تراجعت أرباح المؤسسة العربية المصرفية الصافية في العام 2007 إلى 149 مليون دولار من 205 ملايين دولار في 2006 في وقت كشف فيه عن تخصيص 299 مليون دولار لتغطية الخسائر المحتملة في محفظة السندات والناشئة عن أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية التي عصفت بالأسواق العالمية.
وبيَّن رئيس مجلس الإدارة محمد لياس أن نتائج المجموعة تأثرت في العام 2007 سلبا بانعكاسات «أزمة السيولة المصرفية والاحتمالات القوية بدخول الاقتصاد الأميركي مرحلة من الركود، وبرز الأثر الأهم لهذه التطورات في التقييم بالغ السلبية من قبل السوق لمختلف أدوات التوظيف ولاسيما سندات الدَّين المغطاة بالرهن العقاري وشركات الاستثمار المحددة الأغراض».
وأضاف «فيما تستمر أزمة الرهن العقاري التي تفجرت في الولايات المتحدة الأميركية في توليد مضاعفاتها السلبية على النطاق الدولي، لذلك يمكننا القول إن العام 2008 سيحصل بدوره على نصيبه من المتاعب».
وأوضح لياس في كلمة أمام المساهمين أنه على رغم حذر المؤسسة في إدارة الاستثمارات، «إلا أن شدة الانكماش الحاصل في التسهيلات المالية المتوافرة وما تبعه من أزمة سيولة في الأسواق المالية الدولية لم يبقَ بلا نتائج سلبية على أداء محفظة السندات في المصرف التي تعرضت لتراجع في قيمتها السوقية».
وأفاد أن «تراجع الأرباح الصافية للمصرف إلى 125 مليون دولار العام 2007 مقابل 202 مليون دولار في العام 2006 نجم بالدرجة الأولى عن تخصيص مئونات بقيمة 299 مليون دولار بهدف تغطية الخسائر المحتملة في محفظة السندات».
وأضاف أن المصرف قام بتعويض جزء من ذلك عن طريق خفض حصة المؤسسة في المصرف التابع لها في البرازيل من 84 في المئة إلى 56 في المئة من خلال إصدار أولي بأسهم المصرف. وتم طرح الأسهم في يوليو / تموز العام 2007 التي «لاقت إقبالا كبيرا».
وشهد اجتماع الجمعية العمومية أسئلة تركزت على أسباب الخسائر في محفظة المؤسسة للسندات.
والمؤسسة هي المصرف الثاني من ضمن المصارف العاملة في البحرين الذي يكشف عن تكبده خسائر من جراء الرهن العقاري التي عصفت بالكثير من المصارف والمؤسسات المالية العالمية. كما أن أداء صناديق الاستثمار في دول الخليج العربية التي تستثمر في الأسواق الأميركية ستتأثر كذلك، وقد تفقد عدة مليارات من الدولارات بسبب الأزمة.
وتوقع لياس أن تشهد الصيرفة الإسلامية نموّا كبيرا في المستقبل القريب «وفي اعتقادنا أن الطلب الذي شهدناه على هذه الخدمات في السنوات الأخيرة ليس إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، كما يقال، وأن الصيرفة الإسلامية في طريقها لأن تصبح أحد أسرع الأسواق نموّا في المجالين الإقليمي والدولي».
كما أوضح لياس أن مجلس الإدارة سيقوم برسم التوجهات العريضة وبرنامج العمل بعد مناقشات استهدفت إعادة تقييم الإستراتيجية الحالية لرؤية وأهداف المجموعة المستقبلية.
وأضاف أن الرئيس التنفيذي غازي عبدالجواد اختار أن يتقاعد مبكرا وتم تعيين حسن جمعة الذي سيحل محله ابتداء من أول أبريل / نيسان المقبل. ويشغل جمعة عضوا غير تنفيذي في مجلس إدارة المؤسسة منذ العام 1994.
وزاد دخل العمليات قبل المخصصات إلى 691 مليون دولار في العام 2007 من 484 مليون دولار في 2006، في حين هبط صافي الدخل التشغيلي إلى 461 مليون دولار من 484 مليون دولار. وارتفعت موجودات المؤسسة ومقرها البحرين في 2007 إلى 32,7 مليار دولار من 22,4 مليار دولار في 2006.
العدد 2028 - الثلثاء 25 مارس 2008م الموافق 17 ربيع الاول 1429هـ