استعد أكثر من 500 شاب وشابة - ممن تنطبق عليهم شروط المشاركة في مشروع برلمان الشباب البحريني - على مدى الأعوام الأربعة الماضية لانتخابات البرلمان نفسه الذي تأجل 6 مرات منذ إعلان تشكيله حتى الآن. فترشح في أول مرة أطلق فيها المشروع 361 شابا وشابة للمشاركة في «برلمان الشباب»، إلا أن لم يتجاوز 157 مترشحا عندما أُعْلِن موعد آخر لانتخابات برلمان الشباب البحريني.
وعزا مراقبون للساحة الشبابية أسباب انخفاض نسبة المترشحين لانتخابات برلمان الشباب البحريني إلى تجاوز أكثر المترشحين للبرلمان السن المطلوبة، وإصابة عدد كبير من الشباب الذي أكد رغبته في المشاركة بالإحباط بسبب تَكرار التأجيل، بالإضافة إلى عدم وجود خطة مستقبلية مدروسة لاحتضان المشروع.
وبحسب المراقبين، فإن «في ظل وجود مؤشرات واقعية بقتل المشروع، وعلى رغم إصابة أبناء الفئة الذين رشحوا أنفسهم بالإحباط وخيبة أمل كبيرة جراء التأجيل المتكرر، فإنهم مستعدون كل الاستعداد للمشاركة في المشروع حينما يعلن موعد انتخاباته».
وأعلن المترشحون في وقت سابق تلك الرغبة، وعدم فقدهم الأمل في الوصول إلى مقاعد تأكدوا أنها ستحقق آمال أبناء فئتهم وطموحهم ومطالبهم، حتى إن كان برلمانا صوريا.
ويعد مشروع برلمان الشباب البحريني إحدى أهم التوصيات التي خرجت بها الاستراتيجية البحرينية الوطنية للشباب، وأحد أهم البرامج الحكومية التي أعدتها البحرين بهدف تحقيق واقع شبابي أفضل؛ إذ إن قائمة البرامج الشبابية تشمل برامجَ بمختلف المستويات منها برنامج سفينة شباب العالم الذي ينفذ بتمويل اليابان، ومشروع برلمان الشباب البحريني، والاستراتيجية البحرينية الوطنية للشباب بالإضافة إلى وجود مشروعات أخرى، بعضها تنفذ من قِبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة وأخرى من جهات مختلفة.
وفي الوقت الذي تكون فيه غالبية المشروعات الشبابية كبيرة وضخمة، نجد أن نسبة المشاركة الشبابية فيها محدودة وتقتصر على فئات معينة، أو تحظى بمشاركات شبابية قليلة؛ إذ يعزو البعض قلة المشاركة في تلكم المشروعات إلى التقصير الإعلامي من جانب المنظمين، على حين يؤكد آخرون أنها تأتي بهدف تأطير الفئة المستفيدة من تلك المشروعات، وتوافقا مع ما جاء في «التقرير المثير».
التدشين في نوفمبر 2005
وكانت «المؤسسة العامة» دشنت نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 برلمان الشباب البحريني على أن يتم إجراء أول انتخابات له في صيف العام 2006، إلا أن تأجيل الموعد تكرر منذ إعلان التاريخ الأول لانعقاد الانتخابات حتى الآن.
وقبل موعد التدشين ظهرت فكرة تشكيل برلمان الشباب البحريني بين «المؤسسة العامة» والمجلس الثقافي البريطاني، وتم العمل على تطوير الفكرة في منتصف العام 2003.
وشارك في تدشين فعاليات «برلمان الشباب» آنذاك رئيس «المؤسسة العامة» الشيخ فواز بن محمد آل خليفة والسفير البريطاني روبين لامب ومديرة المجلس الثقافي البريطاني ساندرا هامروني، إضافة إلى مسئولين آخرين؛ إذ شاركت بريطانيا ممثلة في السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني في دعم البرنامج من خلال تقديم مبلغ 50 ألف دينار موازنة تقديرية لتشغيل البرلمان.
وتقرر أن تعقد انتخابات برلمان الشباب البحريني قبل الانتخابات النيابية والبلدية التي عقدت نهاية العام 2006، ويتم استخدام التصويت الالكتروني تمهيدا لاستخدامه في انتخابات البحرين العامة إلى أن تقرر التأجيل، على حين تم الانتهاء من إعداد المطبوعات الخاصة بالانتخابات.
ما هو برلمان شباب البحرين؟
برلمان شباب البحرين مبادرة مهمة وفرصة فريدة تم تدشينها في نوفمبر 2005، يتيح للشباب والشابات في البحرين فرصة المشاركة في منتدى وطني يمكنهم من خلاله التعبير والمشاركة مع بعضهم بعضا ومع المسئولين بأفكارهم وآرائهم وطموحاتهم في الأمور التي تعنيهم، بالإضافة إلى التعرف إلى النظام الديمقراطي البحريني.
ويعزز «برلمان الشباب» روح القيادة ومهارات الاتصالات لديهم لإحداث تغيير إيجابي على مجتمعاتهم المحلية ومستقبل المملكة.
مفهوم «برلمان الشباب»
يتألف «برلمان الشباب» من 80 شابا وشابة من مختلف القدرات، ممن هم في الفئة العمرية من 15 إلى 19 عاما، بالإضافة إلى 5 أعضاء احتياط لشغل المناصب في حال ما قرر أحد الأعضاء الخروج من البرنامج.
ويهدف المشروع إلى تعريف الشباب بالتجربة الديمقراطية البحرينية وممارستها في إطار منظم، ويعتبر فرصة لتنمية مهارات القيادة وإجراء البحوث وفن الخطابة، والمناظرة والحديث إلى وسائل الإعلام.
ويتم تدريب المشاركين في المشروع على الإجراءات والقواعد والأصول البرلمانية وصوغ مشروعات القوانين؛ لذلك يعد برنامجا تثقيفيا في علم التربية المدنية والمواطنة.
أهم مبادئ «برلمان الشباب»
من أهم مبادئ مشروع «برلمان الشباب» مشاركة جميع شباب المملكة بصرف النظر عن الفوارق بسبب الانتماء العائلي، أو الجنس، أو الدين أو الإعاقة الجسمية في مناقشة القضايا التي تخصهم، وإتاحة فرص متساوية للشباب للمشاركة في اتخاذ القرار، والإيمان بمبدأ الحوار بين مختلف الأطياف وتبادل الآراء وتقبل وجهات النظر من دون تعصب أو تحيز.
أهداف «برلمان الشباب»
-1 تنمية الاعتزاز بالوطن وتوعية شباب البحرين بالإجراءات والتقاليد الديمقراطية والبرلمانية في المملكة.
-2 إنشاء منتدى وطني للشباب لمساعدتهم على التعبير عن آرائهم وأفكارهم واهتماماتهم وطموحاتهم.
-3 توعية مجتمع الشباب وتثقيفهم بحقوق الأطفال والشباب ليكونوا مشاركين نشطين في المجتمع والحياة العامة وفق نصوص اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.
-4 تشجيع الشباب البحريني وتثقيفهم بطريقة ممتعة ومبتكرة على ممارسة الحياة البرلمانية والتوعية بتاريخها وأصولها وإجراءاتها.
-5 تزويد الحكومة بوثيقة تعبر عن آراء الشباب بشأن ما يعتبرونه في أولوية اهتماماتهم.
-6 تعزيز الوعي بين الشباب والمجتمع البحريني عموما بأمور المجتمع والشباب.
-7 تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي والاتصالات.
-8 تعزيز التسامح والثقة بالنفس لدى الشباب البحريني.
-9 تسهيل الحوار والاتصال بين أعضاء «برلمان الشباب» البحريني وأعضاء برلمانات الشباب في الدول الأخرى وبالتالي تعزيز مفاهيم التسامح وإفشاء السلام.
مهمات أعضاء «برلمان الشباب» ومسئولياتهم
-1 الحضور والمشاركة الفاعلة في الفعاليات والبرامج والورش التدريبية، والجلسات البرلمانية، وجلسات التقويم النهائية.
-2 المشاركة في الاستشارات والأبحاث في الدائرة الانتخابية بشأن القضايا ذات الأولوية لدى الشباب والاستفادة من نتائج هذه الأبحاث في إلقاء البيان الختامي في الجلسة الختامية.
-3 المشاركة في إحدى لجان البرلمان مع الأعضاء الآخرين لوضع مقترحات برغبة تتعلق بالقضايا التي تقع ضمن اختصاصات اللجنة.
-4 لعب دور الوسيط بين «برلمان الشباب» والمسئولين والمؤسسات في المجتمع لنقل الأفكار وتبادلها.
-5 التواصل مع برلمانات الشباب في دول العالم المختلفة للإفادة.
معايير الترشح لـ «برلمان الشباب»
-1 أن يكون المترشح في الفئة العمرية من 15 إلى 19 عاما.
-2 أن يكون بحرينيا ومقيما في البحرين.
-3 أن يكون من المهتمين بقضايا الوطن والمجتمع والشباب.
-4 أن يتحلى بالتزام قوي تجاه البحرين ومستقبلها المشرق.
-5 أن يتمتع بالقدرة على الاستماع واحترام آراء الآخرين.
-6 أن يتمتع بالرغبة في المشاركة الفعالة في جميع اشتراطات برنامج «برلمان الشباب» واحتياجاته.
أما فيما يخص معايير التعيين فيشترط في العضو المعين بالإضافة إلى ما سبق ألا يكون من المترشحين لعضوية البرلمان.
4 لجان عاملة
يتكون «برلمان الشباب» من 4 لجان عاملة وهي لجنة شئون التعليم، ولجنة شئون البيئة، ولجنة الشئون الخارجية، ولجنة شئون المرافق والخدمات الشبابية.
أما مكتب البرلمان فيضم رئيس البرلمان والنائبين الأول والثاني إضافة إلى رؤساء اللجان الأربع العاملة، وتتمثل مهمات مكتب البرلمان في الاستعداد والتهيئة لمناقشات الجلسة البرلمانية.
ويخصص لكل نائب في البرلمان الشبابي دائرة انتخابية تتوافق مع المنطقة التي يقطن فيها والدائرة الانتخابية لمجلس النواب.
فريق «جاليري الصحافة البرلمانية»
يشارك 8 شبان بالإضافة إلى الشباب المشاركين أعضاءَ في «برلمان الشباب»، بصفتهم أعضاءَ في فريق جاليري الصحافة البرلمانية؛ إذ يمنح البرنامج هؤلاء الشباب خبرة وفرصة لتطوير المهارات الصحافية لديهم لمدة 8 أشهر.
ويتولى هذا الفريق مسئولية تصميم وتنفيذ محتوى «جاليري الصحافة البرلمانية» المنبثق من «برلمان الشباب»، الذي يستلزم التغطية الصحافية للجلسات البرلمانية وكتابة التقارير والمساهمة في نشرات «برلمانيات» القادمة.
وتتمثل المهمة الرئيسة لـ «جاليري الصحافة البرلمانية» في إرساء قواعدَ للتعاون بين المشروع ووسائل الإعلام والصحافيين للقيام بالتغطية اللازمة والإعلان المناسب لفعاليات البرلمان.
واعتبر القائمون على المشروع أن في حال تطبيق الفكرة فسيعقد أعضاء «برلمان الشباب» جلسة تمتد على مدى 3 أيام في الأسبوع، يمارس الأعضاء فيها تجربة طرح اقتراح برغبة من فكرته الأولى والاهتمام به إلى التصويت النهائي عليه في جلسة البرلمان، وتختتم الجلسة البرلمانية بإعلان ملخص مناقشات البرلمان.
ولأن المشروع - بحسب القائمين عليه - غير سياسي، فلن يسمح فيه بتمثيل أي حزب أو تكتل سياسي في البرلمان، إلا أن على رغم ذلك توجه عدد كبير من المترشحين المحسوبين على الجمعيات السياسية للترشح، من دون إعلان انتماءاتهم السياسية.
العدد 1962 - السبت 19 يناير 2008م الموافق 10 محرم 1429هـ