قال خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ فريد المفتاح في خطبة الجمعة أمس إن الحج الأكبر مؤتمر ذو مقاصد دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية، موضحا أن «مؤتمر الحج يغرس في النفوس حب الغير ويرتقي بهم إلى أفق الإسلام الواسع».
وتابع «أيام قلائل وأمتنا الإسلامية قاب قوسين أو أدني من أداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. إنها لحظات روحانية يعيشها الحجيج وغير الحجيج، فللّه ذرهم من إخوة متحابين».
وأضاف «ديننا دين الإيمان، وتنمية وبناء للأرض والكون، وفي هذه المواكب المهيبة والحشود المباركة، هناك شعائر ومشاعر، ومن أهم ما يناله الحجاج الوحدة الإسلامية التي تنحسر عندها كل المحن والمصائب. إن ما يعانيه المسلمون اليوم هو بسبب تباعدهم وتشقق صفوفهم، وإن فريضة الحج إنما هي دعوة إلى الوحدة».
وقال المفتاح: «الحج مشهد جليل مهيب من مشاهد هذه الأمة يجتمع فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، وإن هذا المشهد يحكي واقع الأمة بحلوه ومره، وعلى الأمة أن تستغل هذه المناسبة لإصلاح ما بها قبل أن تسعى إلى إصلاح ما يحدث في بقية البقاع، بعد أن مزق وحدتها التنافر والإرهاب وتناثر الأشلاء، وتفرقت بها السبل والأهواء، وذر قرن الفتنة في كثير من مجتمعاتها، وتوقف الفكر وانكفأ يجتر التاريخ، ونهض من يثيرون الفتن ولم تسلم البلاد الآمنة من غوائل العنف ومن قتل الأبرياء وتدمير المجتمعات».
ونوه «يا أمة الإسلام هذه قبلتكم قبلة واحدة، وأمتكم واحدة، ودينكم واحد فبأي مقتضى علمي تتفرقون، وبأي موجب منطقي تتنازعون وتتعادون، وأنتم أمام قبلتكم تجتمعون، وشطرها تيمنون. إن ذلك كان سبب ضياع مجدكم، وتسليط العدو سيفه عليكم. يا معشر المسلمين إننا نناشدكم الله تعالى أن تكونوا في طليعة الأمة في عمارة أوطانها وتنمية مجتمعاتها، وكونوا في الصدارة إلى تطور أمتكم والنهوض بها»
العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ