وافق مجلس النواب على مقترح برغبة بصفة الاستعجال بشأن مطالبة الحكومة بشجب واستنكار ورفض ما يحصل من حصار في قطاع غزة، ومطالبة الحكومة عن طريق وزارة الخارجية بالتحرك الفاعل مع الدول الإسلامية والعربية والصديقة لرفع الحصار الجائر عن غزة وفتح المعابر لدخول الأغذية والأدوية والوقود وخروج المرضى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة والتحرك الجاد للضغط على السلطة الفلسطينية لوقف كل أشكال المفاوضات غير المجدية مع الكيان الصهيوني حتى يرفع حصاره الظالم عن الشعب الفلسطيني.
وكان نواب كتلة المنبر الوطني الإسلامي وعلى رأسهم النائب ناصر الفضالة تقدموا بطلب إدراج هذا المقترح برغبة على جدول أعمال الجلسة أمس بصفة الاستعجال.
فيما أصدر المجلس لاحقا بيانا جاء فيه: «أمام ما يجري في أرض فلسطين المباركة من حصار ظالم لقطاع غزة فإننا في مجلس النواب بمملكة البحرين نرفع صوتنا وننادي شعوب العالم العربي والإسلامي، بأهمية التحرك السريع والجدي لمنع كارثة إنسانية محققة في قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار المفروض على القطاع والذي بلغ مداه يوم أمس الأول وذلك بقطع الكهرباء والإمدادات التي أدت إلى تعطيل المستشفيات والمرافق الحيوية وتهديد حياة الأبرياء من المرضى والعجزة.
وإننا في مجلس النواب نستنكر استمرار هذا الصمت العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من استهداف يومي وعدوان صهيوني بشع وبربري لتدمير كل ما هو فلسطيني وكل ما هو حي وحصار خانق وقاتل غير مسبوق في تاريخ العالم حيث مُنعت كل مقومات الحياة وسبل استمرارها. وإن التصدي لهذا العدوان الغاشم البربري الصهيوني هو مسئولية الجميع. وقد آن الأوان لشعوب الأمة العربية والإسلامية أن تنهض وتقول كلمتها في ظل التقاعس عن التحرك لوقف الجريمة ووقف الموت المحقق الذي يتعرض له مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، لتهبّ الجماهير ولتنهض من كبوتها وتقول كلمة الحق، وتسجل في تاريخها صفحة بيضاءَ ناصعة للدفاع عن القضية الفلسطينية وللوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الذي يرفض الذلة والانكسار ويرفض الاستسلام للأجندة الأميركية والصهيونية.
وإننا - في مجلس النواب - نعتقد بأن الواجب الإسلامي والعربي والقومي يفرض على كل الشعوب الحرة أن تنهض وتتحرك جماهيريا وتضغط على حكومتها ولتصرخ في وجه العالم ليوقف هذا القتل المحقق الذي يتعرض له شعب فلسطين عبر العدوان والحصار الشديدين وغير المسبوقين على مر العصور والأزمان.
وفي هذا الصدد فإننا نود عبر هذا البيان تسجيل النقاط الآتية:
أولا: نطالب حكومة مملكة البحرين بشجب واستنكار ما يحدث في غزة بصورة واضحة، وأن تدفع من خلال الإجماع العربي عبر وزارة الخارجية البحرينية إلى ممارسة كل الضغوط المتاحة مع الأشقاء في حكومة جمهورية مصر العربية من أجل التعجيل في فتح معبر رفح الحدودي؛ حتى يتسنى دخول الوقود والمعونات لإنقاذ المحاصرين في قطاع غزة. وهذا هو أقل ما يمكن التحرك فيه. كما نطالب حكومتنا بالمسارعة بإرسال المعونات الغذائية والإنسانية إلى إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة.
ثانيا: أمام إغلاق العدو الصهيوني كل معابر غزة ومنع حتى الدواء وحليب الأطفال والغذاء والكهرباء وكل المقومات الأساسية عن القطاع، أصبح من العار أن يبقى معبر رفح مغلقا، ويجب أن تقول الدول العربية والإسلامية كلمتها، وتخرج من تحت الضغط الأميركي وتُقدم على قرار مسئول وجريء لفك العزلة والحصار عن القطاع من خلال فتح معبر رفح. فإن ذلك كفيل أن يفشل المؤامرة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته المشروعة الباسلة.
ثالثا: نحذر من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي بات يشكل غطاء لاستمرار العدوان الصهيوني ومواصلته وتصعيده في الإجرام والإرهاب في حق شعب فلسطين. فجميع المؤتمرات واللقاءات التفاوضية وأشكال التطبيع المجاني شكلت غطاء لكل الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني من دون رادع أو زاجر، بل بمباركة ومساندة من الحليف الأميركي المخادع الذي يمدّه بكل أشكال القوة والعتاد.
رابعا: ندعو الإخوة الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية وحركة (حماس)، وكل الفصائل الفلسطينية لتوحيد صفوفهم ونبذ خلافاتهم والتسامي فوقها وتوجيه جهودهم وكلمتهم نحو نصرة قضيتهم والوقوف صفا واحدا متراصا أمام الهجمة الصهيونية التي يتعرض لها شعبهم.
خامسا: إننا نناشد جميع البرلمانات والأنظمة العربية والإسلامية رفض الضغوط الأميركية والمسارعة إلى التحرك الفوري لفك العزلة والحصار عن قطاع غزة، كما نناشد الشعوب العربية وأصحاب الكلمة الحرة الشريفة ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الشعبية في العالم النهوض والتظاهر لإنقاذ الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية.
وفي الختام نطالب زعماء الأمة بضرورة تحمّل مسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى وأمام شعوبهم. فكل روح تزهق في غزة بسبب الحصار الجائر، معلقة في رقابهم وهم مسئولون عنها أمام الله سبحانه وتعالى».
العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ