العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ

اللاعبون والمدرب يعبرون عن فرحتهم...مصر تخرج عن بكرة أبيها لاستقبال أبطال إفريقيا

لقي المنتخب المصري الأول لكرة القدم استقبالا أسطوريا في مطار القاهرة الدولي مع وصوله من العاصمة الغانية أكرا صباح أمس (الاثنين) بعد ساعات قليلة من تتويجه بلقبه السادس في تاريخه والثاني على التوالي ببطولة كأس الأمم الإفريقية بتغلبه مساء أمس الأول (الأحد) على نظيره الكاميروني 1/ صفر في نهائي البطولة.

وكان الرئيس المصري محمد حسني مبارك على رأس مستقبلي المنتخب المصري أمس إذ أجل الرئيس المصري زيارته المقررة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لبضع ساعات من أجل استقبال المنتخب الوطني الذي انتقل فور وصوله إلى استراحة رئاسة الجمهورية في المطار.

وسلم قائد المنتخب المصري أحمد حسن كأس البطولة الإفريقية إلى الرئيس مبارك الذي حيا أعضاء البعثة المصرية في غانا وتبادل أطراف الحديث معهم قبل التقاط الصور التذكارية لهم مع الكأس.

وكان مطار القاهرة الدولي والمناطق المحيطة به شهدت توافدا مكثفا من الجماهير المصرية منذ الساعات الأولى لصباح أمس حاملين الأعلام المصرية والدفوف وسط هتافات مدوية لنجوم المنتخب المصري بداية من المدير الفني حسن شحاته ومرورا باللاعبين محمد أبو تريكة وعصام الحضري ومحمد زيدان وعمرو زكي وحسني عبد ربه.

وعززت سلطات مطار القاهرة نظامها الأمني لتأمين خروج اللاعبين من المطار إذ منعت الجماهير من دخول الطريق المؤدي لصالة المطار فيما تولى الحرس الجمهوري المصري حراسة المنطقة المحيطة باستراحة رئاسة الجمهورية.

وحرص الكثير من المسئولين وخصوصا الرياضيين منهم على استقبال المنتخب المصري صباح أمس، إلى جانب الكثير من وسائل الإعلام التي حرصت على تغطية الاستقبال الشعبي لأبطال إفريقيا.

واستقل المنتخب المصري فور خروجه من المطار حافلة مكشوفة لتحية الجماهير التي اصطفت على جانبي الطريق وسط طوق أمني مشدد وإن كانت الحافلة قد واجهت صعوبة بالغة في التحرك بسبب كثافة الجماهير.

وقال شحاته لدى وصوله مطار القاهرة أمس: «لقد هنأني الرئيس مبارك بالفوز مؤكدا أن مصر كانت بانتظار هذا الانجاز الكبير. ونحمد الله أن جعلنا سببا في إسعاد الشعب المصري».

وأوضح شحاته أنه قاد المنتخب المصري في بطولة غانا في ظروف نفسية وعصبية أهدأ وأقل حدة بكثير من البطولة السابقة التي استضافتها مصر العام 2006 وكان المنتخب المصري مطالبا وقتها بإحراز اللقب.

وقال المدرب العام للمنتخب المصري شوقي غريب إن جهود الجهاز الفني الكبيرة تكللت باللقب إذ نجح الجهاز في إعداد الفريق بشكل جيد بعد تجديد 50 في المئة من هيكل الفريق الفائز بلقب إفريقيا العام 2006. كما نجح الجهاز الفني في القضاء على حساسية اللعب خارج مصر وفي تحسين أداء اللاعبين ورفع مستواهم بعد التزامهم بالتعليمات التي كلفوا بها خلال مباريات البطولة.

بينما قال رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر حسن صقر والذي صاحب المنتخب المصري خلال رحلته بغانا: «إن الفوز بلقب إفريقيا للمرة الثانية على التوالي يؤكد أن الرياضة في مصر بخير».

وأكد صقر أهمية البناء على هذا الإنجاز في الفترة المقبلة وضرورة تحقيق طفرة نوعية في الرياضة المصرية عن طريق التخطيط والإعداد الجيد وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك.

وأعرب رئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر والذي رافق منتخب البلاد في غانا أيضا عن سعادته البالغة «لرسم البسمة على وجوه المصريين» مضيفا أن المنتخب المصري «أصبح صاحب بصمة وشكل مميز وسط الكرة الإفريقية والعالمية إذ حرص رئيس اتحاد الكرة الدولي (الفيفا) جوزيف بلاتر ورئيس اتحاد الكرة الإفريقي (الكاف) عيسى حياتو على تهنئتي بعد النهائي على المستوى الرائع الذي ظهر به المنتخب المصري».

وأشار زاهر إلى أن المنتخب المصري سيبدأ على الفور في الإعداد للتصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم للعام 2010 بجنوب إفريقيا، وخصوصا بعد تجديد التعاقد مع الجهاز الفني الحالي.

من ناحية أخرى أعرب النجم المصري محمد أبو تريكة عن سعادته بالانجاز الكبير قائلا: «أحمد الله الذي وفقني على إحراز هدف الفوز لإسعاد الشعب المصري والعربي وذلك بمساعدة جميع اللاعبين الذين كانت جهودهم جميعا سببا في تحقيق هذه النتيجة والفوز. لقد كان الله كريما جدا معي خلال هذه البطولة».

بينما قال اللاعب حسني عبد ربه الفائز بجائزة أفضل لاعب في البطولة: «هذه البطولة وكأس أفضل لاعب عوضاني عن عدم توفيقي في البطولة السابقة. وقد تعهد جميع اللاعبين قبل المباراة النهائية على بذل قصارى جهدهم لإحراز الكأس وإسعاد الجماهير المصرية».

وهنأ عصام الحضري الفائز بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة مصر بالانجاز الكبير الذي تحقق أمس الأول معتبرا الفوز بجائزة أفضل حارس مرمى «وساما على صدر جميع مدربي وحراس المرمى».

وقال أحمد حسن: «لقد أكدنا تسيدنا للكرة الإفريقية واكتسبنا احترام العالم كله. وهدفنا الأكبر هو التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة».

وأضاف محمد زيدان «حققنا إنجازا كبيرا لمصر والعرب جميعا بإحراز لقب البطولة الإفريقية للمرة الثانية على التوالي وخصوصا أن إحراز اللقب هذه المرة كان خارج ملعبنا».

أما عمرو زكي فقد أكد أن المنتخب المصري كان أداؤه قويا ومميزا أمام فرق قوية كانت مرشحة لإحراز اللقب مضيفا أنه «بفضل الأداء الجيد للمنتخب المصري فقد اختير خمسة لاعبين منه للانضمام إلى منتخب إفريقيا».

سهر وطرب ورقص حتى الصباح عند المصريين

سهر ملايين المصريين حتى الصباح يحتفلون وسط نشوة جماعية بفوز الفراعنة ببطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم فتحولت شوارع القاهرة وساحاتها إلى قاعات أفراح كبرى رقصت خلالها الفتيات على دقات الطبول وقد وضعن علم مصر فوق رؤؤسهن بدلا من الحجاب التقليدي. وصباح أمس (الاثنين) توجه آلاف من هؤلاء إلى مطار القاهرة لاستقبال أفراد المنتخب المصري الذي توج بطلا للمرة السادسة بفوزه مساء الأحد على اسود الكاميرون 1/صفر.

وتدفق المصريون بحميع ميولهم إلى شوارع جميع المحافظات المصرية وعبروا عن فرحتهم الغالية بفوز منتخبهم المصري بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة السادسة إذ رددوا الأناشيد والأغاني ولوحوا بأعلام بلادهم تعبيرا عن سعادتهم البالغة.

وفور تسجيل المتألق محمد أبو تريكة نجم الأهلي المصري للهدف القاتل في مرمى اسود الكاميرون وبفضل الجهد الكبير لنجم هامبورغ الألماني محمد زيدان تنفس ملايين المصريين الصعداء وشرعوا في تهنئة بعضهم بعضا بالفوز بأهم بطولة كروية افريقية للمرة السادسة في إنجاز لم يحققه أي منتخب إفريقي آخر.

وبدت مشاهد الاحتفالية الكبرى الليلة تعبيرا عن وفاء الجماهير المصرية لمنتخب بلدها الذي لم يدخر جهدا لرسم ابتسامة عريضة على وجوه كل المصريين فيما ترددت الهتافات وتوحدت حول اسم مصر.

بينما ارتدت القاهرة أجمل ثيابها وبدت مثل العروس في ليلة عرسها وذلك عقب إطلاق الحكم البنيني كوفي كودجا صافرته معلنا فوز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي وللمرة السادسة في تاريخه.

وفي ميدان مصطفى محمود في قلب القاهرة إذ تجمع عشرات الآلاف من المصريين كانت ألوان علم مصر والأحمر والأسود والأبيض هي الغالبة.

وقال محمد سعيد وهو احد الآلاف الذين جاءوا لمتابعة المباراة أمام شاشة عملاقة في هذا الميدان وقد تغطى بعلم مصري كبير «أخيرا حصل شيء يفرحنا».

وأضاف «بسبب هذه الحكومة لم يعد هناك شيء يفرح. فلا نسمع سوى أخبار ارتفاع الأسعار وحوادث القطارات والعبارات. والكرة هي الوحيدة التي تدخل السعادة على قلوبنا».

لكن بعد فوز الفراعنة، نسي المصريون كل مشكلاتهم وحتى رجال الشرطة الذين انتشروا في الشوارع كانوا يرقصون وهم يهتفون باسم محمد أبو تريكة صاحب هدف الفوز بالبطولة.

ورفع المصريون، نساء ورجالا وشبابا، صور أبو تريكة وحارس المرمى احمد الحضري.

وجابت مواكب السيارات شوارع العاصمة المصرية حتى الفجر وكان الشباب يجلسون فوق أسطحها ويلوحون بالعلم المصري.

وصاحت سارة التي غطت رأسها بثلاثة أعلام مصرية وضعتها في شكل حجاب «إننا الأفضل».

وانتهز بعض المشجعين الفرصة للتعبير عن غضبهم من الحكومة ورددوا هتافات تتضمن نكاتا حول رئيس الوزراء احمد نظيف وقالوا «يا نظيف أتعلم اللعب النظيف».

وقال عادل زكي وهو مسيحي «إنها إحدى المناسبات القليلة التي لا نشعر فيها بان هناك مسلما وقبطيا. كلنا اليوم مصريون».

واستمرت الاختناقات المرورية حتى الفجر في شوارع القاهرة.

وبدت العاصمة المصرية وكأنها مدينة مهجورة خلت من سكنها عقب بداية المباراة إذ جلس الجميع أمام شاشات التلفاز وامتلأت المقاهي عن آخرها وعقب انتهاء المباراة تغيرت الصورة تماما إذ خرج الجميع إلى الشوارع في مظاهرات طافت أنحاء القاهرة. وأطلقت السيارات أبواقها احتفالا بالفوز الكبير الذي تحقق على فريق عتيد هو منتخب الأسود الكاميرون.

العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً