العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ

أسكت الجميع بمستواه الراقي والممتع...«الفراعنة» يؤكد علو كعبه على إفريقيا باللقب السادس

أبهر المنتخب المصري المتتبعين بعروضه الرائعة في نهائيات النسخة السادسة والعشرين من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم ولقن الدروس والعبر مؤكدا تربعه على عرش الكرة المستديرة في القارة السمراء بتتويجه بطلا للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه بتغلبه على الكاميرون بهدف من دون مقابل في المباراة النهائية أمس الأول (الأحد).

وضرب المنتخب المصري عدة عصافير بحجر واحد فهو أسكت منتقديه وضرب عرض الحائط شكوكهم في عدم قدرته على الاحتفاظ بالكأس واستبعاده من دائرة المنافسة على اللقب إذ إن اشد المتفائلين لم يكن يتوقع تخطي المنتخب المصري الدور الأول بسبب غياب أبرز عناصره احمد حسام «ميدو» ومحمد بركات بسبب الإصابة وحسام غالي الذي فضل الانتقال إلى اللعب مع دربي كاونتي الإنجليزي بدلا من مساندة منتخب بلاده في الامتحان القاري، إضافة إلى إيقاف قائده احمد حسن في المباراة الأولى بسبب طرده في المباراة الأخيرة في التصفيات.

لكن هذه الظروف الصعبة كانت بمثابة حافز كبير أمام لاعبي المنتخب المصري ومديرهم الفني حسن شحاتة للتفوق على أنفسهم فلفتوا الأنظار منذ المباراة الأولى أمام الكاميرون بالذات من خلال فوزهم الساحق 4/2.

ولعل أبرز الدروس التي يمكن استخلاصها من تألق الفراعنة هو أن اللقب تحقق بقيادة إطار فني محلي مئة في المئة في وقت تهافتت فيه المنتخبات القارية على الأسماء العالمية أبرزها من المدرسة الفرنسية أمثال هنري ميشال (المغرب) وهنري كاسبارجاك (السنغال) وجيرار جيلي (ساحل العاج) وجان فرانسوا جودار (مالي) وروبير نوزاريه (غينيا) والألماني بيرتي فوغتس (نيجيريا) ومواطنه اوتو بفيستر (الكاميرون)، وجميعهم فشلوا فشلا ذريعا في الصعود على قمة منصة التتويج. ولا يختلف اثنان في قدرة المدربين المحليين على صنع المستحيل مع منتخبات بلادها وهي لا تحتاج سوى إلى وقت كاف وصبر من المسئولين عن اتحاداته الوطنية، ويبقى أبرز مثال مدرب المغرب بادو الزاكي الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي النسخة الرابعة والعشرين في تونس، وكذلك الأنغولي اوليفيرا كونسالفيش الذي نجح في قيادة منتخب بلاده إلى إنجاز تاريخي في النسخة الحالية وهو بلوغ الدور ربع النهائي قبل السقوط في الامتحان المصري (1/2)، علما بأنه سبق أن حقق قبل عامين انجازا تاريخيا لافتا هو بلوغ نهائيات كأس العالم في ألمانيا.

وشحاتة لا يخرج عن هذه الأطر الفنية وهو نجح في تدوينا اسمه بأحرف بارزة في تاريخ اللعبة في مصر كونه أول «فرعوني» ينجح في إحراز لقبين متتاليين، وكذلك في إفريقيا باعتباره أول مدرب يحقق هذا الانجاز منذ الغاني تشارلز غيامفي (1963 و1965) علما بأن الأخير هو المدرب الوحيد الذي أحرز 3 كؤوس قارية (توج العام 1982 مع غانا أيضا في ليبيا).

وبالعودة إلى «زعيم عرب إفريقيا» المنتخب المصري فقد أكد أن اللعب الجماعي وروح القتالية والدفاع عن القميص الوطني السائدة لدى جميع اللاعبين «خلطة سحرية» مناسبة لتحدي الصعاب وتحقيق النتائج المرجوة.

وإذا كان المنتخب المصري افتقد خدمات ميدو للإصابة فإن نجما آخر سطع في سماء غانا وأنسى الفراعنة والمتتبعين للكرة المستديرة اسم ميدو وهو مهاجم هامبورغ محمد زيدان الذي أبدع في المباراتين أمام الكاميرون، فسجل ثنائية في الأولى في الدور الأول بينها هدفه الثاني من تسديدة قوية من خارج المنطقة بعدما هيأ الكرة لنفسه على صدره علما بأنه اختير أجمل هدف في البطولة، وكذلك في المباراة النهائية عندما دخل بديلا لعماد متعب وخطف الكرة من القائد ريغوبير سونغ ومررها بذكاء كبير إلى أبو تريكة الذي سجل منها هدف الفوز.

وأبلى عبد ربه البلاء الحسن وكان خير خلف لحسام غالي، فاختير أفضل لاعب في البطولة علما بأنه أنهاها في المركز الثاني على لائحة الهدافين إلى جانب أبو تريكة وعمرو زكي والأنغولي مانوتشو بفارق هدف واحد فقط خلف الكاميروني صامويل إيتو هداف النسخة السادسة والعشرين.

ولا يمكن نسيان «البلدوزر» عمرو زكي الذي لم يتوان في إبراز علو كعبه من خلال تسجيله أربعة أهداف بينها ثنائية غالية في مرمى ساحل العاج في دور الأربعة.

ويجب الإشادة أيضا بالمهاجم عماد متعب الذي على رغم فشله في هز الشباك كان حاسما في تمريراته وتمركزه في الملعب والتي سهلت مهمة زملائه في التألق والنيابة عليه في هز الشباك.

ومرة أخرى اثبت الحارس عصام الحضري أنه الأفضل في القارة السمراء من خلال تألقه في الذود عن عرينه ومساهمته في بلوغ الفراعنة المباراة النهائية وإحراز اللقب وتحديدا تألقه في المباراتين أمام ساحل العاج في دور الأربعة والكاميرون في النهائي.

وكان السلاح الدفاعي لشحاتة فتاكا ونجح بفضله إلى حد كبير في شل حركة نجوم المنتخبات التي واجهها باعتماده على حائط دفاعي مكون من خمسة متألقين هم الجناحان الأيمن أحمد فتحي والأيسر سيد معوض، والاختصاصيان في الرقابة وائل جمعة وشادي محمد والليبيرو هاني سعيد ومن أمامهما محمد شوقي وعبد ربه وأحمد حسن.

وعموما كان المنتخب المصري متكاملا ومنسجما في جميع خطوطه وما اختيار خمسة لاعبين من صفوفه ضمن التشكيلة المثالية للعرس القاري إلا دليل قاطع على قوته وأحقيته بالتتويج. واللاعبون الخمسة هم: عصام الحضري ووائل جمعة وحسني عبد ربه ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي، علما بأن مدافعيه أحمد فتحي وهاني سعيد اختيرا ضمن التشكيلة الاحتياطية التي ضمت ستة لاعبين.

سونغ: ارتكبت خطأ فادحا في وقت قاتل

أعلن قائد منتخب الكاميروني ريغوبرت سونغ انه ارتكب خطأ فادحا في وقت قاتل من المباراة النهائية أمام مصر صفر/1 أمس الأول (الأحد) في أكرا.

وقال سونغ: «لعبنا مباراة جيدة واستقبلت شباكنا هدفا في وقت قاتل. للأسف لكن هذه هي كرة القدم».

وأضاف «لا يجب أن ننسى بأننا عدنا من بعيد في هذه البطولة، كانت مهمتنا صعبة شيئا ما».

وتابع «أفضل طريقة لمكافآتنا في هذه البطولة كانت الفوز باللقب ولذلك نحن مستاءون، لكن أهنئ اللاعبين، الجميع لعب من اجل القميص الوطني وقدم كل ما في جعبته من خبرة».

وختم «ليس لأننا خسرنا المباراة النهائية سأعتزل اللعب، هناك بطولات أخرى: كأس أمم إفريقيا في انغولا العام 2010».

أما المدافع بيل تشاتو فقال: «ارتكبنا خطأ فرديا استغله المنتخب المصري وسجل هدف الفوز، لكن هذه الأمور تحدث في كرة القدم، ولسوء الحظ إن الخطأ ارتكبه ريغوبرت سونغ الذي قدم بطولة رائعة».

وأضاف «لم يكن أحد يتوقع بلوغنا المباراة النهائية، لكننا أظهرنا للجميع بأننا حاضرون في الأعراس القارية».

وتابع «في الشوط الثاني وعلى رغم الفرص التي سنحت أمام المنتخب المصري كنا نشعر بأننا سنعود إلى أجواء المباراة وننتزع الفوز وهذا الوقت بالذات نجحت مصر في تسجيل هدفها».

وختم «عموما فإن المنتخب الأفضل هو الذي نجح في الفوز. أهنئ المصريين، إنهم يستحقون الفوز».

الصحف الألمانية والجزائرية تشيدون بإنجاز المصري

اهتمت الصحف والمجلات الألمانية الصادرة أمس (الاثنين) بفوز المنتخب المصري ببطولة الأمم الإفريقية بعد تغلبه الأحد في العاصمة الغانية أكرا على منتخب الكاميرون بهدف واحد من دون مقابل ليحافظ على اللقب ويحرزه للمرة السادسة في تاريخه.

وتحت عنوان «مصر حطمت أحلام فيستر والكاميرون» قالت مجلة «كيكر» الرياضية المتخصصة في عددها الصادر أمس (الاثنين) إن المنتخب المصري أكد جدارته بالفوز مرة ثانية على الكاميرون في البطولة نفسها بعد أن أحكم السيطرة على مجريات اللعب وأذاق الألماني فيستر مرارة هزيمة نهائي البطولة بعد 16 عاما من خسارته النهائي مع غانا أمام كوت ديفوار ليقضي على أمل المدرب المخضرم البالغ من العمر 71 عاما.

وذكرت المجلة أن المباراة كانت الأخيرة للألماني أوتو فيستر مع الكاميرون بعد أن صرح بوجود عروض من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فيما توقعت أيضا أن تكون نيجيريا المحطة التالية لفيستر.

وتحت عنوان « زيدان أسعد المصريين» ذكر تقرير صحيفة «بيلد» الصادرة أمس (الاثنين) أيضا أن مهاجم هامبورغ محمد زيدان لعب دورا كبيرا في تحقيق الفوز أمام الكاميرون عبر إصراره وحسن متابعته للكرة وضغطه على المدافع العملاق سونغ واستخلاص الكرة منه وتمريرته الساحرة لزميله أبو تريكة الذي لم يتوان في إيداع الكرة المرمى في وقت قاتل من المباراة التي دانت السيطرة الكاملة فيها لمنتخب مصر.

أما صحيفة « فرانكفورت الألمانية» فقد أشارت إلى مهارة الفريق المصري وكفاءة مدربه حسن شحاته الذي جدد عقده حتى العام 2010 قبل المباراة ما أثار حماس لاعبيه الذين أحكموا قبضتهم على المباراة على رغم صعوبتها.

في المقابل أشادت الصحف الجزائرية بتتويج المنتخب المصري لكرة القدم بلقب بطولة كأس المم الإفريقية للمرة السادسة.

وكتبت صحيفة «الخبر» واسعة الانتشار بصفحتها الأولى عن «التتويج السادس لمصر» مرفقة صورة اللاعبين محمد أبو تريكة وقائد منتخب مصر أحمد حسن بالموضوع.

وتصدر العنوان نفسه صحيفة « لوكوتيديان دوران» مع صورة لاحتفال اللاعبين المصريين بهدف أبو تريكة.

وأولت صحيفة «ليبرتيه» اهتماما كبيرا للحدث وكتبت في صفحتها الأولى «الفراعنة يظلون أسيادا لإفريقيا». وهو العنوان نفسه الذي صدرت به صحيفة «الوطن» التي أشارت إلى أن فوز المنتخب المصري باللقب كان منطقيا.

أما صحيفة « النهار الجديد» فكتبت: «الفراعنة أبطال القارة السمراء للمرة السادسة». فيما أكدت صحيفة «المجاهد» الحكومية أن «الفراعنة يحكمون قبضتهم على إفريقيا».

وخرجت صحيفة «الهداف» الرياضية عن المألوف بعنوانها «أبو تريكة ينتصر لفلسطين ويحطم الكيان الصهيوني».

حاكم دبي يدعو «الفراعنة» للتكريم

دبي - ا ف ب

دعا نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى تكريم منتخب مصر المتوج بطلا لإفريقيا في دبي معتبرا ان ما حققه هو انجاز كروي قومي للرياضة العربية.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن الشيخ محمد بن راشد دعوته إلى «تكريم المنتخب المصري الشقيق في دبي بمناسبة فوزه على منتخب الكاميرون في المباراة النهائية لبطولة الأمم الإفريقية وانتزاعه اللقب في العاصمة الغانية أكرا».

واعتبر الشيخ محمد أيضا «هذا الانجاز الكروي الرائع للمنتخب المصري الشقيق إنما هو انجاز كروي قومي للرياضة العربية عموما ومبعث فخر واعتزاز للشباب العربي داعيا إياه إلى مزيد من العطاء وبذل الجهد وتفعيل مشاركتهم في البطولات والمسابقات الرياضية الدولية لا سيما في كرة القدم الأكثر شعبية على مستوى العالم».

من جهة ثانية، قال مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سليمان: «إن الاستعدادات بدأت على قدم وساق وسيتم تحديد المكان والزمان لحفل التكريم»، الذي وصفه بأنه «سيكون ملائما ويليق بالانجاز الكبير الذي حققه المنتخب المصري في بطولة مهمة للمرة الثانية على التوالي وللمرة السادسة من عمر البطولة».

وكانت دبي احتضنت احتفال المنتخب العراقي بفوزه بكأس آسيا الصيف الماضي أيضا.

العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً