بكل بساطة يعتبر «مهندس» الفوز هو مدرب منتخبنا الوطني ميلان ماتشالا والذي نجح في تسيير المباراة كما أراد وأدارها ببراعة شديدة من خلال أسلوب وطريقة لعب أحسن اللاعبون تنفيذها ووضعها «العجوز» بعناية كبرى من خلال التركيز العالي والتنفيذ الدقيق لطريقة اللعب والانضباط التكتيكي على مدى شوطي اللقاء من خلال تنفيذ جيد لطريقة 3/5/2 والتي أحسن اللاعبون تطبيقها وتهديد مرمى اليابان من خلال كرات خطرة على مدى شوطي اللقاء.
عموما نجح ماتشالا في التعامل الفني مع المباراة وفرض أسلوبه على الفريق الياباني ما جعله يخرج سعيدا بأداء لاعبيه عقب انتهاء المباراة.
بصمات ماتشالا على المنتخب كانت واضحة بشكل ملموس، ويكفي أننا لم نشاهد منتخبنا بمثل تلك الحال من التوازن والثقة والأداء القوي طوال الـ90 دقيقة منذ زمن طويل وهو ما يحسب لمدرب المنتخب الذي كشف بدوره عن حسن قراءته لأوراق الخصم، والتعامل معه بالطريقة المناسبة وهذا ما لمسناه جميعا في مجريات الشوط الثاني الذي قلب فيه المنتخب الموازين لمصلحته.
الطريقة «الميلانية» والتي لعب بها الأحمر كانت تعتمد في المقام الأول على سد كل الثغرات والفجوات الدفاعية من خلال تضييق المساحات على لاعبي اليابان وخصوصا في منطقة المناورات والأطراف، وهي قراءة سليمة من ماتشالا لأنه ألغى أية خطورة يابانية على مرمى منتخبنا.
وفي كل الأحوال يحسب للاعبينا انهم كانوا الأفضل والأخطر غالبية فترات المباراة، وهم حاولوا ووصلوا أكثر من مرة إلى مرمى اليابان بفضل النشاط والخبرة والحيوية والسرعة، وتميز الشوط الأول بانضباط دفاعي وتركيز كبير من لاعبي منتخبنا على رغم بعض الارتباك والرهبة التي بدأ بها منتخبنا.
وأحسن منتخبنا غلق كل المساحات والمنافذ أمام فريق اليابان والذي لم يجد لاعبوه فرصة لمباغتة حارسنا سيدمحمد جعفر على مدى أكثر من 80 دقيقة، فيما شهدت المباراة تألقا لافتا وواضحا للثلاثي عبدالله المرزوقي ومحمد حسين وسيدمحمد عدنان، ولعبوا بثبات يحسب لهم وخصوصا أنهم قطعوا «الماء والكهرباء» عن المهاجمين اليابانيين وألغوا فاعليتهم بالكامل.
صحوة وطفرة
منتخبنا أظهر تحسنا ملحوظا في الشوط الثاني وخصوصا في الجانب الهجومي وبدأه بقوة من خلال كرة عبدالله عمر والتي جاءت في العارضة، وهو أمر شممنا منه رائحة الفوز من خلال الرغبة الجامحة للاعبينا نحو مرمى اليابان، والسبب الرئيسي في هذه الصحوة والتفوق الميداني لمنتخبنا في الشوط الثاني يعود للتقدم الواضح لغالبية لاعبينا وخصوصا لاعبي خط الوسط، فكان من الطبيعي أن يتحسن مستوى الأداء العام للأحمر بعودة لاعبي خط الوسط إلى مجريات المباراة، وكنتيجة لتوازن أداء اللاعبين في الخطوط الثلاثة أصبح مستوى الأداء العام جيدا، وخصوصا في منطقة العمليات، إذ لم يعد بإمكان لاعبي اليابان المناورة في هذه المنطقة، كما كان الأداء الهجومي للأحمر طيبا وهو ما جعل لاعبي اليابان يتخلون عن المجازفة ويتراجعون.
وفي الختام، أتمنى ألا يفسر من تلك المقدمة أن المنتخب بلغ مرحلة المثالية في الأداء، وانه أصبح مهيئا تماما وجاهزا للترشح لكأس العالم أو على أقل تقدير للمرحلة الرابعة من الآن... فهذا غير صحيح طبعا... لأن الأحمر أمامه عمل كبير في الفترة المقبلة، ولكن الشكل العام في مباراة اليابان وقبلها إيران وعمان منحنا مساحة جيدة من الاطمئنان على المنتخب الذي أكد لنا أنه قادر على اختصار الوقت والزمن.
العدد 2030 - الخميس 27 مارس 2008م الموافق 19 ربيع الاول 1429هـ