قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس (الاثنين) انه يتعين على صندوق النقد الدولي إنشاء نظام للإنذار المبكر لمنع حدوث أزمات مثل أزمة الائتمان العالمية.

ودعا براون الذي اقتراح إجراء تغييرات شاملة في المؤسسات الدولية إلى تشكيل فرق للرد السريع من الشرطة والخبراء يمكن إرسالها بسرعة إلى أماكن القلاقل لإعادة النظام وبدء إعادة البناء بعد الصراعات.

ودعا براون أيضا إلى إنشاء صندوق عالمي للتغيرات المناخية رأس ماله مليارات الدولارات داخل البنك الدولي لتمويل عمليات التنمية الدائمة التي لا تضر البيئة في الدول الفقيرة.

ويعتقد براون أن الانتشار السريع لأزمة الائتمان في العام الماضي بعد مشكلات مع صناديق الرهن العقاري الأميركية تشير إلى إخفاقات في الإشراف المالي العالمي لابد من إصلاحها.

وقال في مقتطفات من كلمة سيلقيها أمام رؤساء شركات في نيودلهي «أقترح بسبب التغير الذي أحدثته العولمة في الأسواق والتدفقات المالية ضرورة أن يركز صندوق النقد الدولي على الإشراف على النظام الاقتصادي والمالي العالمي ومن ثم يمنع الأزمات وليس حلها فقط من خلال عمله بالأسلوب نفسه في المستقبل كمصرف مركزي».

وقال براون انه يؤيد طلب الهند الحصول على مقعد دائم مع دول أخرى في مجلس أمن دولي موسع.

وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي منذ إنشاء الأمم المتحدة العام 1945، لكنها تواجه ضغوطا متزايدة للإصلاح مع مطالبة البرازيل وألمانيا والهند واليابان بمقاعد دائمة.

وقال براون إن من بين المشكلات الأخرى عدم وجود آلية لإرسال خبراء ورجال شرطة وقضاة بشكل سريع لجعل الدول تقف على أقدامها لدى تدخل قوات حفظ السلام في أي صراع.

وأضاف «علينا أن نفعل المزيد لضمان إعادة البناء بشكل سريع على الأرض فور انتهاء الصراعات».

وقال: «أقترح إنشاء فرق جاهزة للرد السريع من قضاة ورجال شرطة ومدربين وخبراء مدنيين آخرين يستطيعون العمل على الأرض للمساعدة في وضع الدول على الطريق للانتعاش الاقتصادي والاستقرار السياسي».

ودعا إلى إنشاء صندوق جديد في الأمم المتحدة لمنع الأزمات والانتعاش لتوفير دعم فوري لإعادة البناء في مثل هذه الحالات.

خطة لإنقاذ «نورثرن روك»

أكدت الحكومة البريطانية خططا أمس (الاثنين) بمساندة برنامج إنقاذ خاص لمصرف «نورثرن روك» للإقراض العقاري، المتعثر، ويرى منتقدون أن تلك الخطط تماثل»تأميما جزئيا» للمصرف.

وفي بيان لبورصة لندن، قالت وزارة الخزانة البريطانية إن ما يصل إلى 25 مليار جنيه إسترليني نحو (50 مليار دولار) كان مصرف انجلترا المركزي قد منحها إلى «نورثرن روك» على هيئة قروض في سبتمبر/ أيلول الماضي سيتم تحويلها إلى سندات حكومية.

وقال محللون إنه نتيجة لذلك فإن العرض سيعني أن الحكومة ستمتلك المصرف جزئيا.

وستعني الخطط التي أعدتها مجموعة «غولدمان ساكس» المصرفية الاستثمارية أن السندات المضمونة حكوميا سيتم بيعها في مجموعات صغيرة للمستثمرين خلال فترة من الوقت.

وستعني ضمانات السندات فعليا أن دافعي الضرائب البريطانيين سيمولون المصرف لفترة تصل إلى خمس سنوات أو إلى حين أن تتعافى أسواق المال.

وكانت مجموعة «فيرجين غروب» المملوكة للملياردير ريتشارد برانسون وشركة «أوليفانت» الاستثمارية قد تقدمتا بعروض للاستحواذ على المصرف الذي أضير بسبب أزمة قروض التمويل العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي.

ويتعين على الشركتين أن يحددا تفصيليا عروضهما للاستحواذ على المصرف في موعد أقصاه الرابع من فبراير/ شباط.