العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ

عثرات أميركا أضعفت نفوذها لدى «أوبك»

باعدت عثرات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بين واشنطن وبعض حلفائها القدامى في المنطقة وجعلت منظمة «أوبك» أقل حرصا على انقاذ أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم من أسعار نفط قياسية تعصف باقتصاد أميركي هش بالفعل.

وتوترت الأجواء في البيت الأبيض هذا الأسبوع بعد رفض «أوبك» دعوات الولايات المتحدة لتعزيز الإنتاج ما ساهم في ارتفاع النفط إلى مستوى قياسي جديد فوق 100 دولار للبرميل. ويعزو مسئولون في «أوبك» ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 106 دولارات أمس ألأول (الجمعة) إلى سوء إدارة الاقتصاد الأميركي.

وأبرزت التصريحات توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين قدامى مثل السعودية وهي العلاقة التي اختبرتها حرب العراق والمواجهات بشأن برنامج إيران النووي وإيقاع الجهود الأميركية لدفع محادثات السلام في الشرق الأوسط.

وقال الاستشاري في مجال الطاقة ديفيد غولدوين «مشكلة البيت الأبيض الأساسية هي افتقاده الصدقية في القضايا التي تهم أوبك ومن ثم لا يحرص على منحنا متنفسا بشأن السعر».

وقال غولدوين «لا يوجد دافع لديهم الآن لمساعدتنا بزيادة الإنتاج».

وقال البيت الأبيض إن بوش «خاب أمله» بفعل قرار أوبك عدم تغيير الإنتاج عندما اجتمعت في فيينا (الأربعاء) الماضي بعدما قال الرئيس الأميركي إن المنظمة ترتكب خطأ بسماحها لارتفاع أسعار الطاقة بزيادة إأضعاف اقتصاد الولايات المتحدة الأكثر استهلاكا للنفط في العالم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو (الخميس) الماضي: «إذا كانت أوبك قد قررت أنها لن ترفع الإنتاج فإنه لا يوجد الكثير الذي يستطيع الرئيس أن يفعله. نحن لا نتحكم في قراراتهم».

ويقول محللون إن بعض قائدي السيارات الأميركيين الذين يعانون بالفعل من جراء أزمة الرهن العقاري قد يواجهون أسعارا للبنزين فوق 4 دولارات للغالون هذا الصيف بما يتجاوز المتوسط القياسي 3,22 دولارات للغالون المسجل في مايو/ أيار الماضي.

وكان ارتفاع كلفة الطاقة دفع إدارة بوش إلى الدعوة للحد من اعتماد الولايات المتحدة على النفط ما أثار قلق بعض المنتجين من احتمال تآكل الطلب على النفط لصالح أنواع بديلة من الوقود مثل الايثانول.

ويقول غولدوين: «إن السعودية هي البلد الوحيد بمنظمة أوبك الذي يستثمر الكثير لزيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة. وتعتزم المملكة زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 12 مليون برميل يوميا بنهاية 2009 مقابل نحو 10,5 ملايين برميل يوميا الآن».

وأضاف غولدوين «السعوديون يعطون الإدارة كل ما طلبته بالفعل. إنها دول الخليج العربية الأخرى هي التي لا تستثمر».

ويقول محللون إن السعودية ربما تنتج فوق حصتها لضمان حصول الأسواق على كميات كافية من النفط لكن دولا أخرى بمنظمة أوبك مناهضة صراحة للولايات المتحدة مثل إيران وفنزويلا قد لا تبدي أي تعاطف لمشكلات الاقتصاد الأميركي.

وقال محلل أبحاث الطاقة لدى ليمان براذرز جيمس كراندل: «أستطيع القول إن السعودية تنتج أكثر من حصتها لكن هناك الكثير من عدم الاتفاق في أوبك أيضا».

العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً