العدد 2012 - الأحد 09 مارس 2008م الموافق 01 ربيع الاول 1429هـ

«يوم الشهداء» في البحرين لايزال غير موحد

بعد أن فشلت الجهود والمساعي المتكررة المبذولة لاتفاق القوى السياسية في البحرين على تاريخ محدد للاحتفال بذكرى يوم للشهداء، بدأت الجمعيات السياسية تنظم كل على حدة احتفاليتها الخاصة لإحياء هذه الذكرى، ولو بمسميات مختلفة، في انتظار مبادرة موحدة توحد الصف السياسي أخيرا وتحدد تاريخا بعينه يناسب كل القوى السياسية.

تبدأ جمعية المنبر التقدمي من جانبها نوعا من إحياء الذكرى أطلقت عليه مسمى «يوم الوفاء» وذلك في احتفالية فنية الطابع تقيمها مساء غد (الثلثاء). عن هذه الاحتفالية يقول الأمين العام للجمعية حسن مدن: «لا علاقة لاحتفالنا في المنبر بيوم الوفاء باحتفالية يوم الشهداء، فهما موضوعان مختلفان تماما، فيوم الوفاء هو احتفالية خاصة بالتيار السياسي الذي يمثله المنبر، وهو يوم للوفاء لجميع المناضلين والذين قضوا في المنافي والسجون ولا يقتصر على الشهداء فقط». وفي الوقت الذي يؤكد فيه مدن أن جمعيته لاتزال تؤيد فكرة الاتفاق على يوم محدد لجميع القوى السياسية البحرينية تحيي من خلاله يوم الشهداء، يشير إلى حرص المنبر على أن يكون تاريخ هذا اليوم واقعا في شهر مارس/آذار لما له من رمزية لدى كل القوى السياسية في البحرين.

«يوم الوفاء» الذي تقيمه المنبر مساء غد يتخذ طابعا فنيا أكثر منه خطابيا، فقد اشتمل برنامجه على عرض لمنحوتات وأعمال ومشغولات يدوية للمعتقلين السابقين، إلى جانب عرض عدد من الفقرات الموسيقية والأفلام الوثائقية الخاصة بالمناسبة، بالإضافة إلى فقرات غنائية وشعرية، وعنه يقول مدن: «حرصنا على أن يكون المهرجان فنيا ذا طبيعة سياسية، وستتم دعوة كل القوى السياسية للمشاركة في هذا المهرجان الخاص بالمنبر».

من جانبها تحيي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أسبوعا كاملا مطلع شهر أبريل/ أيلول المقبل أطلقت عليه صراحة عنوان «أسبوع الشهداء»، وتقدم من خلاله عددا من الفعاليات ومنها حفل الافتتاح، معرض الشهداء، العزاء المركزي، أوبريت الشهادة، مسرح الشهادة والختمة القرآنية. وجاء اختيار الوفاق للأسبوع الأول من شهر أبريل بعد أن فشلت كل المساعي التي قادت من أجل التوافق على تاريخ موحد لإحياء المناسبة.

وكانت عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية دعت في وقت سابق إلى اختيار يوم توافقي للاحتفال بذكرى يوم الشهداء، ورأت الفعاليات أن يوم 11 مارس/ آذار من كل عام يُعَدُّ يوما مناسبا للاحتفال بذكرى الشهيد، بدلا من اختيار أحد أيام العيد الوطني الذي أثار في الأعوام الماضية انقسامات داخل نسيج المجتمع البحريني.

وعلّلت تلك الفعاليات اختيار يوم 11 مارس كونه يصادف سقوط عدد من شهداء الحركات الوطنية المختلفة وفي مقدمتها شهداء انتفاضة العام 1956 والانتفاضة العمالية في العام 1965 وانتفاضة التسعينيات في العامين 1995 و1996، ما يعني أنّ هذا اليوم يُعَدّ قاسما مشتركا بين المكونات الوطنية والسياسية للشعب البحريني خلال ثلاث حقب هي الخمسينات والستينات والتسعينات.

يُذكر أن فكرة اختيار يوم توافقي لاستذكار الشهداء كانت قد طرحتها جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي وأعادها بقوة الناشط الشيخ صلاح الجودر في إحدى المبادرات التي قادها وشهدت قبولا من كثير من القوى السياسية وعلى رأسها الوفاق.

يذكر أن عددا من الفعاليات الشعبية وبعض القوى السياسية درجت على إحياء ذكرى شهداء البحرين بتاريخ السابع عشر من ديسمبر والذي يتزامن مع ذكرى العيد الوطني، الأمر الذي تسبب على مدى سنوات في الحوادث والتوترات الأمنية المؤسفة كان آخرها سقوط الشاب علي جاسم مكي نتيجة الاختناق من خلال التظاهرات التي جرت في منطقة جدحفص.

العدد 2012 - الأحد 09 مارس 2008م الموافق 01 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً