في الوقت الذي يترقب فيه مشجعو فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم في كلّ أنحاء العالم عودة الفريق بشكل جديد في العام 2008 بعد عطلة الشتاء وأعياد الميلاد (كريسماس) التي يقضيها الفريق حاليا لا يتوقف طموح مشجعيه في العالم الإسلامي على التغير في الأداء وإنما يمتد إلى شكل قميص اللعب.
وأنهى برشلونة العام 2007 بشكل هزيل يعبر عن مدى ما وصل إليه الفريق من اهتزاز في المستوى خلال العام المنقضي إذ سقط نجوم برشلونة على ملعبهم في استاد «كامب نو» بالهزيمة أمام منافسهم العنيد ريال مدريد في المرحلة السابعة عشر من الدوري الاسباني للعبة.
وبدلا من نجاح الفريق في تقليص الفارق الذي يفصله في المركز الثاني عن ريال مدريد حامل اللقب ومتصدر المسابقة إلى نقطة واحدة نجح ريال مدريد في توسيع الفارق إلى سبع نقاط.
وكان برشلونة قد فقد أيضا لقب الدوري الإسباني في منتصف نفس العام عندما أحرزه ريال مدريد في المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي في مايو/ أيار 2007 ليتلقى برشلونة صدمة حقيقية في العام 2007.
ولكن أداء الفريق ونتائجه ليست أكثر ما يزعج مشجعيه وعشاقه في العالم الإسلامي وإنما امتد الفريق إلى قميص اللعب الذي يرتديه نجوم الفريق وبالتحديد إلى الشارة الشهيرة التي يحملها قميص اللعب والذي عملت العديد من الدول العربية في الآونة الأخيرة إلى تغييره لما فيه مما وصفه البعض بأنه «إهانة» للمسلمين.
وبالطبع يتمنى مشجعون برشلونة في الوطن العربي والعالم الإسلامي أن يمتد التغيير في برشلونة خلال العام 2008 إلى شارة الفريق.
وكانت صحيفة «لا فانجارديا» التي تصدر في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة قد أشارت في منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي إلى هذه المشكلة وإلى لجوء بعض الدول العربية لتغيير شارة الفريق.
وكشف تحقيق أجرته الصحيفة أن بعض الدول العربية ومنها السعودية والجزائر تشهد بيع قمصان فريق برشلونة بشارة تختلف عن الشارة الفعلية للفريق والتي ابتكرت في العام 1906 لان هذه الشارة تتخذ شكل الصليب الأحمر أو صليب سان جورج قديس إقليم كتالونيا.
وذكرت الصحيفة أن شارة الصليب تحولت في كل من السعودية والجزائر إلى خط أفقي أحمر لان الصليب الأحمر يشير في العالم الإسلامي إلى الحملات الصليبية الوحشية التي شنتها أوروبا في القرون الوسطى على العالم الإسلامي.
وأعربت الصحيفة عن صدمتها وسخطها على هذا التغيير في شارة الفريق وطالبت رئيس النادي الكتالوني خوان لابورتا بالرد على هذا الموقف الذي تتخذه بعض الدول العربية.
وعلى رغم ذلك لم يدل النادي الاسباني أو رئيسه بأي بيان رسمي بشأن هذه القضية التي قد تثير الجدل بين مشجعي برشلونة.
واضطر برشلونة خلال عهد الجنرال فرانكو في الفترة من 1939 إلى 1975 بإسبانيا إلى إزالة شارته التي تحمل الخطوط الحمراء والصفراء التي يشهدها علم إقليم كتالونيا وذلك؛ لانّ نظام الحكم كان يمنع آنذاك وجود أي رموز تشير إلى استقلال أو انفصال إقليم كتالونيا.
وبالإضافة إلى ذلك اضطر النادي إلى تغيير اسمه من «نادي برشلونة لكرة القدم» إلى «نادي كرة القدم في برشلونة» ليكون أكثر نسبة إلى أسبانيا أكثر منه لكتالونيا.
وفي العام 1974 وعندما كان الجنرال فرانكو يدنو من الموت بينما كان نظامه الحاكم يفكر في العودة للحكم الديمقراطي سمح لبرشلونة بإعادة الخطوط الحمراء والصفراء إلى شارته وأيضا باستعادة اسمه القديم.
وتأتي هذه المشكلة المتعلقة بشارة قميص برشلونة بعد المشاكل التي أثارها إنتر ميلان بطل الدوري الإيطالي في سبتمبر/ أيلول الماضي في أولى مبارياته بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم وبالتحديد عندما حل ضيفا على فنربخشة التركي إذ قرر إنتر ارتداء قميص لعب أبيض رسم على مقدمته صليب أزرق كبير الحجم.
وانتقدت العديد من وسائل الإعلام التركية اختيار إنتر لهذا القميص واتهمت الفريق الإيطالي بأنه أهان مشاعر المسلمين.
كما حاول المحامي باريس كاسكا عبثا مطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) بمعاقبة إنتر على ارتداء قميص «يعيد إلى الذاكرة ذكريات الحملات الصليبية بل ويعبر بوضوح عن السيادة العنصرية لديانة ما».
العدد 1944 - الثلثاء 01 يناير 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1428هـ