شارك الوفد البحريني في أعمال الدورة الـ (38) للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في منتجع دافوس السويسري خلال الفترة من 23 الى 27 يناير/ كانون الثاني الماضي تحت شعار «قوة الابتكار التعاوني» بفعاليات متعددة نالت استحسان الوفود المشاركة وعكست صورة حضارية عن المكانة التي تتبوأها مملكة البحرين كأحد أكثر الاقتصادات تقدما وتحررا في منطقة الشرق الأوسط والمعروفة باصلاحاتها السياسية والديمقراطية ودبلوماسيتها المعتدلة والمتوازنة.

ومن أبرز مميزات المشاركة البحرينية في منتدى دافوس أنها جاءت وفق أجندة واضحة ومحددة مرتكزة على أربعة محاور أساسية هي: إبراز التزامات الحكومة بمشاريع الاصلاح وأثرها على خلق بيئة الأعمال المحفزة وهيكل التشريعات القانونية والمالية والتجارية الملائمة بما يدعم النمو الاقتصادي واستراتيجية تنويع مصادر الدخل القومي. ومن هنا كان حرص المملكة على المشاركة في أحد أهم الملتقيات الاقتصادية العالمية بوفد رفيع المستوى يرأسه ولى العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة تأكيدا لجدية المملكة في مواصلة المشروع الاصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المجالات السياسية والاقتصادية والاعلامية في إطار الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لاسيما في ظل مسئولية مجلس التنمية الاقتصادية عن السياسات الاقتصادية ومهام التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي والقطاعي وبرامج الخصخصة وإصلاح التعليم وسوق

العمل بالتنسيق مع الحكومة بما يخدم تطلعات البلاد نحو تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية ومن ثم نقل التكنولوجيا وزيادة الكفاءة الانتاجية وتوفير المزيد من فرص العمل أمام المواطنين.

وكانت هذه التوجهات واضحة في أمرين مهمين أولا: تصريحات سمو ولي العهد على هامش المنتدى يوم 26 يناير الماضي التي أكدت استقرار السياسات المالية والنقدية بقوله أنه لا توجد نية لإعادة تقويم سعر العملة البحرينية مقابل الدولار ومواصلة الاقتصاد لمعدلات نموه العالية لتبلغ 7 في المئة هذا العام، وثانيهما مشاركة 8 مؤسسات بحرينية وهي: شركة ممتلكات البحرين القابضة و(بابكو) و(ألبا) و(طيران الخليج) ومصرف الشامل و(انفستكورب) و(بتلكو) وبنك طيب، بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية في تنظيم فعاليات ترويجية متعددة بدافوس من بينها تنظيم حفل استقبال ومعرض للفن التشكيلي البحريني يوم 24 يناير الماضي ما يعكس حرصا متزايدا على تعزيز دور القطاع الخاص من خلال التعريف بالفرص الاستثمارية المشجعة في المملكة كما تم على الهامش تقديم عروض للفنون والعادات الشعبية للتعريف بتراث وحضارة مملكة البحرين.

ثانيا: الاستفادة من أجواء منتدى دافوس في بيان دور مملكة البحرين باعتبارها أكثر الاقتصادات انفتاحا وحرية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء احتلالها المركز الأول عربيا واقليميا خلال السنوات الـ 14 الماضية والمرتبة الـ 19 عالميا العام 2008 وفقا للتقارير الصادرة عن مؤسسة هريتدج» الأميركية بالتعاون مع نشرة «وول ستريت» الاقتصادية في ظل ما تقدمه المملكة من تسهيلات مالية وتجارية وادارية للمستثمرين في إطار مناخ تشريعي وتنظيمي متميز وتمتعها ببنية أساسية متقدمة. كما جاءت المملكة الأولى عربيا في مؤشر العولمة الصادر عن معهد «كوف» السويسري للعام 2006 والثانية عربيا والـ 36 عالميا وفقا لمؤشر أداء الخدمات الادارية «اللوجستية» الصادر عن البنك الدولي العام 2007. وكانت المملكة من أوائل دول العالم انضماما الى منظمة التجارة العالمية منذ تأسيسها العام 1995 وغيرها من المنظمات الاقليمية والدولية واستطاعت توقيع اتفاقيات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي مع العديد من دول العالم لاسيما المتقدمة منها وأهمها اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة دخلت حيز التنفيذ في 1 أغسطس العام 2006 هذا إلى جانب التزاماتها بدفع خطوات التكامل الاقتصادي خليجيا وعربيا ما تمثل في اطلاق السوق الخليجية المشتركة اعتبارا من يناير 2008 كخطوة نحو اقرار العملة الخليجية الموحدة في العام 2010 هذا إلى جانب تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في العام 2005 ومتابعة اتفاقية نظام الأفضليات التجارية بين الدول الاسلامية وغيرها من المؤشرات التي تؤكد اندماج المملكة بصورة فاعلة في مسيرة العولمة الاقتصادية بما يدعم توجهاتها التنموية نحو الاستفادة من مزايا تحرير التجارة وجذب الاستثمارات الأجنبية