قام وفدٌ من «جمعية الصم البحرينية» أواخر الشهر الماضي بزيارةٍ وديةٍ للمملكة العربية السعودية، بدعوةٍ من «جمعية أصدقاء الصم»، حيث زار خلالها عددا من المؤسسات الأهلية الخيرية العاملة في المنطقة الشرقية.
وقد تم خلال الزيارة التقاء عدد من أعضاء لجنة أصدقاء الصم بالعوامية، الواقعة في محافظة القطيف، حيث جرى الاطلاع على تجربتها في مجال برامج الصم، التي انطلقت قبل سبع سنوات، معتمدة على الكوادر المحلية المتطوعة، مع الاعتماد على الذات في مجال تمويل الأنشطة والفعاليات.
وتحدّث رئيس اللجنة محمد أحمد الشيخ عن التشكيل الإداري للجنة المكوّنة من تسعة رجال وثماني نساء، وما شهدته من تطوّر في الأداء نتيجة توفير الإمكانات المادية وأجهزة العرض والشاشات، اعتمادا على تفاعل الأهالي في توفير الدعم المادي والمعنوي.
وأشار الشيخ إلى أن اللجنة تخدم 375 فردا من الجنسين، ونظرا إلى انطلاقتها من مؤسسات دينية، فإنها تهتم طوال العام بتقديم الدروس الفقهية التي تشهد إقبالا كبيرا من هذه الفئة، بالإضافة إلى الاهتمام بترجمة المحاضرات الإسلامية في المناسبات، وهو ما أسهم في كسر الحاجز النفسي بين الصم والمجتمع، الذي بدأ يتقبل وجودهم ويساهم أيضا في تسهيل اندماجهم والتفاعل مع قضاياهم.
أما الصم أنفسهم، فقد أقبلوا على هذه الأنشطة ليرووا عطشهم من المعرفة واكتشاف الكثير مما كانوا يجهلونه من معلومات، نظرا إلى أن أحدا لم يكن يعنّي نفسه لتوصيل المعلومات الدينية والتاريخية إليهم فيما مضى. فتشهد تحلقهم بعد انتهاء المحاضرة حول الخطيب لطرح مزيد من الأسئلة.
ويوضح الشيخ أنه في السنة الثالثة من التجربة، انتقلت اللجنة إلى البث المباشر عبر شبكة الانترنت، عن طريق شبكة الرامس الثقافية، ما أتاح فرصة أكبر لوصول الصم وهم في منازلهم.
تجربة «كفالة معوق»
كما زار الوفد بعض المؤسسات الدينية للاطلاع على تجربة العمل التطوعي في مجال التدريس وتوفير البرامج التعليمية والتدريبية للناشئة والشباب، وللاطلاع على أنشطتها وبرامجها المختلفة، بما فيها تلك الموجهة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.
وزار الوفد أيضا جمعية القطيف الخيرية للخدمات الاجتماعية، حيث التقى رئيس وأعضاء «لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة»، التي تأسست في العام 2006 (1426 هـ)، واطلع على عرض مصوّر لأنشطتها وفعالياتها في خدمة هذه الفئات من المجتمع المحلي، حيث تقدّم خدمات الإرشاد الأسري والمساعدات المادية والأدوات المساعدة كالكراسي المتنقلة، لما يقرب من 476 معوقا في محافظة القطيف وجوارها.
وتحدّث رئيس اللجنة عن تجربة «كفالة معوق»، التي تستلهم فكرة «كفالة يتيم»، كإحدى الأفكار الرائدة، كما تحدّث عن تشكل هذه اللجنة الأهلية، مشيدا بدور الأخوات المتطوعات من متخصصات وممرضات يمتلكن الخبرة والمعرفة العلمية بالبرامج المعتمدة في وزارة الصحة. وقد بادرن لطرح فكرة تشكيل صندوق خاص بالمعوق.
زيارة نادي السلام
المحطة الأخيرة كانت نادي السلام الرياضي الثقافي، حيث اطلع وفد جمعية الصم البحرينية على تجربة النادي في مجال تنظيم الأنشطة الشبابية، وخصوصا ما يقدّمه من برامج رياضية وثقافية وترويحية لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار رئيس النادي علي الزاهر إلى أن انطلاقة هذه البرامج بدأت دينية في العام 1994 (1414 هـ)، لكنها توسّعت لتشمل النواحي الثقافية والرياضية، ليكون النادي أول من بادر للقيام بأنشطة خاصة ثقافية لاستقطاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما لاقى استحسان المسئولين في الدولة.
وأعرب الطرفان عن أملهما في تنظيم لقاءات ثقافية ورياضية في المستقبل، إذ سبق تنظيم مباراتين بين فريقي الصم في البلدين قبل أشهر. وفي ختام اللقاء تبادل الطرفان الدروع التذكارية.
يذكر أن الوفد تكوّن من رئيس جمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي، ونائبه الفنان محسن التيتون، ورئيسي اللجنتين الاجتماعية والإعلامية جمال دهنيم وقاسم الموسوي، وأمين السر حسن خلف
العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ