تختتم مساء اليوم فعاليات «مهرجان التسامح الثاني» الذي تنظمه جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية، احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف. وقد تم عرض مجموعة من اللوحات الفنية الحديثة، التي تتناول موضوع التسامح بين المذاهب والأديان.

وشارك عددٌ من الفنانين والفنانات من الطائفتين الكريمتين في المرسم الحر الذي سيختتم مساء اليوم (الإثنين)، بتنظيم أمسية تلقى فيها كلماتٌ وقصائد شعرية بهذه المناسبة العطرة.

الفنانة وضحى سبت (مدينة حمد) رسمت لوحة عن غار حراء حيث تقع في مدخله حمامة بيضاء، وينزل النور من السماء بالآية الكريمة: «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، في مطلع الرسالة النبوية، مع المنارة والكتاب المعجزة، بينما تشير بعض الأوراق المكعبة السوداء المتساقطة إلى المشركين الذين أغلقوا قلوبهم عن سماع الدعوة الإسلامية.

وضحى سبت فنانة درست الفن في معهد البحرين للفنون، وهي ربة بيت، لكن لم يمنعها انشغالها من المشاركة في مهرجان التسامح، تقول: «أشعر بالارتياح لمشاركتي، ولا أستطيع أنْ أصف شعوري في هذه اللحظة. وأشكر للجمعية مبادرتهم لدعوتنا إلى المشاركة في مثل هذا الحدث الجميل».

الفنان عبدالرسول غلوم عباس (المنامة)، رسم لوحة تدور حول تقارب الأديان الثلاثة الكبرى، يقول: «إننا في قارب واحد على وجه الأرض، ونجاة هذا القارب يحتمّ على الجميع التعاون فيما بينهم ليعيش الجميع بسلام على الأرض. أمس شاهدت في نشرة الأخبار كيف تظاهر آلاف الهولنديين احتجاجا على الإساءة للإسلام. إنّ أتباع الديانات الكبرى باستطاعتهم أنْ يبتعدوا بالأرض عن التناحر والتخريب وإشاعة الظلم وأعمال القتل».

عبدالرسول الذي يعيش في الخارج منذ سنوات، صادف وجوده في البحرين في هذه الفترة، وأحب أنْ يشارك في المرسم الذي يحمل مشعل الدعوة إلى التسامح ونشر قيم المحبّة والإخاء بين البشر.

أصغر المشاركات نور حسن (توبلي)، تلميذة بالصف الرابع الابتدائي، تحرص على المشاركة منذ العام الماضي في أنشطة المرسم؛ لأنها تحب الرسم كما تقول. لوحتها تصوّر قافلة تسير في الصحراء، بخطوط دقيقة تنم عن موهبة حقيقية، وتقول: «يمكن أرسم بكرة لوحة عن صبي يمد يده ويصافح صبيا ثانيا، لأنّ هذا المهرجان هو عن التسامح».

نور اعتادت بعد مراجعة دروسها أنْ تأخذ أوراقا وأقلاما وترسم. سألتها عمّا تريد أنْ تكون إذا كبرت، فأجابت: «أريد أنْ أكون طبيبة أو رسّامة»، وإذا خُيّرت بين إحداهما تقول: «سأختار أنْ أكون فنانة»!