تلقى «الوسط الرياضي» رسالة من لاعب منتخب البحرين للبلياردو والسنوكر السابق منذر جواد بين من خلالها رأيه عن الخبر الذي نشرته الصحف المحلية، وايمانا بحرية الرأي ننشر الخبر كما ورد إلينا:
تعقيبا على الخبر المنشور في الصحافة المحلية بتاريخ 13 ديسمبر 2008 بعنوان «كوكبة رباعية تطير إلى الكويت وسقوط مدوٍ لمنذر جواد».
بودي أن أوضح الآتي، آملا أن يتم نشره من دون زيادة أو نقصان إيمانا بمبدأ الرأي والرأي الآخر، وتماشيا مع سياسة الانفتاح والشفافية التي يقودها عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله:
«لقد قرأت ببالغ الأسف الخبر المنشور في صحيفتكم الغراء يوم السبت الماضي والذي كان يتناول نتائج التصفيات المؤهلة لبطولة الخليج للبلياردو التي تستضيفها الكويت، إذ جاء في العنوان سقوط مدوٍ لمنذر جواد وجاء في تفاصيل الخبر أن أسباب هذا السقوط يعود إلى عدم انتظامي في التدريبات وهو الأمر الذي أثار حفيظتي وأكد لي أن الاتحاد البلياردو والسنوكر ضلل الجمهور بهدف الإساءة الشخصية لي لأسباب سأذكرها لاحقا.
سأبدأ بالخسارة في المباراة أمام اللاعب المتألق عمر عاشق والتي لا تحتاج إلى تهويل، فأنا في الأساس لاعب سنوكر وعرفني الناس عن طريق هذه اللعبة التي تربعت على عرشها منذ العام 1998 ولغاية 2007، إذ لم أهبط في التصنيف الدوري عن المركز الثاني وكنت دائما احتل المرتبة الأولى، وسجلي يشهد على ذلك فهو يزخر بالانجازات في السنوكر وليس البليارد، وحققت أول ميدالية ذهبية دولية في تاريخ الاتحاد للعبة السنوكر بعد فوزي ببطولة الخليج العام 2001 والتي أقيمت في البحرين... فهذه الأخيرة أمارسها بين الفنية والأخرى بهدف الترفيه عن النفس، كما أنني لم أحقق فيها أي انجاز يذكر، أما الخسارة من عاشق فهي أمر طبيعي لأن الأخير يعتبر أحد أبرز اللاعبين على المستوى المحلي والخليجي والعربي في لعبة البليارد، وسبق له تحقيق نتائج طيبة على المستوى الخارجي.
وما يثير الغرابة أن الاتحاد لم ينبس بكلمة واحدة بعد خسارة صديقي العزيز هشام الصقر أمام لاعب مغمور في التصفيات نفسها ومن الدور الأول! على رغم أن الصقر يعتبر أحد اللاعبين المميزين في لعبة البليارد وفي رصيده لقب بطولة خارجية على رغم أنه لاعب سنوكر أيضا وينطبق عليه ما ينطبق علي فيما يتعلق بالفروقات الفنية والتكتيكية للعبة، ولكن يبقى الصقر أفضل مني في مجال البلياردو وخسارته كانت من لاعب لا يقاس مستواه بعمر عاشق الذي خسرت منه فلماذا لم يتحدث الاتحاد عن هذه المسألة؟!
أتمنى أن أجد الرد الملائم من قبل القيمين على الاتحاد، فهم يتعاملون مع الأسف الشديد بسياسة الكيل بمكيالين، ودائما ما تجدهم يهاجمون مع من يختلف معهم في الرأي.
الخبر الذي نشرته الصحافة وكان يتهمني بعدم التدريب، لم يكن خبرا عابرا فاستفزني للدفاع عن نفسي، وإنما كان جزءا من حرب شعواء يقودها ضدي رئيس الاتحاد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل خليفة، إذ إنني اختلفت معه في الرأي بشأن بعض الأمور وفجأة تحولت بعدها إلى عدو لدود!
الغريب في الموضوع أن هناك الكثير من الشائعات التي يتم تسويقها للنيل من سمعتي، وذلك لأنني لم أنساق مع أعضاء الاتحاد ورئيسهم في أخطائهم وتخبطهم، ووقفت في وجههم فكان مصيري أن أكون الابن العاق الذي يجب تصفيته والخلاص منه، فقبل أسابيع قليلة سوق الاتحاد شائعة مفادها أني تركت اللعبة بسبب انشغالي وارتباطاتي العائلية، وهذا الكلام كذب وافتراء علي، فأنا قلت هذا الكلام بالنسبة الى عدم مشاركتي في بعض البطولات المحلية والخليجية، أما فيما يتعلق بابتعادي فهو بسبب السياسة الدكتاتورية التي يتعامل بها الاتحاد مع اللاعبين ما أدى إلى ابتعاد الكثير من اللاعبين والإداريين والحكام المعروفين وهو الأمر الذي أثر سلبا على اللعبة وجعلها تتراجع إلى أدنى المستويات الرفيعة التي قادها أليها الرئيس السابق الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل خليفة الذي اتسمت فترة رئاسته بالحكمة والعدل والديمقراطية.
وفي إطار الحرب التي يعلنها ضدي رئيس الاتحاد وأعضاؤه اتهامي بعدم التدريب، وأنا أسألهم هنا: أي الطاولات الموجودة في الاتحاد تصلح للعب، وأي مدرب هذا الذي سأحصل منه على المنفعة إن تدربت في صالة الاتحاد؟
أعتقد أن الاتحاد إذا ما أراد من اللاعبين بأن يتدربوا في صالته، فعليه أولا توفير الأجواء المناسبة للتدريب والطاولات الصالحة للعب والمدرب القادر على إفادة اللاعبين، فحتى المدرب الوطني الحالي لا يمكن له إفادة اللاعبين الكبار ونحن نسمع رئيس الاتحاد دائما ما يكرر بأنه لا يعترف بالمدرب السابق نيك بارو الذي هو ذاته من أعطى المدرب الحالي شهادته التدريبية!
ما يجعلني أشعر بالحزن هو الحرب التي يشنها ضدي اتحاد السنوكر بهذه الطريقة بدل أن يحيطني بالتقدير والتكريم، فأنا طوال السنوات الماضية كنت أضحي بوقتي ومالي وأعصابي من أجل اللعبة، حتى أنني أضطر إلى استقطاع أيام السفر مع المنتخب في البطولات الخارجية من رصيد إجازاتي السنوية وما يترتب عليها من مبالغ مالية على رغم أنها من المفترض أن تكون خاصة بي وبعائلتي ولكن حبي للوطن يدفعني للتضحية من أجل تمثيل البحرين وتشريفها.
وفي ظل هذه الظروف لا أملك إلا أن أتوجه إلى رئيس الاتحاد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن وأقول له: إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ونحن في دولة ديمقراطية وهذه سياسة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويجب أن يحترم الناس جميعا هذه السياسة وكوني اختلفت معك في بعض الأمور لا يعني أن تعلنها حربا ضدي، وخصوصا أنك تعلم بأنني ضحيت الكثير من أجل لعبة السنوكر من وقت ومال وجهد، وكان الهدف من وراء هذا كله أن نرفع لعبة السنوكر، ويؤسفني أن أجد السنوكر والبليارد في انحدار يوم بعد يوم وهذا ليس بكلامي بل كلام جميع المنتخبات الخليجية وعلى رغم تحقيق نتائج مقبولة إلا أن هيبة المنتخب السابقة ذهبت أدراج الرياح، ومن المخجل أن نشاهد جميع اللاعبين والحكام والأعضاء السابقين يعزفون عن اللعبة بسبب السياسة الدكتاتورية لهذا الاتحاد، وكلمة أخيرة أن الجلوس على مقاعد الاتحاد هي تكليف وليس تشريفا.
وكلمة إلى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة: أتمنى من سيادتكم إعادة النظر في إدارة الاتحاد الحالية، ومن المؤسف أننا لا نملك جمعية عمومية وبالتالي يتم اختيار أعضاء بعيدين كل البعد عن لعبة السنوكر ويطلب منهم إدارة دفة الاتحاد، وخصوصا أن لعبة السنوكر لعبة تحتاج إلى معاملة خاصة ومعرفة بنفسية اللاعبين، وهو الأمر الذي يتطلب وجود شخصيات محببة إلى نفوس اللاعبين، وخصوصا أن المؤسسة تستنزف من موازنتها مبالغ كبيرة على الاتحاد.
وكلمة لإخواني اللاعبين أقول فيها: إخواني لاعبو السنوكر أتمنى أن تضعوا أيديكم بيد بعضكم بعضا وأن تقولوا كلمة الحق فاللعبة قائمة عليكم أنتم وليست قائمة على الأعضاء فأنتم من لكم الكلمة الأخيرة، ومن المؤسف أن يضيع وقتكم وأموالكم ويحكمكم أناس لا يقدرون جهودكم.
وكلمة إلى رئيس الاتحاد السابق الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل خليفة أقول فيها: لقد افتقدناك يا والدنا الحنون، كنت تدير دفة الاتحاد بحكمة وديمقراطية مع إخوانك الأعضاء السابقين، فرحم الله تلك الأيام.
وقبل الأخير أهنئ أخي الصغير أحمد غلوم بعد فوزه بالمركز الأول ببطولة الخليج لفئة تحت 21 سنة، وطبعا هذا الانجاز المشرف جاء بمجهوده بعدما طلب منه رئيس الاتحاد ترك الدراسة والعمل للتفرغ للعبة، ولكنه أبى ذلك وأصر على ممارسة اللعبة وإكمال دراسته والعمل وتمكن من حصد ميدالية ذهبية في بطولة الخليج دون أن يتخلى عن أي شيء»
العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ