تراهم في أحسن حالاتهم، على طبيعتهم تارة وتارات يتصنعون، وقد تدغدغ مسامعك أصواتهم عبر الأثير جاهلا ما يدور خلف الستار ولعلك ألفت حركاتهم وإيماءاتهم وأمسيت قادرا على تقليدها، بيد أنهم يقفون عاجزين عن التظاهر والتصنع ولبس نقاب ليس بنقابهم ولا سيما إن جلسوا وجها لوجه أمام فئة من الجمهور أفضل ما تقوم به «الاصطياد في الماء العكر» وأقصى ما تسعى له هو التعرف على شخصية ذلك الفنان أو تلك الفنانة عن قرب لإطلاق التعليقات الجانبية والنقذ البناء تارة والأجوف تارات أخرى وإن كان الفنان محظوظا استطاع في نصف ساعة خلال مؤتمره الصحافي أن يضع وساما يتوج بها مشواره الفني أو يحدث فجوة بينه وبين جمهوره الذي ينتظر في كل صباح ما تكتبه الصحف وتتناقله الإذاعات والفضائيات عن فنانه المفضل.
بنبرة كلها تهكم وسخرية لفت الفنان القطري سعد الفهد خلال مؤتمره الصحافي المنعقد يوم أمس الأول (السبت)، في معرض هجومه على روتانا معبرا عن زعله الشديد منها والذي سبق أن صرح به في برنامج مع حبي إلى أنه لم يسمع أغنية له على قناة روتانا منذ عامين وكأنما عليه حضر تجول في القناة أو محكوم على ألبوماته بالإعدام ضاحكا.
يكون من الغريب على فنان مثل ماجد المهندس الذي وصف بالتواضع والخجل وعدم التكبر بأن يرفض أن يطيل وصلته الغنائية على المسرح عندما طلب منه الجمهور ذلك وعندما عاتبوه الإعلاميون بأنه لم يلب رغبة جمهوره في ذلك قال «أنا احترم الفنان الذي يأتي بعدي وأرفض أن أطول فقرتي وأضيق عليه فقرته».
في مزحة خفيفة الظل قال الفنان القطري الصاعد حسين علي والذي لاقت أغنيته «سوبر» الأخيرة رواجا بين جموع الشباب بأن الموضة تغيرت من الغناء عن الفواكة والخضار والحيوانات إلى السيارات بإعتباره عصر السرعة.
بدا الفنان كاظم الساهر متوترا الأمر الذي يؤكد ما قاله معظم الصحافين في أحاديثهم الجانبية عن خوف كاظم من الكاميرا ومواجهة الجمهور فضلا عن رسميته ودبلوماسيته المعهودة.
الفنانة الصاعدة المصرية آيات في لفتتة لطيفة منها جاملت جمهورها بتوزيع إبتسامات بريئة وتلبية رغبة إحدى عضوات اللجنة الإعلامية بغناء مقطع صغير من أي أغنية أهداء لجنينها المتوقع وصوله قريبا إن شاء الله؟
الفنان كاظم الساهر لم يستطع كبح عصبيته رغم هدوئه ودبلوماسيته عندما عمدت إحدى الصحافيات عن سؤاله حول علاقته براشد الماجد وتصريحاته الأخير حول ألبوم الساهر، بيد أنه استدرك الأمر في آخر لحظه وقال:»قصص الصحافة حول خلافاتي لا وجود لها بيني وبين بعض المغنين كالفنان محمد عبده والفنان راشد الماجد وأكرر للمرة المليون بأن حرية التعبير عن الرأي مكفولة للجميع».
المذيعة الجميلة «رانيا» علها كبش الفداء في كل مؤتمر صحافي نظرا لموقعها في تنظيم آلية طرح الأسئلة فبعد كل مؤتمر تواجه سيلا من التذمرات والاتهامات بتجاهل صحفي دون الآخر لتكون في حيرة من أمرها واقعة بين مطرقة ضيق الوقت وسندان فضول الصحافيين والإعلامين.
لم يعدم الصحافين الوسيلة بعد أن باءت طموحاتهم الصحافية بطرح سيل من الأسئلة على فنانهم المتألق كاظم الساهر والذي يعد من الفنانين المقلين في ظهورهم الإعلامي باللحاق به إلى المسرح الذي قصده لأداء بروفات حفلته المرتقبة.
وفي مزحة من الساهر رد بها على الصحافيين الذين إتهموه بقلة حضوره الإعلامي وغروره بأنه يخاف من يمل جمهوره من وجوده على صفحات الصحف كل يوم لذلك يعمد في كثير من الأوقات إلى إقفال بابه عليه.
العدد 1970 - الأحد 27 يناير 2008م الموافق 18 محرم 1429هـ