العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ

«بنا»: زيارة العاهل لواشنطن تعطي دفعة قوية لعلاقات متميزة

تعطي زيارة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للولايات المتحدة الأميركية مؤشرا جديدا على تنامي العلاقات بين البلدين وتطورها في اتجاه المزيد من التعاون المثمر الذي يصب في مصلحة الشعبين الصديقين ولاسيما في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم وما تفرضه من ضرورة إرساء قواعد العمل المشترك في كل المجالات لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية على الصعيد العالمي.

وتعكس هذه الزيارة ما تتميز به علاقات البلدين من خصوصية إذ إنها تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط على زيارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إلى البحرين في يناير/ كانون الثاني الماضي كأول زيارة رسمية لرئيس أميركي للبحرين ما يشير إلى حرص قيادتي البلدين على تبادل الآراء والمقترحات بشكل مستمر لتعزيز علاقتهما ورغبتهما في إضافة مزيد من الإنجازات والنجاحات إلى رصيد العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والتي تخطت مئة وخمسة عشر عاما.

وتنفرد العلاقات البحرينية الأميركية بعدة خصائص مهمة تجعل منها أنموذجا في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة وهو ما يتضح من خلال ما تشهده هذه العلاقات من تقارب على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية الأمر الذي من شأنه الإسهام في صياغة رؤية مشتركة لترسيخ دعائم التعاون القائم بين البلدين.

ففي الجانب السياسي يبدي البلدان توافقا واضحا في الكثير من المواقف الدولية وخصوصا فيما يتعلق بضرورة تعزيز التعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم وتدعيم التعاون بين الدول واحترام الشرعية الدولية لتحقيق الاستقرار في العالم على نحو يساهم في توفير المناخ الملائم لدفع عجلة التنمية والتغلب على كل التحديات التي تواجه دول المنطقة، فضلا عن بروز دور السياسة الخارجية البحرينية المتوازنة والفاعلة التي تقوم على أسس العمل المشترك من أجل تحقيق أسباب السلام والعدالة والتوازن في الشرق الأوسط وهو ما تجلى واضحا في الشكر والتقدير الذي وجهه الرئيس الأميركي جورج بوش إلى جلالة الملك عبر الأقمار الاصطناعية في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 لاهتمام جلالته بالحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق وبدور جلالته في تعزيز وتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والبحرين.

أما على الصعيد الاقتصادي فقد وقعت مملكة البحرين اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة لتكون بذلك الدولة الخليجية الأولى التي تحظى بمثل هذه الاتفاقية مع أكبر شريك اقتصادي في العالم الأمر الذي يعد مكسبا كبيرا للبلدين ونقلة نوعية على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما في مختلف المجالات.

وفي المجال الأمني والعسكري يعد التعاون بين البلدين دعامة للأمن والاستقرار في منطقة الخليج كذلك جاء التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب ليعطى للتشاور والتنسيق بين البلدين بعدا جديدا يستهدف تحقيق الاستقرار والقضاء على مسببات العنف والتوتر في المنطقة، كما عمل البلدان خلال السنوات الماضية على تعزيز التعاون بينهما من خلال التدريبات المشتركة إلى جانب توقيع اتفاقية أمنية في مجال التعاون الأمني الداخلي في يونيو/ حزيران 2007م التي تأتي تتويجا للتعاون الوثيق بين البلدين ورغبة في ضمان التعاون المستمر من أجل إرساء وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.

ومما لاشك فيه أن زيارة عاهل البلاد للولايات المتحدة ستعطي دفعة قوية لعلاقات البلدين على الصعيد الثنائي، إذ تركز زيارة جلالة الملك على بحث سبل تنمية العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين فضلا عن تطورات القضايا الإقليمية والدولية الراهنة التي يشترك الطرفان في المساهمة الفاعلة في معالجتها تأكيدا منهما على أهمية المساعي الحثيثة لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط وتسريع وتيرة الجهود المشتركة على الصعيد العالمي من أجل الخروج بالمنطقة من ضيق الصراعات إلى آفاق التنمية الرحبة.

العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً