العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ

من 50 إلى 70 متبرعا يوميا يتوافدون إلى بنك الدم المركزي

خطة مستقبلية لفتحه مساء... وزيادة الكادر العامل تنتظر «الصحة»

عُيِّنت رئيسة لبنك الدم المركزي بمجمع السلمانية الطبي منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2007. وعلى رغم الفترة الزمنية القصيرة التي تولت فيها مسئولية بنك الدم، فإنها تمكنت من تحقيق إنجازات مهمة كان لها أثر واضح في عمل بنك الدم. «حب العطاء متجذر في شعب البحرين. وما يميزه إن ناسه يحبون المساعدة والتعاون بشكل لافت»بهذه الكلمات بدأت رئيسة بنك الدم المركزي فخرية علي درويش حديثها، وأكدت فخرية في لقاء خاص بـ «الوسط» الضغط الكبير المتزايد على بنك الدم؛ لأنه يخدم البحرين كلها، إذ يعتبر مزود الدم الرئيسي فيها وهو يغطي احتياجات «السلمانية» الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 1200 سرير بالإضافة إلى 9 مستشفيات خاصة معظمها تُجري عمليات جراحية وتحتاج إلى أكياس دم.

تطرقنا في لقائنا إلى الكثير من المحاور التي تتناول عمل بنك الدم ومصادر مخزونه بالإضافة إلى الخطط المستقبلية لتطويره وذلك في الحوار الآتي:

كم تبلغ موازنة بنك الدم؟ وكم عدد العاملين فيه؟

- موازنتنا ضمن موازنة مختبر «السلمانية»، وفي الهيكل التنظيمي نتبعه أيضا، ويبلغ إجمالي العاملين في البنك 27 فردا يتوزعون على 3 ممرضين وطبيبين و3 تقنيين وسكرتيرة طبية واحدة والباقين كلهم فنيون.

حدثينا عن مصادر توفير أكياس الدم للبنك؟

- هُم في الحقيقة مصدران. الأول حملات التبرع بالدم التي تنظم في مختلف المواسم طوال العام. والمصدر الثاني المتبرعون الذين يتوافدون يوميا إلى البنك؛ بهدف التبرع.

وهل يأتي الكثيرون يوميا؟

- نعم، من 50 إلى 70 متبرعا بالدم ونستفيد من عدد كبير منهم. إذ فقط من 5 متقدمين إلى 6 يكونون غير صالحين للتبرع. ويبلغ إجمالي أكياس الدم التي نحصل عليها من هؤلاء المتبرعين من 50 كيس دم إلى 60 يوميا.

ما خططكم المستقبلية لتطوير البنك؟

- لدينا خطة مستقبلية لفتح البنك في الفترة المسائية بشكل يومي وزيادة الكادر العامل فيه لاستيعاب الضغط المتزايد على خدماته وخصوصا كونه المزود الأساسي للبحرين أجمعها. ونحتاج إلى فتح البنك صباحا ومساء لنتمكن من استيعاب أعداد أكبر من المتبرعين الذين أشكرهم دوما ولهم جزيل الثواب من الله تعالى، وخصوصا أن هناك كثيرين ممن يرغبون في التبرع بدمهم ولا يتمكنون من الحضور إلى البنك في الفترة الصباحية بحكم أعمالهم، كما طلبنا من وزارة الصحة زيادة عدد الموظفين لدينا ووعدونا خيرا. ونحن نحتاج من 7 موظفين مضافين إلى العدد الموجود حاليا إلى 10.

ما أكثر فصائل الدم التي تحتاجون إليها؟

- نحتاج إلى جميع فصائل الدم، ولكن نحتاج أكثر إلى فصيلة «+O» وهي من أكثر الفصائل انتشارا في البحرين وهو ما يفسر حاجتنا إليها أكثر، تليها فصيلة «A» فـ «B» ثم «AB». ونعاين مخزون البنك دوما لنرى أية فصيلة نحتاج إليها أكثر وهو ما يختلف من يوم إلى آخر.

هل سبق أن تعرض البنك لأزمة؟ وكيف تم التعامل معها؟

- يحدث النقص في بعض فصائل الدم بشكل يومي. ونحن نتصل بالمتبرعين بشكل شخصي وننسق مع بنك الدم الموجود في المستشفى العسكري في حالات الحاجة لأكياس الدم وهو أصغر من بنك دم السلمانية. نتحرك بسرعة لتوفير الفصائل المطلوبة. فمثلا في السادس عشر من الشهر الجاري احتجنا إلى فصيلة نادرة جدا وهي «-AB» لإحدى مريضات السكلر. فأخذنا فورا قائمة بأسماء المتبرعين وبياناتهم واتصلنا ببعضهم من يحمل الفصيلة ذاتها وجاءوا ليتبرعوا بدمهم.

أريد أن أضيف أن المتبرعين يأتون حتى عندما نتصل بهم في منتصف الليل وتعاونهم كبير. إذ قبل فترة اتصلت بمتبرعين في الرابعة صباحا وبادروا بالمجيء للتبرع في هذا الوقت. لدينا اكتفاء ذاتي ولم نستورد الدم ومشتقاته من الخارج منذ نحو 40 عاما إلى 50.

ونبعث عددا كبيرا من الرسائل النصية القصيرة (SMS) يوميا لدعوة الناس للتبرع بالدم لإنقاذ المرضى؛ مما يجد صدى طيبا لدى الكثيرين، ولكن اتصلت بنا في إحدى المرات إحدى السيدات وكانت منزعجة من إرسال البنك الرسالة إليها!

ما أكثر قسم في «السلمانية» يطلب أكياس الدم؟

- تطلب للأطفال المصابين بالثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، إذ يطلبون من 20 كيس «دم طازج» إلى 25 يوميا ليستفيدوا من كميات الأكسجين الموجودة في كريات الدم الحمراء، يليه «العناية القصوى»، ثم دائرة الطوارئ والحوادث، وهناك حالات أخرى في العمليات ولكن ليس كل العمليات تحتاج إلى نقل دم كما يتصور الكثير من الناس.

ماذا حقق بنك الدم خلال العام الماضي؟

- تمكنا في العام 2007 بفضل الله ثم تعاون الجهات المعنية في الوزارة من إدخال جهازي «أتوميشن» لفحص فصيلة الدم وتطابق الدم بين المريض والمتبرع، والفحوصات الخاصة بالمرضى في بنك الدم، بعد أن كانت كل تلك الفحوصات تتم بطريقة يدوية، والجهازان ساعدانا كثيرا على العمل.

كم تبلغ كلفة الجهازين؟

- هناك عقد بين الوزارة والشركة المصنعة للجهاز أن تعطينا الشركة الجهاز مقابل أن تشتري الوزارة الأدوية اللازمة من الشركة وهو ما يتم بصورة شهرية.

ذكرتِ أنكم تزودون 9 مستشفيات خاصة بالدم، فهل تبيعونه عليها؟

- المستشفيات الخاصة تدفع فقط قيمة الفحوصات التي تُعمل لكل كيس دم وهي 24 دينارا فقط لكل كيس، وتتمثل في فحوصات الايدز والتهاب الكبد الوبائي من نوع «بي» و «سي» وفحوصات أخرى لمعرفة إذا كانت هناك إصابة بالزهري، إذ إن هذه الأمراض جميعها يمكن أن تنتقل عن طريق نقل الدم. لذلك يجري التأكد من خلو الدم المتبرع به منها، وكل الفحوصات يجب أن تجهز قبل نقل الدم إلى المريض.

وكم يكلفكم كيس الدم الواحد؟

- يكلفنا كيس الدم الواحد نحو 70 دينارا شاملة كلفة فحص الدم.

ألا يؤثر تزويدكم المستشفيات الخاصة بأكياس الدم على احتياجات مرضى «السلمانية»، وخصوصا أنها تشتري كيس الدم الواحد منكم بأقل من كلفتها بكثير؟

- هدفنا إنقاذ حياة الناس، وهي مهمة إنسانية، والمستشفيات الخاصة يراجعها البحرينيون أيضا، إلا أننا نعمل حاليا على دراسة الأسعار لإعادة النظر فيها، وخصوصا أن إدخالنا جهاز «أتوميشن» لفحص الدم والأدوية المأخوذة من الشركة غالية؛ مما يجعلنا ندفع أكثر من قيمة الفحص. لذلك ارتأينا أن نراجع أسعارنا وفي المستقبل القريب ستكون لنا أسعار جديدة على الدم ومشتقاته للمستشفيات الخاصة. ولدينا خطة مستقبلية لتحديد سعر موحد لجميع المستشفيات. سنجتمع معها بمساعدة الوزارة والجهات المعنية فيها، حتى نحقق هدفا آخرَ يتمثل في أن يدفع مريض المستشفى الخاص لأكياس الدم التي يحتاج إليها السعر ذاته.

ما أكثر المستشفيات الخاصة التي تطلب تزويدها بالدم؟

- مستشفى البحرين الدولي والبحرين التخصصي.

هل لكِ أن توضّحي لنا ما مشتقات الدم؟ وفيم تستعمل؟

- من كل كيس دم نستعمل كريات الدم الحمراء ونعمل الصفائح الدموية والبلازما. ولكل من الثلاثة المذكورين استعمالات. إذ تستعمل كريات الدم الحمراء لمن يعانون من نقص في نسبة الهيموغلوبين مثل أطفال الثلاسيميا الذين تحدثنا عنهم. وتستعمل الصفائح الدموية لمن يعانون من نقص في مادة التجلط ومن يعالجون بالعلاج الكيماوي. أما البلازما فيحتاج إليها المرضى في العمليات كما يحتاج إليها مرضى قسم الحروق والمصابون بنزيف، بالإضافة إلى المرضى الذين خسروا كمية كبيرة من الدم في الحوادث وغيرها.

ما الفترة التي حددتموها بين كل زيارة تبرع بالدم للمتبرع الواحد؟

- أن تكون الفترة بعد ثلاثة أشهر من التبرع بالدم؛ لأن كريات الدم الحمراء تتكون كل 120 يوما والمتبرع يحتاج إلى هذه الفترة ليجدد كريات الدم الحمراء في دمه، علما أن كمية الدم المتبرع به والبالغة نصف لتر تُعوَض خلال 24 ساعة ولكن لا تكون كلها كريات دم حمراء.

هناك متبرعون يتبرعون بدمهم كل ثلاثة أشهر من خلال زيارتهم بنك الدم. المريض أمانة نريد أن نوفر له الدم النقي عالي الجودة والمتبرع أمانة أيضا نريد يكون في صحة جيدة؛ وهو ما يقودنا إلى أن يكون المتبرع مستوفيا لشروط التبرع بالدم وهي باختصار ألا يكون مصابا بالأمراض المزمنة وأن يكون من الفئة العمرية من 18 إلى 60 عاما، وألا تقل نسبة الدم لديه من 13.5 إلى 18 للرجال ومن 12.5 إلى 16 للنساء وألا يعاني من أعراض البرد في يوم التبرع بالدم.

هلاَ عقدتِ لنا مقارنة بين إحصاءات بنك الدم خلال العامين الماضيين؟

- ارتفع عدد حملات التبرع بالدم في العام 2007 عن العام الذي سبقه من 65 حملة إلى 74، ونتيجة لذلك ارتفع إجمالي المتبرعين بالدم من 14160 متبرعا ومتبرعة في 2006 إلى 15230 متبرعا ومتبرعة في 2007.

وبلغ إجمالي البحرينيين المتبرعين في العام قبل الماضي 12111 متبرعا وغير البحرينيين 2049، وبلغ إجمالي الرجال 13477 والنساء 683 امرأة، وبلغ إجمالي البحرينيين المتبرعين بالدم في العام الماضي 13193 متبرعا، وغير البحرينيين 2037، وبلغ مجموع الرجال 14522 والنساء 708 .

العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً