أكد تاجر الخضراوات والفواكه في سوق المنامة المركزي عمار السماهيجي أن بعض أصناف الخضراوات والفواكه شهدت ارتفاعا في أسعارها وصلت لنسبة الضعف، وذلك نظرا لبرودة الطقس التي حالت دون تصدير كميات كافية من الدول المنتجة. مشيرا إلى أن أسعار الفواكه مستقرة ومتفاوتة نسبيا، ولم تشهد ارتفاعا ملحوظا.
وأَضاف السماهيجي أن «التجار في البحرين يستوردون الخضراوات غالبا من الدول العربية بشكل رئيسي، والتي تتمثل في الأردن سورية والسعودية ولبنان، إلا أن مرور تلك البلدان بموجة برد شديدة منذ مطلع الشهر الماضي ساهم في خفض المنتج الزراعي لديها، وارتفاع الأسعار نظرا لارتفاع نسبة الطلب أمام ما هو معروض». منوها إلى أن «التجار البحرينيين استمروا في تزويد السوق المحلية بالخضراوات على رغم ارتفاع أسعارها».
وقال السماهيجي إنه «لا يتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة أكبر مما هي عليه الآن، وأن الأسعار حال استمرت برودة الجود والثلوج في الدول المصدر ستظل في مستوى تفاوت، مع العلم أنها تعود لمستواها الطبيعي مع اعتدال الجو».
وأشار السماهيجي إلى أن «معادلة الطلب الحاصلة في السوق تعتبر أيضا مؤشرا كبيرا في ارتفاع الأسعار في الوقت الذي يكون الجانب الآخر من المعادلة وهو العرض قليلا بنسبة كبيرة، وأن ذلك التفاوت والاضطرابات في الأسعار ناتجا لعدم إنتاج أراضي الدول المصدرة وكذلك الأراضي المحلية المحصول الزراعي الكافي الذي يغطي السوق المحلية لاستمرار تقلبات الجو الحادة التي تعوق دون ذلك، باعتبار أن الخضراوات تتطلب جوا معتدلا وأرضا زراعية ملائمة لنموها، وأن المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية التي تعتبر موردا كبيرا للخضراوات في البحرين تتشابه في الجو السائد مع البحرين الأمر الذي يجعل البضائع من الخضراوات التي تأتي من المناطق البعيدة من السعودية والأردن وغيرهما من الدول المصدرة مرتفعة الأسعار نتيجة وسائل النقل بجانب قلت المنتج».
وأوضح السماهيجي أن «بعض التجار يتوقفون عن استيراد الخضراوات من الدول الخليجية والعربية المجاورة لأنها مرتفعة في الأسعار وتخوفا من حدوث هبوط مفاجئ يحيلهم للخسارة إثر تقلب الجو، إضافة إلى انعدام جودة الخضراوات نتيجة البرد القارس الذي يؤدي إلى عدم نموها بصورة سليمة وانكماشها ما يجعلها غير صالحة للبيع والشراء».
ومن جانبه، قال المدير العام لشركة بستاني المصدر والمستوردة للمواد الغذائية عبدالرضا أبوالحسن: «إن تفاوت أسعار الخضراوات ناتج عن انخفاض حجم المنتج الزراعي في الدول التي تعتمد عليه سوق البحرين بشكل كبير، وهي بلدان الشام، إلا أن المنتجات الزراعية من الخضروات السعودية متوافرة بشكل معقول في السوق المحلي على رغم من ارتفاع أسعارها نسبيا».
وأشار أبوالحسن إلى أن «هناك الكثير من أصناف الخضراوات أسعارها مستقرة وفي تفاوت طفيف جدا، وارتفاع وانخفاض أسعارها ناتج عن مستوى العرض والطلب الحاصل في السوق». لافتا إلى أن «شهر محرم شهد ارتفاعا في الأسعار على هامش ارتفاع الطلب على منتجات معينة من أصناف الخضراوات، وهو نفسه ما حصل في مطلع شهر رمضان الماضي خلال الأسبوع الأول منه».
وعلى صعيد ذي صلة، تحدث أحد ناقلي بضائع الخضراوات والفواكه بين المملكة العربية والسعودية والبحرين عبدالله حسن قائلا إن «السوق السعودية أثرت على الأسعار في السوق المحلية البحرينية منذ مطلع شهر محرم الحرام، إذ كان هناك ارتفاع في الطلب على الكثير من أصناف الخضراوات التي كانت قليلة أمام العرض، وبالتالي برودة الجو التي ساهمت في استمرار ارتفاع الأسعار حتى بعد انخفاض موسم عاشوراء تحديدا».
وأردف حسن أنه «كلما زادت برودة الجو وتساقطت الأمطار بغزارة في المناطق الزراعية في السعودية وغيرها من بلدان الشام الموردة للبحرين، ارتفعت الأسعار لا إراديا نظرا لارتفاع الطلب على العرض. في الوقت الذي تنخفض الأسعار طبيعيا حين ترتفع نسبة العرض على الطلب، فإن اعتدال الجو وسخونته خلال يومين فقط، ساهم في خفض الأسعار بدرجة سريعة، الأمر الذي يفسر حدوث هفوات مفاجئة في السوق»
العدد 1976 - السبت 02 فبراير 2008م الموافق 24 محرم 1429هـ