قرر سائق فريق بيت التمويل الخليجي حمد الفردان الانسحاب من بطولة الفورمولا 3 الآسيوية مع الفرق الأخرى التي انسحبت أيضا، المشارك فيها حاليا وذلك منذ اليوم الأول للتجارب الحرة التي أقيمت على مضمار حلبة (باتنجاز) بالفلبين استعدادا للجولات التاسعة والعاشرة والحادية وعشرة والثانية عشرة من البطولة والمقرر لها أن تقام في الفترة من 15 حتى 17 فبراير/ شباط الجاري، وكشفت بما لا يدع مجالا للشك كل مهازل المنظمين وتلاعبهم وفضائحهم الصارخة.
وفضل الفريق البحريني والعربي الوحيد في البطولة الانسحاب على البقاء وسط أجواء من الغش والنفاق والخداع الدنيء والتلاعب الفاضح والخطير في أنظمة ولوائح الاتحاد الدولي للسيارات، وكل ذلك كان يتم بأسلوب ينم عن عدم صدقية المنظمين للبطولة وسعيهم الحثيث وراء كسب النتائج الجيدة غير المشروعة لفريقهم المشارك في البطولة على حساب بقية الفرق.
وما يدعو للأسف ويرفع من معدل الاستغراب والحيرة أن أبطال هذا التلاعب هم مجموعة من داخل اللجنة المنظمة، الذين أكدوا بعدهم عن العدالة في التعامل مع جميع الفرق بالأسلوب نفسه وكذلك عدم نزاهتهم في إدارة المنافسة من خلال ما حصل من انحياز واضح لفريق واحد من دون بقية الفرق، والأدهى من كل هذا أن يأتي على رأس قائمة البلاء الذي أصاب هذه البطولة الدولية ورأس تلك الوحشية في الاستهانة بالأنظمة واللوائح مدير البطولة مارك جودارد، الذي أثبت للجميع أنه بعيد كل البعد عن النزاهة المطلوبة في التصدي لمثل هذا العمل وأنه مجرد شخص باحث عن الشهرة والألقاب لغرض في نفس يعقوب وإنسان غير مؤتمن ولا يصلح في يوم من الأيام أن يكون مديرا لبطولة دولية يحرص على المشاركة فيها فرق وسائقون يمثلون عدة دول لها تاريخها الطويل في هذه الرياضة.
فقد لجأ مدير البطولة جودارد وهو مالك لفريق جودارد المشارك في البطولة نفسها وصاحب نصيب الأسد من الانحياز والغش لصالحه إلى أرخص أساليب التواطؤ المهين مع فريقه، وإلى الكثير من التصرفات غير الحضارية والتي لا تمت للرياضة من قريب أو بعيد في أكثر من جولة واحتدم هذا الفعل في أروقة حلبة (باتنجاز) الفلبينية المتوارية عن الأنظار، إذ أخذ مدير البطولة قرارا بأن يكمل ما تبقى من جولات في الفلبين بعد أن تلاعب في سرعة السيارتين الخاصتين بفريقه، في الوقت الذي كان من المقرر أن تقام بقية الجولات في الصين وماليزيا واستخدام وقود من نوع خاص للفريق، إضافة إلى أنه قام بالتنكر والنزول إلى ميدان السباق باسم آخر كمتسابق مشارك في البطولة تحت اسم (دان تاكوس)، لوجود 3 سيارات شاركت في حصص التأهيل على المضمار فقط، أي أن جودارد أصبح هو مدير البطولة ومدير الفريق وسائق أيضا.
ولم يكن هناك من بد غير قرار الانسحاب من بطولة يديرها شخص جائر ولا يعير أدنى اهتمام للاحتجاجات الكثيرة التي انهالت عليه من الفرق المشاركة في البطولة، ومع كل المحاولات لوضع حد لما يجري من غش وخداع لم يعط فرصة واحدة للنقاش أو بحث ما يجري أمام مرأى جميع المتابعين للبطولة مفضلا الاستمرار على مواصلة التجاوزات بما يعود عليه وفريقه بالمنفعة الشخصية.
وكان نجم سباقات السيارات أحادية المقعد حمد الفردان توجه يوم الثلثاء الماضي إلى مدينة باتنجاز الفلبينية من أجل خوض غمار منافسات الجولات التاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة من البطولة التي تستضيفها حلبة (باتنجاز) بالفلبين للمرة الثانية على التوالي.
وبمجرد اكتشاف الفريق لأكبر تلاعب في البطولة قام به هذا المدير المتسلط على البطولة والذي تلاعب في سرعة سيارات فريقه بطريقة ميكانيكية بحيث باتت سيارتا فريقه تتفوق على بقية سيارات الفرق بما يفوق الثانية الواحدة، وتم اكتشاف هذا التلاعب منذ اليوم الأول للتجارب الحرة وتأكد في التجارب التأهيلية في اليوم التالي ما ساهم في أخذ قرار الانسحاب والعودة إلى البحرين، إذ إن حمد الفردان والسائق البريطاني ماتهاوسن كان آخر سائقين انسحبا من البطولة خلال هذه الفترة.
وأكد الفردان أنهم لن يبقوا صامتين لما حدث من تلاعب كبير من قبل جودارد، إذ انهم تقدموا بشكوى للاتحاد الدولي للسيارات ليقوم بالبحث في الموضوع.
وجاء انسحاب ابن المملكة في الوقت الذي يحتل فيه المركز الثاني على مستوى الترتيب العام برصيد 126 نقطة خلف متصدر البطولة صاحب نصيب الأسد من الدلال والغش الفاضح البلجيكي فيرفيسج الذي جمع من دون وجه حق حتى الآن 129 نقطة.
ويأتي خلفهما حتى قبل الجولات الأخيرة في المركز الثالث هاوسن برصيد 97 نقطة فقط ويليه البرازيلي من أصل ياباني سوزوكي صاحب المركز الرابع برصيد 87 نقطة، وهذه النقاط تعكس النتيجة الجيدة التي حققها الفردان والظلم الذي تعرض له في الجولات الأخيرة بهدف سلبه أبسط حقوقه في البطولة وبالأساليب المحرمة وغير المشروعة في عالم رياضة السيارات.
العدد 1991 - الأحد 17 فبراير 2008م الموافق 09 صفر 1429هـ