أشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو اللجنة العليا للتقويم البحريني عبداللطيف المحمود خلال مشاركته في دورة «معايير دخول مواقيت الصلوات والأشهر الهجرية فلكيّا» التي عقدت أمس (الثلثاء) في بيت القرآن إلى أنه يمكن الأخذ برأي الفلكي مع إجماع الفلكيين على قضية معيّنة بعد أن تطوّر العلم والتكنولوجيا.
وأوضح المحمود في الندوة التي أقيمت تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبتنظيم من إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية أن «أرضية علم الفلك وأساسياته انتقلت من عندنا إلى العالم، وبالتالي فإن المحاولات الحسابية ليست جديدة، ولكن السؤال: هل يُعتمد على الحاسب الفلكي؟، والجواب هو: نحن لا نعتمد على حساب حاسب فلكي واحد فقد يخطأ في الحساب ولكن نعتمد على مجموعة من المراصد أو الفلكيين»، موضحا أنه «يكاد يكون هناك اتفاق في كتب الفقه في كل المذاهب على أنه لا يؤخذ برأي الحاسب الفلكي لأن في حسابه شكّا واحتمال خطئه وارد، إلا أنه ومع إجماع الفلكيين على قضية معينة وتطوّر العلم والتكنولوجيا يمكن الأخذ برأي الفلكي».
وأشار في ورقته «الرأي الفقهي في الاعتماد على حساب الحاسب الفلكي» إلى أهمية الخروج برؤية واضحة للتقريب بين الآراء المختلفة في مسألة دخول وخروج الأهلة وتجنّب الاختلاف حفاظا على وحدة المسلمين.
وأشار المحمود إلى أن الحساب الفلكي اليوم أصبح حسابا يقينيّا وليس ظنيّا، لافتا إلى «ما أقرته منظمة المؤتمر الإسلامي في التوفيق بين رأي عالم الشريعة ورأي العالم الفلكين، إذ توصلت جلسات المؤتمر الإسلامي إلى أن قول الفلكي يؤخذ به في نفي الإثبات لا في إثبات دخول الشهر، أي إذا قال علم الفلك إن الهلال غرب قبل الشمس وجاء أحد وقال إنه رأى القمر فلا تقبل شهادته حينئذ».
من جهته، تطرّق أستاذ الفيزياء الفلكية المساعد بجامعة البحرين وعضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية البحرينية محمد العثمان في ورقته التي حملت مقدمة في علم الفلك، إلى الفرق بين علم الفلك وعلم التنجيم، مشيرا إلى أن القياس الفلكي معروف منذ آلاف السنين، ولكن حدثت عمليات تقنين حولت القياسات إلى أرقام وحقائق، وبالتالي تمّت عمليات حساب موقع الشمس والقمر والنجوم وغيرها، مؤكدا ضرورة اتخاذ علم الفلك وسيلة إلى حل المسائل المثارة في هذا الجانب.
العدد 2000 - الثلثاء 26 فبراير 2008م الموافق 18 صفر 1429هـ