تبادر إلى الأسماع أخيرا نشوب خلافات يُقال بأنها كبيرة داخل أسوار مجلس بلدي العاصمة، بدءا بالخلافات الشخصية على رئاسة اللجان وانتهاء بعدم الالتزام بحضور بعض الاجتماعات الخاصة باللجان واجتماع المجلس الرسمي. أسئلة كثيرة تطرح في أروقة المجلس البلدي الذي لطالما عرف عن أعضائه التكاتف والتعاون وتغطية العيوب، وإنْ صح أن هذا التوجه فقد في التوليفة الجديدة فما الذي يجري الآنَ؟ وهل صحيح أنّ الأعضاء يعيشون على الانتقاد ويستهلكون وقتا طويلا من الاجتماعات التي تناقش الأمور الشخصية؟ ورغم صعوبة الحصول على إجابات شافية عن الموضوع الذي يثير جدلا في الأوساط البلدية إلا أنّ رائحة الخلافات لم يكن بالإمكان إخفاؤها لمدة طويلة... ولعل النفور الذي يبدو واضحا بدرجة كبيرة عدم اتفاق الأعضاء على القرارات التي تتخذ داخل اللجان المختصة، فتصدر اللجنة تقريرا يوافق عليه الأعضاء وحين يرفع إلى المجلس يعارض أعضاء اللجنة أنفسهم القرار ويعاد مرة أخرى إلى اللجنة لمزيد من الدارسة، الأمر الذي أدى إلى تأخر المشاريع والدراسات ودخولها في نفق مظلم؛ لأنّ رفعها إلى المجلس مرة أخرى يعني معارضة الأعضاء أنفسهم على القرار الذي صادقوا عليه في اللجنة.
ويلاحظ المراقب لاجتماع المجلس الرسمي الفرق جليا بين الوضع الذي كان يعيشه المجلس السابق برئاسة مرتضى بدر وعضوية كلّ من شملان الشملان وعبدالعزيز الخاجة ومحمد عبدالله منصور وجعفر القيدوم وطارق الشيخ ومجيد ميلاد وصادق رحمة وسيد يوسف هاشم وسيد جميل كاظم، حيث كان الاجتماع لا يأخذ وقتا طويلا نظرا لاتخاذ القرارات بصورة مسبقة في اللجان المختصة واللجنة العامّة الدائمة من دون تدخل الأعضاء في هذه القرارات.
وعلى الرغم من كون مجلس بلدي العاصمة السابق مجلسا تأسيسيا إلا أنّ أعضاءه استطاعوا إنجاز الكثير من المشروعات بالتعاون مع بلدية المنامة خصوصا على مستوى الحدائق المناطقية، ومستوى رصف وتعديل الشوارع بالإضافة إلى مشروع البيوت الآيلة للسقوط والخدمة الاجتماعية، ويبدو أنّ الحدائق التي رصدها المجلس السابق في روزنامته وأنجزت في فترة المجلس الحالي كانت فرصة للأعضاء الحاليين ليبدو من نقطة الإنجاز إلا أن قاطرة الإنجازات توقفت بصورة مخيفة، وقد ينطبق الوضع على مجالس بلدية أخرى كمجلس بلدي الجنوبية والمحرق ولكن بصورة أقل من مجلس بلدي العاصمة.
ويعزو البعض هذا الوضع إلى خلافات بين أعضاء المجلس البلدي انطلقت شرارتها بمطالبات بتغيير وتعديل وضع المكاتب وإفراد حجر خاصة لكلّ عضو وتوظيف مساعدين، رغم أنّ أعضاء المجلس السابق عملوا في فترة انتخابهم على أربعة مكاتب واستطاعوا تحقيق إنجازات وأسسوا للعمل البلدي من دون أنْ يتذمروا يوما على وضعهم خصوصا أنهم يعلمون بأن جل عمل الأعضاء البلديين ينصب على الزيارات والمتابعات الخارجية.
وقد يرى البعض أنّ دخول الأعضاء في مجادلات مع وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب على مقر المجلس ودعوتهم للوزارة إخلاء المكاتب الحالية التي تعود تاريخيا إلى بلدية المنامة، سيكون سببا في تعقيد العلاقات بين المجلس والوزير الذي يمتلك «الخيط والمخيط» لأنه الوحيد الذي يصدّق على قرارات المجلس.
ويرى آخرون أنّ انشغال الأعضاء بالمطالبة بمكاتب جديدة ومساعدين ورفع نسبة المكافأة كان سببا رئيسيا في تدهور عملهم البلدي على مستوى المناطق، وأدّى ذلك إلى خلق مواجهة لم تكن في الحسبان مع الناخبين الذي لمسوا التأخر في إنجاز المشروعات وتهرب بعض الأعضاء عن مسئولياتهم أمام المواطنين.
هل الخلافات الشخصية حقيقة أو أنها مجرد إشاعات وشائعات خرجت من مجلس بلدي العاصمة؟ وهل صحيح أنّ ماكينة الإنجاز توقفت بسبب توجه الأعضاء إلى المطالبات الشخصية؟ وهل صحيح أن هناك تغيبا عن حضور الاجتماعات الرسمية واجتماعات اللجان؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات شافية ونتمنى أن نحصل عليها قريبا من مجلس بلدي العاصمة
العدد 1981 - الخميس 07 فبراير 2008م الموافق 29 محرم 1429هـ