دشن وزير الصحة فيصل الحمر مساء أمس (الخميس) الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة في البحرين في قاعة المؤتمرات بفندق كراون بلازا بحضور كبار مسئولي الوزارة وعدد من المدعوين.
وقال وزير الصحة في كلمة له خلال الحفل: «إن هذه الاستراتيجية التي ندشنها الليلة تمثل لنا خريطة اتفقنا على استخدامها للوصول إلى الأهداف التي يتطلب منا العمل سويّا لتحقيقها، شاملة تحسين الصحة من خلال التقليل من انتشار الأمراض المزمنة، تخفيض المخاطر الصحية على الأفراد الأصحاء والخالين من الأمراض وتمكينهم من المحافظة على مستوى قدراتهم الصحية، تعزيز المسؤولية الذاتية للمواطنين وتمكينهم للعيش وفق أساليب حياتية صحية، إشراك قطاعات أخرى من خارج القطاع الصحي لتكون لسياساتها وبرامجها تأثير عميق في الصحة، وجعل مملكة البحرين رائدة في مجال الصحة في منطقة الخليج العربي وأن تحصل على التقدير الدولي».
وأكد الحمر أن «هذه التحديات تتطلب منا التنسيق والعمل الجاد المبني على أسس علمية دقيقة واختيار التدخلات والبرامج التي ثبت نجاحها وانسجمت مع بيئتنا العربية الإسلامية».
وأضاف الوزير: «إن هذه الاستراتجية لا بد أن تترجم إلى أفعال قابلة للقياس ومدى تأثيرها لإحداث التغير المطلوب في سلوكيات المواطنين الصحية، وتمكينهم للتمتع بنوعية عالية من الحياة السليمة وصحية، وتحقيق رفاهية صحية جسدية وعقلية واجتماعية، التي بلا شك سيكون مردودها مزيدا من الإنتاجية؛ لدفع عجلة التطور والنماء في هذا الوطن العزيز». في الوقت الذي أشار إلى أن «الاستراتجية عمل على وضعها ومناقشتها ودراستها مجموعة من الخبراء العالميين والبحرينيين المتخصصين، وساهمت في بنائها مؤسسات دولية، تمت صياغتها بعد مداولات ومناقشات ليضاف لها الطابع الوطني الذي يتماشى مع قيمنا الدينية الحنيفة، وتقاليدنا وموروثاتنا التي تشكل هويتنا العربية العريقة».
فيما أشاد الوزير في كلمته بـ «الدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة من وزارت وهيئات ومحافظات وبلديات ومؤسسات القطاع المدني من جامعات ونوادٍ وأفراد؛ لجهودهم المتواصلة ولدعمهم واستجابتهم لما يقوم به مجلس تعزيز الصحة من برامج وأنشطة وفعاليات وبرامج».
من جهته عرض الوكيل المساعد للتدريب والتخطيط بالوزارة فوزي أمين الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة، وأكد أمين على أن من أهم أهدافها الحد من انتشار الأمراض غير المعدية وخفض المخاطر الصحية على الأفراد السليمين وخلق درجة أعلى من الوعي بشأن المسائل الصحية الرئيسية وتعزيز المسئولية الذاتية فيما يتعلق بالصحة بين المواطنين البحرينيين، بالإضافة إلى إشراك قطاعات أخرى وحقول من خارج القطاع الصحي يكون لسياساتها وبرامجها التأثير العميق على الصحة والاستعانة بالقّيم البحرينية الثقافية والدينية لتحقيق نوعية أفضل للحياة ودمج النشاطات القائمة في مختلف الحقول لتشكيل توجه شامل لتعزيز الصحة والانسجام مع الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية القائمة.
وأوضح أمين «أما رؤية الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة في البحرين فتتمثل باتباع مواطني البحرين أساليب حياتية صحية، بحيث يتمتعوا بنوعية عالية من الحياة، ويتمكنوا من تحسين صحتهم والسعي لتحقيق رفاهية صحية جسدية وعقلية واجتماعية شاملة وأن يساهم المواطنون الأصحاء والمنتجون في دفع البحرين لتصبح دولة حديثة مزدهرة «.
وتحدث أمين عن المبادئ الإرشادية في تعزيز الصحة، موضحا أن الأفراد يحتاجون إلى تمكينهم من السيطرة على صحتهم وبيئاتهم واتخاذ الخيارات المؤدية إلى الصحة والتوجه المتكامل لتعزيز الصحة بالشراكات الفاعلة وإشراك المجتمع الأهلي والالتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية والولاء للبحرين، وأشار إلى أن المبادئ الإرشادية تعكس المعتقدات الأخلاقية والسلوكية والقيم الأساسية للمملكة وهي تتناغم مع القيم العربية والإسلامية وتعكس أساسيات تعزيز الصحة الموجودة في ميثاق أوتاوا، كما أن القطاع الصحي لا يمكنه أن يؤمن المعطيات الأساسية للصحة الجيدة لوحده ولابد من التركيز على إشراك القطاعات ذات العلاقة بصورة فاعلة.
وكان الوكيل المساعد للتدريب والتخطيط فوزي أمين أعلن في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي عن النتائج الأولية للمسح الوطني لمدى انتشار الأمراض المزمنة لمجلس تعزيز الصحة في المملكة، ونوه إلى أن بعض مشروعات الوزارة الصحية بدأت قبل إنشاء مجلس تعزيز الصحة مثل مشروع مكافحة الأمراض الوراثية ومشروع مكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز وغيرها، وتشترك البرامج والمشروعات في اعتمادها على الجانب الوقائي من خلال الشراكة بين جميع الجهات ذات الصلة مثل المحافظات والوزارات.
وأضاف أمين «وقد طلب من المجلس وضع الاستراتيجية وبدأنا بالوصول إلى اتفاق عام لنعرف إلى أين نتجه».
العدد 2002 - الخميس 28 فبراير 2008م الموافق 20 صفر 1429هـ