أفصح استشاري طب الأطفال والجهاز العصبي بمجمع السلمانية الطبي أيمن خليل أن من أهم أسباب الإصابة بالصرع العيوب الخلقية للدماغ والعيوب الخلقية للأوعية الدموية الدماغية وإصابات الرأس والجلطات الدماغية والالتهاب السحائي الدماغي بالإضافة إلى بعض المشكلات التي تحدث خلال عملية الولادة مثل عسر الولادة ونقص الأوكسجين وولادة الخدج.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها خدمات الصحة المدرسية بالرعاية الصحية الأولية وقسم الأطفال بمجمع السلمانية ورابطة طب الأطفال البحرينية صباح أمس (الخميس) في مبنى رفيدة بالتعاون مع وحدة الإرشاد الصحي بإدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم عن المشكلات الصحية المزمنة لدى طلاب المدارس برعاية الوكيلة المساعدة للرعاية الأولية والصحة العامة مريم الجلاهمة للمرشدين الاجتماعيين والمعنيين بالصحة المدرسية وبمشاركة كبيرة من المدارس الحكومية والخاصة.
وعن كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالصرع بيَن استشاري طب الأطفال والجهاز العصبي أيمن خليل «يجب الإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الطفل وعدم تعويده على الخجل من مرضه حتى لو أصابته النوبة التشنجية داخل المدرسة أو الملعب، وعدم إخفاء المرض عن الأصدقاء بل يجب توضيح الأمر لهم وتوضيح كيفية التصرف في حال حدوث النوبة، وتفادي تعويد الطفل على استعمال المرض عذرا للتغيب عن المدرسة أو الابتعاد عن النشاطات الاجتماعية والرياضية».
واستطرد خليل»يجب على العائلة عدم التعامل مع الطفل المصاب بالتشنج بطريقة تختلف عن إخوته لأن الطفل قد يستخدم الحالة كأسلوب لجذب الانتباه أو زيادة الاهتمام به، وأن يتم تعريف جميع أفراد العائلة كيفية التعامل مع الطفل المصاب في الأسرة حتى لا تحدث حالة من الفزع في المنزل عند غياب الوالدين».
طفلان من كل صف دراسي تُحتمل إصابتهما بالربو
إلى ذلك تطرق رئيس قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي علي إبراهيم إلى الربو لافتا إلى أن نحو طفلين أو أكثر في كل صف دراسي يحتمل أن يكونوا مصابين بالربو الذي يعرف بأنه التهاب مزمن في المجاري التنفسية في الرئتين يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة يعاني المصاب فيها من صعوبة في التنفس وصفير، وتشكل كلفة علاج الربو من 1 إلى 2 في المئة من الكلفة الإجمالية على الصحة في الاقتصادات النامية خصوصا أنه من أكثر الأمراض شيوعا عند الأطفال وسبب رئيسي للغياب عن العمل والدراسة، وأشار إبراهيم إلى أنه كلما زاد عدد المرضى المصابين بحالات شديدة زادت إمكانية الوفيات من جراء المرض.
وأكد إبراهيم على ضرورة اتباع خطة العلاج لكل مريض على حدة وتجنب التعرض للعوامل التي تثير النوبة وسوء حالة الربو مثل الحيوانات الأليفة وعثة الغبار والصراصير وغبار الطلع والحشائش والأشجار والفطريات داخل وخارج المنزل ومتابعة المريض مع الطبيب المختص.
من جهتها قالت الوكيلة المساعدة للرعاية الأولية والصحة العامة مريم الجلاهمة «تعتبر الأمراض المزمنة من المشكلات الصحية الأكثر شيوعا ونسبة الإصابة بها تتزايد في الكثير من البلدان وخصوصا لدى الأطفال كما تشكل عبئا كبيرا على الأهل والمجتمع إضافة إلى كلفتها الاقتصادية الباهظة للحكومات، وقد قامت وزارة الصحة بتنفيذ عدد من البرامج الوقائية الشاملة لها من خلال الأهداف المتعلقة بالخدمات الصحية المباشرة والتي نفذ منها كل من الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة وإنشاء مجلس تعزيز الصحة وتدشين استراتيجية تعزيز الصحة وتنفيذ البرنامج الوطني للصحة المدرسية ووضع الإرشادات الإكلينيكية للأمراض المزمنة والانتهاء من المسح الوطني الصحي للأمراض المزمنة غير المعدية».
وأضافت الجلاهمة «كما تستمر الوزارة في تطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية وتوفير الرعاية الشاملة لجميع فئات المجتمع من خلال برنامج فحص الطلبة للكشف عن أمراض الدم الوراثية وقانون الفحص الطبي للمقبلين على الزواج اللذين نجحا في خفض نسبة الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي انخفاضا كبيرا كما أن برامج التوعية والتأهيل والعلاجات الحديثة لمرض الربو والصرع ووجود عدد من ممرضي وممرضات الصحة المدرسية ساهم في التعايش مع هذه الأمراض والحد من مضاعفاتها».
إلى ذلك أفادت رئيسة خدمات الصحة المدرسية مريم الملا هرمس الهاجري إن الهدف من الورشة هو توعية المعنيين بالصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم وممرضي وممرضات الصحة المدرسية بكيفية التعامل مع المشكلات الصحية المزمنة التي يعاني منها الطلبة والطالبات داخل المدرسة ومكافحتها والوقاية من مضاعفاتها ودرء أخطارها حفاظا على صحتهم وتحصيلهم العلمي، وتمكين المشاركين من التعرف على أهم الأمراض الصحية المزمنة التي يعاني منها الطلبة والطالبات وكيفية اكتشافها مبكرا والتعامل معها، وتسليط الضوء على مضاعفات هذه الأمراض والعمل على منع حدوثها وكيفية التصرف عند حدوث أية مضاعفات مصاحبة لها.
تناولت الورشة مختلف الأمراض المزمنة التي يعاني منها بعض طلاب المدارس مثل الربو وأمراض الدم الوراثية ومرض الصرع وكيفية التعامل مع الطلاب المصابين بها وشارك في تقديم المحاضرات استشاري طب الأطفال وأمراض الدم حسين المخرق.
العدد 2009 - الخميس 06 مارس 2008م الموافق 27 صفر 1429هـ