(أ) ابراهيم الشيخي، ربما قليلون من قرأوا وتابعوا هذا الصوت المتميز والمتفرد في لغته ورؤياه. شاعر ضمن شعراء كثيرين كُتب عليهم في هذا الزمن الرمادي أن يتواروا، وأحيانا كثيرة تتم مواراتهم كي لا يفضحوا الكثير مما حسبناه شعرا طوال عقود، فيما هو ثرثرة محضة.
مركب وهم أزرق وموج من الوريد إلى الوريد
رحله لكشف الذات ما بين الجهات الأربعه
أول شعاع الشمس صحوه وآخره جثة شهيد
والبحر يبكي شايل الجثه على راس اصبعه
على أمل قطع المسافه لكن المرسى بعيد
والريح تعزف داخل اعماقي أنين الأشرعه
بداية الرحله جليد ويمكن آخرها جليد
والمرحله بين البدايه والنهايه معمعه
إيدٍ تودعني هنا وهناك تستقبلني إيد
هيهات يستقبل غريب الدار حضن مودِّعه
امتعتي احلام وطموح وشيْ من نزف القصيد
لهناك تحملني تخيَّل شخص تحملْه أمتعه
في داخلي صوتٍ يقول ارجع وسافر من جديد
يمكِّن تحصِّل نصفك المفقود وتسافر معه
ما ينبني حاضر مجيد إلا على ماضي تليد
وعذوبة آخر جدول الما من عذوبة منبعه
وانا وحيد وميزتي في هالحياة أني وحيد
أحيان يتبعني ظلالي وان تراجعْتْ اتبعه
يجوز ما ادري وش هي اهدافي ولا ادري ويش اريد
بس أعرف اني منفرد لا يمكن آكون امَّعَه
عندي يقين ان الحياة اضداد والشي الأكيد
ان احتكام الضيق مهما طال مفتاح السعه
وان البشر بذرة قدَر ما بين مزروع وحصيد
وان القدَر في ظرف لحظه يحصد اللي يزرعه
وان الخساره حمق متضرّر وحنكة مستفيد
وان الفتى يجمع لعمره وانْ عمره يجمعه
وان افضل المكروب ما يُفرج به الكرب الشديد
والخير درء الشر واقصاء المضرّه منفعه
عقدين وانا استعبد الأحرار وآحرّر عبيد
في مملكة فكري وقدراتي جيوش موزعه
اعيش ما عاشوا ملوك الأرض في ثوب الزهيد
في زحمة الشارع وكني في سكون الصومعه
فراستي تكشف قناع ابلد ذكي واذكى بليد
المشكله في هالزمن حتى للاصوات اقنعه!
(ب) نص فيه الكثير من البهاء والنماء والرواء والعطاء من دون أن ننسى الماء!.
العدد 2023 - الخميس 20 مارس 2008م الموافق 12 ربيع الاول 1429هـ