تحتفل دولة الكويت اليوم (الاثنين) بالعيد الوطني الذي يصادف يوم 25 فبراير/ شباط من كل عام، فيما تحتفل غدا (الثلثاء) بعيد التحرير الذي يصادف يوم 26 فبراير من كل عام.
واستقلت الكويت وأصبحت دولة ذات سيادة في 19 يونيو/ حزيران 1961 عندما ألغى الشيخ عبدالله السالم الصباح اتفاق 23 يناير/ كانون الثاني 1899 الموقع بين الكويت وبريطانيا. وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1962 تم التصديق على مشروع الدستور وهو دستور مكتوب وضع عن طريق التعاقد من قبل مجلس تأسيس.
ووقعت «حرب الخليج الثانية» وتسمى أيضا بـ «حرب تحرير الكويت» و»عملية عاصفة الصحراء» بين العراق وائتلاف دولي من 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة وبتشريع من الأمم المتحدة.
بدأت الحرب بعد اجتياح الجيش العراقي لدولة الكويت في 2 أغسطس/ آب العام 1990 وانتهت في فبراير 1991. تألفت الحرب من جزئين رئيسيين وهما: حملة القصف الجوي على أهداف داخل العراق، والتوغل الأرضي لقوات التحالف داخل الأراضي العراقية، وامتدت على مساحة جغرافية شملت أراضي العراق والكويت والسعودية وتم فيها إطلاق صواريخ أرض- أرض وسكود عراقية بعيدة المدى على أهداف داخل «إسرائيل» والسعودية.
اجتياح الكويت
في مطلع فجر 2 أغسطس 1990 دخل الجيش العراقي الكويت وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى أنحاء الكويت.
قام الجيش العراقي بالسيطرة على الإذاعة والتلفزيون الكويتي وتم اعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا. بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية شملت جميع مرافق الكويت من أبسط المواد الغذائية على رفوف الأسواق إلى أجهزة طبية متطورة وبدأت حملة منظمة لنقل ما تم الاستحواذ عليه إلى العراق.
الوسائل الدبلوماسية
بعد ساعات من الاجتياح العراقي للكويت طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمرير القرار 660 والذي شجبت فيه الاجتياح وطالبت بانسحاب العراق من الكويت.
في 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا وقامت بالإجراء ذاته وفي 6 أغسطس أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.
بعد اجتياح الكويت أبدت السعودية مخاوف من احتمالية حدوث اجتياح لأراضيها وهذه الاحتمالية لعبت دورا كبيرا في تسارع الإجراءات والتحالفات لحماية حقول النفط السعودية التي إن سيطر العراق عليها كانت ستؤدي إلى عواقب لم يكن في مقدرة الغرب تحملها.
وصرح الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بأن الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح السعودية وسمى الحملة بتسمية «عملية درع الصحراء» وبدأت القوات الأميركية بالتدفق إلى السعودية في 7 أغسطس 1990 وفي اليوم نفسه الذي أعلن العراق فيه ضمه للكويت واعتبارها «المحافظة التاسعة عشر». وصل حجم الحشود العسكرية في السعودية إلى 500 ألف جندي.
في خضم هذه التطورات العسكرية صدرت سلسلة من قرارات لمجلس الأمن والجامعة العربية وكانت أهمها القرار رقم 678 من مجلس الأمن والذي أصدره في 29 نوفمبر 1990 والذي أعطى فيه 15 يناير 1991 موعدا نهائيا للعراق لسحب قواتها من الكويت وإلا فإن قوات الائتلاف سوف «تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 660».
قام وزير الخارجية الأميركي وقتها جيمس بيكر بجمع 34 دولة في ائتلاف ضد العراق وكان 74 في المئة من العدد الإجمالي للجنود التي تم حشدهم هم جنود أميركيون ووصل العدد الإجمالي لجنود قوات الائتلاف إلى 600 ألف جندي.
الحملة الجوية
في مطلع فجر 16 يناير 1991 أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته شنت طائرات الائتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب وبمعدل 1000 غارة جوية في اليوم. في 17 يناير 1991 قام صدام بإصدار بيان من على شبكة الإذاعة العراقية معلنا فيها أن «أم المعارك قد بدأت».
التوغل الأميركي على الأرض
في 22 فبراير 1991 وافق العراق على مقترح سوفياتي بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 أسابيع على أن يتم الإشراف على الانسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها «تعهدت» بأنها لن تقوم بمهاجمة القطاعات العراقية المنسحبة وأعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية بإكمال انسحابها من الكويت بالكامل.
في 24 فبراير 1991 بدأت قوات الائتلاف توغلها في الأراضي الكويتية وبعد 3 أيام تمت إعادة السيطرة على الكويت وكانت قوات الائتلاف تلاقي في طريق تقدمها أعدادا كبيرة من الجنود العراقيين الذين كانوا منهارين بكل ما تحمل الكلمة من معاني وبدأت وكالات الأنباء تصور مشاهد للجنود الذين قاموا بتسليم أنفسهم إلى قوات الإتلاف وكان معظمهم حفاة، جائعين، منهارين معنويا.
في 26 فبراير 1991 بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد أن أضرم النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والكويت، على رغم تعهد الجانب الأميركي بعدم استهداف القطاعات العراقية في حال انسحابها إلا أن هذا الخط الطويل من القطاعات العسكرية العراقية تم قصفه بقساوة شديدة.
في 27 فبراير 1991 أعلن جورج بوش الأب «تحرير الكويت» بعد 100 ساعة من الحملة البرية.
العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ