ضخت إمارة دبي مئات الملايين من الدولارات من خلال مهرجان دبي للتسوق في دورته الثالثة عشرة التي انطلقت في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي وتنتهي حتى 24 فبراير/ شباط الجاري، وعلى رغم ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية وزيادة نسب التضخم في المنطقة إلا أن أسواق هذه المدينة الخليجية النامية لم تنعم بالهدوء إطلاقا.
وقالت المدير التنفيذي لمهرجان دبي للتسوّق ليلى سهيل: «إن مهرجان دبي الذي بدأ في العام 1996 بطاقم موظفين لا يتجاوز عدد الأصابع يعتبر قصة نجاح إلى إمارة دبي التي أصبحت عاصمة التسوق في الشرق الأوسط»، حسب قولها.
مبيعات الذهب
وسهيل المواطنة الإماراتية التي تحدثت إلى وفد إعلامي حضر للإطلاع على المهرجان بدت حريصة على إظهار كل ما تقدمه دبي لزوارها فهي عملت على إخراج المهرجان بنجاح منذ بداية إنطلاقته، كما أنها تعمل في مجال تجارة الذهب الرائجة في دبي إذ تحتوي هذه المدينة على أطنان من الذهب قدرت كميتها بمئة طن معروضة على أرفف المحلات التي لم يصبها ركود أصاب هذه التجارة في بعض دول الخليج بسبب ارتفاع أسعار الذهب.
وتشير سهيل إلى صناعة الذهب في دبي بحماس قائلة «إذا أردتم أن تروا تأثير المهرجان إلى أي درجة انظروا إلى محلات الذهب ففي أيام معدودة وقبل نهاية المهرجان استطاعت هذه المحلات بيع ما يقارب 400 مليون درهم من الذهب على رغم ارتفاع الأسعار فالذهب ملاذ آمن للاستثمار».
ومبيعات الذهب ارتفعت بنسبة 35 في المئة خلال مهرجان دبي للتسوق مقارنة مع الفترات المماثلة من الأشهر العادية
تجربة دبي استقطبت دول الخليج
وتبدو سهيل فخورة بتجربة دبي في مجال التسوق، وقد تكون على حق، فعلى رغم وجود تجارب خليجية حاولت تقليد التجربة الإماراتية إلا أنها لم يحالفها الحظ في الوصول إلى البريق العالمي الذي وصلت إليه دبي، وقالت: «نريد أن تنتشر تجربة دبي في جميع أرجاء المنطقة بل نعمل على استقطاب تلاميذ في كليات الاتصال (الإعلام) والتسويق للإطلاع على هذه التجربة وإشراكهم في تنظيم مهرجان دبي للتسوق ليستطيعوا تطبيق التجربة في دولهم مستقبلا».
وعما إذا كان إنفاق القادمين إلى مهرجان دبي هذا العام سيرتفع، إذ بلغ في العام الماضي نحو 10,2 مليارات درهم، قالت سهيل: «من الصعب التوقع بالأرقام لكن العام الماضي شهد المهرجان مناسبات دينية ما ساهم في زيادة المبيعات».
وتستفيد دبي من تنوعها الأثني والعرقي الكبير إذ يشكل سكان دبي 200 جنسية.
ويتوقع أن يرتفع زوار دبي خلال فترة المهرجان خلال هذا العام عن العام الماضي الذي حضر فيه نحو 3,5 ملايين زائر.
فنادق دبي والمهمة الصعبة
ويبدو من العسير الحصول على غرفة في دبي التي تعج بالفنادق من مختلف المستويات فالحصول على غرفة قد يحتاج زيارة أكثر من فندق، وربما يبدو الوضع هكذا معظم العام لكن المهرجان بالتأكيد ساعد هذه الفنادق التي دعمت المهرجان في تحقيق نسب إشغال مرتفعة.
وعن ذلك قال المدير العام لفندق راديسون ساس خور دبي ديرة أندرياس فلوكيغر: «إن مهرجان دبي للتسوّق هو من الأحداث المهمّة التي تجتذب نسبة كبيرة من السيّاح من مختلف دول العالم، ولاسيما من دول مجلس التعاون الخليجي ومن الدول الأوروبية». وتابع «توقيت تنظيم المهرجان هذا العام جاء مناسبا للكثير من السياح الذين يعيشون في أوروبا التي تشهد موجة برد وثلوج، ما يجعل من دبي وجهة سياحية مثالية في هذا الوقت من العام».
وقال المدير العام لفندق وأجنحة المروج روتانا حسين هاشم: «من المتوقع أن تبلغ نسبة إشغال الفندق ما يقارب الإشغال الكامل، امتدادا للنتائج فوق الممتازة التي سجلها الفندق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي والتي وصلت إلى 100 في المئة. ونتوقع أن يصل الإشغال في شهري يناير وفبراير، وتزامنا مع مهرجان دبي للتسوق إلى ما بين 92 في المئة إلى 95 في المئة».
وأشار هاشم إلى أن الجنسيات من نزلاء الفندق في فترة مهرجان دبي للتسوق، تتنوع بين الأوروبيين والذي يأتي معظمهم عن طريق شركات تنظيم الرحلات السياحية التي تقوم بتكثيف رحلاتها لدبي في هذه الفترة على التحديد وخصوصا فترة مهرجان دبي للتسوق بالإضافة للعرب ودول الخليج.
قطاع التجزئة
وتشتهر دبي كمدينة للتسوق بفضل المراكز التجارية الضخمة أكبرها (مول الإمارات) و(ابن بطوطة) و(سيتي سنتر).
وقال نائب الرئيس لـ (مول الإمارات) فؤاد منصور: «إن عدد زوار هذا المركز خلال الفترة ما بين 24 يناير الماضي وحتى 9 فبراير الجاري بلغ نحو 1,6 مليون زائر ومتسوّق من مختلف الجنسيات». وأوضح أن عدد الزوّار يرتفع في نهاية الأسبوع إلى 100 ألف زائر ومتسوق، وتوقع أن يستقطب (مول الإمارات) في نهاية المهرجان نحو 3 ملايين زائر ومتسوق، وارتفاع المبيعات بنسبة 28 في المئة مقارنة مع الدورتين الماضيين.
العدد 1992 - الإثنين 18 فبراير 2008م الموافق 10 صفر 1429هـ