وأنا أشاهد ما تبثه قناة الأقصى من صور حية للوضع المأسوي في غزة الأبية الصامدة، لا أملك إلا أن أقول «حسبنا الله ونعم الوكيل» وأكرر وأقول «حسبنا والله ونعم الوكيل» ألف مرة، والله أن القلب ليتفطر عندما يرى تلك المناظر وأشلاء الأطفال الممزقة والنساء يصرخن ولا مغيث لهن إلا الله جل وعلا، والله أن العين لتدمع بدلا من الدمع دما والقلب ينزف دما كذلك.
لمثل هذا يموت القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
أين أمة العرب... أين هم؟ أين أمة المليار؟
ما أكثر الإخوان حينما تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
تحية إجلال وإكبار إلى أولئك الأشاوس الأبطال في أرض الرباط وأرض المحشر. ولكن لا أقول إلا «لكم الله والجنة يا أهل غزة وعذرا يا أهل غزة هاشم... الله ينصركم على الصهاينة والخونة والعملاء.
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
في حين نزيف وشلالات الدم في غزة لا تتوقف والفضائيات العربية لا تتوقف حتى وقفة حداد لأجل الضحايا من الأطفال والنساء، بل تزيد الطين بله وتواصل في بث سمومها من البرامج الهابطة من الأغاني الماجنة وأفلام العهر والعري ومسلسلات الوهن والوهم والضعف وكأن شيئا لم يحدث، ولو أن هؤلاء كانوا أوروبيين أو أميركان لقامت الدنيا ولم تقعد من أجل هؤلاء، ولكن... «قتل رجل واحد بغابة جريمة لا تغتفر... وقتل شعب بأكمله مسألة فيها نظر».
لا عذر لنا عند الله... مَنْ لأطفال غزة... قلوبنا معكم يا أهل غزة.
عبدالله يوسف
العدد 2009 - الخميس 06 مارس 2008م الموافق 27 صفر 1429هـ