قال المصرف المركزي الصيني, بنك الشعب الصيني, أمس الأول (الجمعة) إن مستويات الأسعار ستظل مرتفعة على مدار النصف الأول من العام الجاري مع مواجهة البلاد لخطر التضخم «المتزايد».

وأوضح المصرف في تقرير السياسة النقدية للربع الرابع أن نقص الإمدادات الهيكلية وارتفاع الأسعار عالميّا سيبقيان على ارتفاع مستوى الأسعار المحلية لفترة من الزمن.

وكان نمو مؤشر الأسعار الاستهلاكية, وهو مقياس التضخم, وصل إلى أعلى مستوى له منذ 11 عاما بتسجيل 7,1 في المئة الشهر الماضي مع جائحة العواصف الثلجية التي تسببت في قطع طرق المواصلات والكهرباء ودفعت بارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة.

ويرى محللون اقتصاديون انه على رغم صعود أسعار الزراعة الصافية بصورة ملحوظة في يناير/ كانون الثاني الماضي, فإنها ستستغرق عادة شهرا واحدا أو شهرين ليسري الضغط خلال مواد الغذاء المصنعة والمعالجة, ما سيؤدي بالتبعية إلى إضافة ضغط إلى التضخم في الأشهر اللاحقة.

وبدوره, قد يتفشى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى القطاعات الأخرى دافعا ارتفاع أسعار المنتجات الأخرى وكلفة العمل.

وبما أن العواصف الثلجية حدثت في منتصف يناير, فإن كثيرا من التأثيرات التضخمية للكوارث الطبيعية ستنعكس على فبراير/ شباط الجاري طبقا لمنظور كبير الاقتصاديين في المصرف الألماني فرع الصين ماغيون. وأضاف أن الضغط التضخمي الضمني أقوى حتى مما يوحي إليه الرقم الرئيسي ليناير, ومن المحتمل أن يصعد تضخم مؤشر الأسعار الاستهلاكية إلى قمتين جديدتين إضافيتين ليصل إلى 7,8 في المئة في فبراير و8 في المئة في مارس/ آذار المقبل».

وتكون التأثيرات الجانبية للطقس أخلَّت بسلسلة الإمداد لبعض المنتجات التي ستستغرق بعض الوقت لتتعافى من هذه الآثار, غير أنه مع تعافي الإمدادات ووضع سياسات الاقتصاد الكلي في موضعها سيخف الضغط في النصف الثاني من هذا العام وفقا لما نشرته صحيفة «تشاينا ديلي» الصادرة أمس (السبت) نقلا عن الاقتصادي بجامعة فودان شانغهاي صون لي جيان.

على صعيد آخر، ذكر المصرف المركزي انه مع فكرة تلطيف تأثيرات ارتفاع أسعار البضائع العالمية, سيعزز استخدام مزيد من المرونة في معدل الصرف لتقليل ضغوط التضخم.

وبالنسبة إلى المحللين فإن ذلك قد يعني أن المصرف سيسمح تسريع إعادة تقييم العملة الصينية (اليوان) بعد أن سجلت قيمة جديدة يوم (الأربعاء) الماضي أمام الدولار الأميركي بمعدل مكافئ مركزي بلغ 7,1452 للدولار الواحد وهو الارتفاع السابع عشر لليوان منذ مطلع هذا العام