العدد 1980 - الأربعاء 06 فبراير 2008م الموافق 28 محرم 1429هـ

منتخبنا والبداية المشجعة في الطريق المونديالي ... على حساب السحرة... الأحمر يظهر وينتصر بهدف «الفتى

مسقط، الوسط - عبدالرسول حسين ، يونس منصور، عبدالله علاوي 

06 فبراير 2008

بثّ الفتى الذهبي علاء حبيل «السعادة» في قلوب الجماهير البحرينية بهدفه الخاطف في مرمى منتخب عمان فخرج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الأحمر والذي توشح بالقميص الأبيض يوم أمس «سعيدا» بعد تفوقه على نظيره العماني بهدف نظيف في المباراة التي جمعت المنتخبين في العاصمة العمانية مسقط في بداية التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا 2010 في مرحلتها الثالثة.

هدف الفوز كما قلنا جاء من قدم علاء حبيل في الدقيقة 14 من الشوط الأول وهو الهدف الذي كسب به منتخبنا أول ثلاث نقاط في هذه المرحلة واقفا بها على أرضية صلبة خلف المنتخب الياباني والذي كشر عن أنيابه بفوز عريض يوم أمس أيضا على المنتخب التايلندي برباعية مقابل هدف واحد.

اتضحت نوايا منتخبنا في المباراة بمجرد النظر إلى التشكيلة الأساسية التي زج بها مدرب منتخبنا ميلان ماتشالا، فيمكن أن نقسم اللاعبين إلى قسمين، الأول أصحاب الأداء التكتيكي وهذا كان في الخطوط الدفاعية للمنتخب بدءا من لاعبي الارتكاز بخط الوسط محمود جلال ومحمد سالمين، فيما اختار ماتشالا أصحاب المهارة في الشق الهجومي كفتاي وسالمين بهدف خلق أكثر من حل هجومي انطلاقا من المهارات الفردية العالية للاعبينا، ولعل البداية الجيدة للاعبينا أعطتهم الثقة بالنفس ليواصلوا الأداء الجيد طيلة فترات المبارا، وكان واضحا ارتفاع الروح المعنوية والروح القتالية عند لاعبي منتخبنا من خلال الالتحامات القوية مع لاعبي عمان.

إجادة منتخبنا

بسط منتخبنا أفضليته وسيطرته على غالبية فترات الشوط الأول ونجح مدرب منتخبنا ماتشالا في مباغتة خصمه مدرب المنتخب العماني الأوراغواني ريباس من خلال طريقة وأسلوب اللعب الذي انتهجه، والذي اعتمد من خلاله اللعب بهجوم مضاد وسريع عن طريق الأطراف بالإضافة إلى لعبه برأسي حربة، وهو ما لم يكن متوقعا حتى من الجماهير البحرينية.

ماتشالا لعب بتشكيلة مكونة من سيد محمد جعفر في الحراسة وأمامه ثلاثي خط الدفاع حسين بابا ومحمد حسين وسيد محمد عدنان، وفي خط الوسط لعب بالخماسي محمود جلال ومحمد سالمين وأمامهما فتاي، وعلى الأطراف لعب عبدالله عمر في الجهة اليمنى وسلمان عيسى في الجهة اليسرى، وفي خط المقدمة لعب علاء حبيل وإسماعيل عبداللطيف، تلك الأسماء والتوليفة التي لعبت أدت مهماتها في الشقين الدفاعي والهجومي على أحسن ما يرام ونجحت في تنفيذ المطلوب منها من خلال الالتزام بالتوجيهات الفنية والتكتيكية التي طلبها منها ماتشالا.

في الشق الدفاعي اعتمد منتخبنا على تأمين ذلك من خلال بناء ساتر دفاعي في منطقة المناورات والمتمثل في الثنائي جلال وسالمين وينضم إليهما فتاي بالإضافة إلى ارتداد سلمان وعمر لأداء دور الظهيرين، وأدى هذا الخماسي أدوارهم جيدا وسهلوا من مهمات خط دفاعنا الثلاثي والذي نجح فيه بابا بدور الظهير الحر «القشاش» في تنظيف مناطقنا أولا بأول، في حين لعب عدنان وحسين دور اللاعبين المراقبين لثنائي خط الهجوم العماني الحوسني والميمني ونجحا في إلغاء دوريهما في صفوف المنتخب العماني، ولهذا غابت الخطورة العمانية عن مرمى منتخبنا غالبية مجريات هذا الشوط عدا الخمس دقائق الأخيرة.

في الشق الهجومي نجح لاعبو منتخبنا في تنفيذ الاستراتيجية التي وضعها ماتشالا من خلال الارتداد السريع ولعب الكرات السريعة عن طريق الأطراف، وأدى سلمان وعمر دوريهما بكل براعة وإجادة وشكلت طلعاتهما خطورة متواصلة، في حين أدى حبيل وعبداللطيف مهماتهما جيدا في خلخلة الدفاع العماني بالمشاغبات والتحركات الجيدة، أما الثنائي جلال وسالمين فلعبا دورا محوريا كبيرا في خط الوسط من خلال تنويع وتغيير نمط اللعب، ولعب فتاي دور صانع اللعب بالإضافة إلى دور الزيادة العددية للمهاجمين.

سيناريو ومجريات الشوط

سيناريو ومجريات الشوط الأول تحكم به لاعبو منتخبنا وكانت أول التسديدات عن طريق إسماعيل عبداللطيف في الدقيقة التاسعة إلا أنها كانت ضعيفة بشكل لم يعان منها الحارس علي الحبسي، ومن ركلة ركنية نفذها باتقان القائد محمود جلال ووصلت إلى فتاي والذي لعبها برأسه في المرمى أوقفها في المرة الأولى الحبسي لترتد الكرة إلى المتحفز علاء حبيل لم يتوان في إيداعها الشباك واضعا منتخبنا في المقدمة بشكل مثالي في الدقيقة 14.

واستمر منتخبنا في أفضليته من خلال الاستحواذ على الكرة وتسيير رتم اللعب وكاد في الدقيقة 34 من مضاعفة النتيجة بعد تمريرة من محمود جلال من الجهة اليمنى إلا أن الكرة مرت بسلام من دون أن تجد لها متابع، وفي الدقيقة 38 كاد منتخبنا أن يصيب العمانيين بصدمة الهدف الثاني عندما مرر عبدالله عمر كرة أرضية من الجهة اليمنى لم يلحق بها إسماعيل عبداللطيف.

وكانت أبرز وأخطر الفرص العمانية تلك التي جاءت في الدقيقة 43 بعد أن لعب بدر الميمني كرة داخل منطقة الجزاء من خطأ جانبي ووسط خروج خاطىء من سيد محمد جعفر انقض الحوسني على الكرة والتي اصطدمت بالشباك الجانبي لمرمى منتخبنا لينتهي الشوط الأول بتقدم منتخبنا بهدف.

تراجع منطقي

في الشوط الثاني كان من الطبيعي تراجع منتخبنا في ظل معطيات ومجريات الشوط الأول إذ رمى المنتخب العماني بكل ثقله نحو مرمى سيد محمد جعفر وسط تراجع منطقي للاعبي منتخبنا، ومع ذلك بقت الأفضلية والخطورة من نصيب منتخبنا والذي كاد أن يضاعف النتيجة منذ الدقيقة الأولى عندما مرر محمود جلال كرة بالمقاس إلى حبيل والذي لم يحسن استقبال الكرة ليفوت على منتخبنا تسجيل هدف الأمان.

بعدها أخذت مجريات اللعب تسير وفق سيطرة عمانية من خلال الاستحواذ على منطقة المناورات والتي أتاحت لهم الاستحواذ على الكرة ولكن من دون وجود خطورة حقيقية على مرمى منتخبنا، حتى الدقيقة 16 والتي شهدت فرصة حقيقية لمنتخب عمان لتعديل النتيجة بعد ركلة ركنية نفذها فوزي بشير على رأس خليفة عايل لعبها باتجاه المرمى غير مسارها إسماعيل العجمي وسط انقضاض سيد محمد جعفر على الكرة إلا أن الكرة مرت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى منتخبنا.

وجاء الخطأ الأول من خط دفاعنا عن طريق محمد السيد عدنان الذي أخطأ في كرة مرفوعة من الجهة اليمنى وصلت فيها إلى طلال خلفان إلا أنه لم يحسن استقبال الكرة لتضيع الفرصة على عمان لمعادلة النتيجة في الدقيقة 23.

في الربع ساعة الأخيرة دفع ماتشالا بورقة فوزي عايش بدلا من محمد سالمين مع تغيير مركز سلمان عيسى إلى خط الوسط وعايش في الجهة اليسرى، وكان هذا التغيير يهدف إلى تنشيط خط الوسط والاستفادة من انطلاقات عيسى في الجهة اليسرى.

وأضاع علاء حبيل فرصة محققة وثمينة لمضاعفة النتيجة وحسمها بعد أن تلقى كرة طويلة من الحارس سيد محمد واجه بها المرمى في حوار ثنائي مع الحبسي إلا أن علاء لعبها في جسمه لتضيع الفرصة قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، ويدفع ماتشالا بالورقة البديلة الثانية هي عبدالله الدخيل بدلا من حبيل وأضاع الدخيل فرصة محققة ثانية بعد أن واجه المرمى إلا أنه لم يحسن التصرف، وفي الوقت بدل الضائع والذي أضافه الحكم الكوري «خمس دقائق» استبسل لاعبو منتخبنا في الدفاع عن مرماهم لتنتهي المباراة بفوز منتخبنا.

ريباس: الهدف المبكر بعثر أوراقي

بين مدرب المنتخب العُماني الأوروغوياني خوليو ريباس خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده منفردا بعد مباراة الأمس، أن الهدف الذي احرزه منتخبنا الوطني في وقت مبكر من الشوط الأول عن طريق علاء حبيل أربك فريقه وبعثر أوراقه، مشيرا إلى أن المنتخب العُماني كان يسير بشكل جيد في اللقاء قبل الهدف.

وأكد ريباس أن ثقته بلاعبيه كبيرة وأثنى على ما قدموه في ملعب المباراة، مستبعدا أبدا أن هذه الثقة تغيرت، بينما تراجع عما قاله في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة يوم أمس الأول، حين اعتبر أن الفترة التي قضاها في تدريب منتخب عُمان كافية لتحقيق الفوز، إذ أشار أمس إلى أن المنتخب العُماني لايزال يحتاج للمزيد من العمل والتدريبات للوصول الى المستوى المطلوب.

وبين ريباس أن مباراة الأمس ليست سوى بداية المشوار، وأن كثيرا من الأمور قد تتغير في الجولات المقبلة من التصفيات. معتبرا أن فريقه كان الأفضل على مدار شوطي اللقاء.

ماتشالا: الفوز أكبر رد على الصحافة العُمانية

قال المدير الفني للمنتخبات الوطنية التشيكي ميلان ماتشالا إن فوز منتخبنا الوطني على نظيره العُماني يوم أمس أكبر رد على الصحافة العُمانية التي هاجمته واتهمته بعدم قدرته على وضع التكتيك المناسب للوصول للنقاط الثلاث، وبين ماتشالا في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة باستاد مدينة السلطان قابوس الرياضية ببوشر أن الوقت لايزال مبكرا على الاحتفال وأن طريق التصفيات لايزال طويلا.

وأشار ماتشالا إلى أن النقاط الثلاثة كانت النقطة الإيجابية الأبرز في مباراة الأمس، موضحا أن اللاعبين قدموا كل ما هو مطلوب منه ونفذوا التكتيك الذي كان يطمح إليه، في حين أبدى انزعاجه قليلا من حجم الفرص التي أهدرت والتي كان اللاعبون قادرين من خلالها على تسجيل الكثير من الأهداف.

وعن مستوى المنتخب العُماني والخلل فيه، أوضح ماتشالا أن هذا التساؤل يجب أن يطرح على مدرب عُمان الأورجوياني خوليو ريباس، معتبرا أن مباراة الامس كانت عادية ولا تمثل تحديا بين المدربين، معترفا بأنه استخدم خبرته الطويلة مع المنتخب العُماني للفوز بمباراة اليوم.

حبيل: فوز مهم والمشوار لا يزال طويلا

أكد مهاجم منتخبنا العائد وصاحب هدف الفوز علاء حبيل ان الفوز والنقاط الثلاث هي أهم ما في الأمر في مباراة يوم أمس أمام المنتخب العُماني، وقال «المباراة كانت صعبة، وأن الطريقة التي لعبنا بها كانت جيدة.. وجميع اللاعبين قدموا كل ما يستطيعون داخل المستطيل الأخضر».

وبين علاء حبيل أن مشوار التصفيات لا يزال طويلا وأن الكثير من التحديات ما زالت تنتظر منتخبنا الوطني، معتبرا أن الفوز أعطى اللاعبين دفعة معنوية كبيرة في مستهل التصفيات، وقال «على الجميع الاستعداد بشكل جيد لمواجهة اليابان الشهر المقبل».

وأهدى حبيل الفوز إلى القيادة الرشيدة وإلى القائمين على الكرة في البحرين، وإلى جميع شعب البحرين، متمنيا أن يتمكن هو وزملاؤه أن يواصلوا تقديم مثل هذه العطاءات في سبيل تشريف الوطن.

مباراة عمان أعادت نجومية سالمين وبابا وجلال

أعادت مباراة منتخبنا ونظيرة العماني أمس المستوى الفني المتجدد لعدد من نجوم منتخبنا وخصوصا محمود جلال ومحمد سالمين وحسين بابا الذين تألقوا بجهدهم ومستواهم المتميز ليردوا على جميع الاقاويل والتشكيك التي طالت الكثير من لاعبي المنتخب المعروفين خلال الفترة الماضية.

وكان تألقت سالمين وجلال واضحا في دورهما اللافت في منطقة الوسط والقيام بمهمات هجومية ودفاعية فيما عاد بابا بدوره الدفاعي المطلوب بذكاء وهدوئه المعهود وقاد زملاءه سيد محمد عدنان ومحمد حسين في قطع الماء والهواء عن المهاجمين العمانيين.

خلفان: سعيد بالفوز والعرض كان مرضيا

بين مدير منتخبنا الوطني لكرة القدم حسن خلفان أنه سعيد بالفوز الذي تحقق مساء أمس على حساب المنتخب العُماني، موضحا أن هذا الفوز يمثل له الكثير شخصيا إذ إنه الانتصار الرسمي الأول له منذ توليه إدارة المنتخب مطلع الشهر الماضي.

وقال خلفان «إن أسلوب اللعب الذي اتبعه المدرب ميلان ماتشالا في المباراة كان ناجحا من خلال اغلاق المنطقة الخلفية وخلق الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، مشيرا إلى أنه لو استغل اللاعبون تلك الفرص لاستطاعوا انهاء المباراة مبكرا».

وأضاف مدير المنتخب أن العرض كان مرضيا وتحقق الفوز خارج الأرض، مردفا بأن العمل الجاد يجب أن يتواصل وأن المباراة المقبلة أمام المنتخب الياباني لن تكون سهلة.

الحوطي : الحبسي أنقذ عمان من كارثة أمام البحرين!

قال نجم الكرة الكويتية السابق المحلل بقناة «الجزيرة الرياضية» سعد الحوطي إن حارس منتخب عمان علي الحبسي أنقذ فريقه من خسارة ثقيلة أشبه بالكارثة الكبيرة لمنتخب بلاده عندما تصدى للكثير من الكرات والفرص البحرينية الخطيرة في لقاء أمس.

وأضاف الحوطي خلال تحليله للمباراة «كانت المباراة بحرينية خالصة من حيث السيطرة والتفوق وصناعة الفرص وبروحه القتالية والانضباط التكتيكي للفريق البحريني وترابط صفوفه والذي توج بالفوز الذي كان يفترض أن يكون فوزا قياسيا لولا تألق الحارس الحبسي الذي كان دوره 100 في المئة في فريقه وأنقذه من خسارة كارثية سواء لفريقه أو حتى الاتحاد العماني لكرة القدم».

العدد 1980 - الأربعاء 06 فبراير 2008م الموافق 28 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً