العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ

جائزة التخييم... مشروع مصافحة للبيئة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

18 مارس 2008

«كم جميل لو بقينا أصدقاء...»، ربما ستكون هذه العبارة الشهيرة المغناة هي لسان حال منطقة التخييم وهي ترى مرتاديها قد أفلوا وحان موعد اقلاعهم عن ربوعها، وقد تكون منطقة الصخير التي احتضنت قرابة الـ 30 ألف مخيم هذا العام محظوظة، حينما أجبرت كثيرين على عقد مهادنة يتم بموجبها الحفاظ على مقدرات الحياة الفطرية والالتزام بمبادئ الأمن والسلامة والنظافة في البر، مقابل ان تحظى مواقعهم برضا لجنة مسابقة التخييم.

مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وبحسب فعاليات عدة ساهمت وبشكل كبير في تلافي بعض التجاوزات التي كانت تمارس بحق البيئة الصحراوية في اعوام سابقة، وبات المخيمون احرص من أي وقت مضى على إعطاء انطباع راقٍ للجنة المسابقة بشأن تعاملهم السليم في كل ما يتصل بالحياة الطبيعية.

كانت لجنة المسابقة التي حملت على عاتقها مهمة اختيار المواقع التخييمة الملتزمة بالشروط الثلاثة (الأمن والسلامة والنظافة)، على مدى شهرين والنصف الشهر أشبه بخلية نحل لا يهدأ لها بال إلا برؤية هذا المخيم او ذاك قد صحح اوضاعه ليستطيع عندها الترشح للجائزة الأسبوعية.

وعن ذلك، يقول عضو لجنة التخييم فيصل الزدجالي إن اللجنة زارت في أحد الأيام وبغضون خمس ساعات قرابة الـ 350 موقعا تخييميا، وذلك في إطار جولتها التقييمية، مشيرا إلى ان اللجنة عاهدت سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ان تكون عند حسن ظنه وان لا تألو جهدا في كل ما من شأنه دفع الوعي البيئي لدى الاقراد نحو الأفضل والسعي إلى جعل المخيم صديقا للبيئة.

وعلى رغم قلة عدد أعضاء لجنة المسابقة، وهم على التوالي: زكريا خنجي، محمد السيسي، توفيق صالحي، جاسم هزيم، خالد فارس، فيصل الزدجالي، شوقي الشاعر، فإن التعاون الذي كان يلازمهم طيلة الوقت ذلل كل العراقيل والصعوبات.

الأجواء التي رافقت مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على أرض الصخير كانت فيها اعين وقلوب أصحاب المخيمات تدق وتتسمر مع كل يوم سبت (موعد الاعلان عن الموقع الفائز)، إذ ليس أجمل من ان يكلل صاحب المخيم جهده إلا وقد ضمن لنفسه الجائزة التي تعني له الكثير.

زهاء الثلاثة أشهر ظلت منطقة التخييم بمنأى وعلى غير المعتاد عن أي معكرات، قد تفسد عليه هذه الاجواء الاحتفالية السنوية، اللهم الا في تجاوزات «فردية بسيطة وحدوثها أمر وارد، بتواجد شرائح من مختلف الطبقات في البر»، بحسب تعبير أحد الأعضاء.

بر الصخير، ابتسم هذه المرة بعد أن كان لفترة ماضية يئن من العبث بما يحويه من طبيعة جميلة، ردت عافيته هذه المرة بفضل تكاتف المعنيين، كما أن الأعضاء يطمئنون الإعلامين بالقول «العام المقبل سنرى تطورا أكبر من خلال جعل البيئة الصحراوية واحة أجمل».

ورغم استحداث هذه الجائزة الرائدة فإن اعضاء مسابقة التخييم، تحدثوا وفي اكثر من مناسبة عن صعوبات واجهتهم، أبرزها الغياب المستمر لأصحاب المخميات عن مواقعهم أثناء الزيارة الميدانية بغية التقييم، ما ساهم في إرباك مهماتهم التي انيطت على عاتقهم حمل هذه المهمة.

وهذا الغياب الذي يستمر أحياناُ إلى فترة ما بعد الشفق - وهي الفترة التي يهم فيها الأعضاء لمغادرة المنطقة نظرا إلى التزاماتهم الكثيرة - لا يعرف سببه حتى الآن، إلا أن مصادر تعزوها إلى انشغال بعض أصحاب المخيمات بوظائفهم التي تستمر بعضها إلى فترة ما بعد الظهر.

وبرزت إلى السطح كذلك مشكلة أخرى، حينما بدأ ذوو المخيمات في منتصف فبراير الماضي يزيلون مواقعهم بمناسبة انتهاء فترة عطلة الربيع. وبيّن الاعضاء أن مجموعة كبيرة من هذه المواقع كانت مرشحة وبقوة لنيل الجائزة، لكنها فضلت الانسحاب لارتباطات خاصة.

ومع ذلك، فان الأعضاء ذاتهم قللوا في الوقت نفسه من هذا الاجراء الأخير، مشيرين إلى أن المنافسة محتدمة وعلى أشدها بين عشرات المواقع.

من جانبه، اقترح عضو لجنة المسابقة خالد فارس حلا للخروج من هذه الإشكالية وذلك عن طريق تخصيص رقم ساخن للمواقع الراغبة في زيارة اللجنة لها، والاتفاق على موعد مسبق يتم تحديده بين الطرفين ما يساعد على اختصار الوقت والجهد وضمان أن ذوي المخيمات متواجدون هناك.

العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً