نخاف أن تنتكس أو تتعرض لعوارض أخرى، وقد كانت والدتي تأخذ الدواء قبل العملية وكان وقتها غير مهم إلا أنه وبحسب تعليمات الطبيب المعالج فإن تناول هذا الدواء بعد العملية مهم جدا».
من جهته قال مدير إدارة المواد والتجهيزات بوزارة الصحة عبدالإله أحمد: «يعتبر دواء (Thalidomide) من الأدوية غير المخزنة ويتم طلبه بحسب الحاجة بعد أن يصفه الطبيب وتعتمد الطلبات من قبل رئيس الأطباء ووكيل الوزارة، ونتسلم الطلبية بعد حوالي 3 أشهر، ومن بداية العام 2009 سنتبع آلية جديدة لبعض أنواع الأدوية من خلال تقدير عدد الحالات المرضية بالرجوع إلى الحالات التي مرت علينا في العام السابق له بحيث نطلب الكمية اللازمة بحسب الحالة والاحتياج ونثبت السعر ونجعل الطلب مفتوحا، لأن بعض طلبيات الأدوية تأخذ وقتا ويؤدي ذلك إلى تأخير وصولها إلى المرضى، ففي الآلية القديمة يقوم الاستشاري بالتوقيع على الوصفة ثم يوقعها رئيس الأطباء ويخلص الإجراءات مع المستشفى وترصد الموازنة ويوقع وكيل الوزارة ثم يُعمل طلب الشراء»
العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ