العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ

حلبة البحرين الدولية... داعم مهم للاقتصاد البحريني

مكّن إنشاء الحلبة وما تحظى به من اهتمام كبير من قبل القيادة في مملكة البحرين من أن تكون موطنا لأرقى أنواع رياضة السيارات فى العالم وأصبح اسم البحرين مرتبطا عالميا بالتفوق والاحتراف في الحصول على امتياز استضافة الفورمولا 1 العالمي، لاسيما بعد انضمام المملكة إلى النادي الحصري للدول الذي يضم 18 دولة تستضيف البطولة العالمية للاتحاد الدولي للسيارات (الفورمولا 1) بصورة دورية للحدث الذي يعتبر ثالث أضخم حدث رياضي على مستوى العالم بعد بطولة كأس العالم والألعاب الأولمبية اللذين يقامان كل أربع سنوات.

ومنذ الانطلاقة الرسمية لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 العام 2004، زاد الاهتمام بمملكة البحرين باعتبارها واجهة اقتصادية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وساهمت في جذب الاستثمارات والفرص التجارية للعديد من الشركات ما أسهم في تحقيق مداخيل مالية إضافية داعمة للاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين، كما ساهم وجود الحلبة في أن تتحول البحرين إلى مركز عالمي لرياضة السيارات والفعاليات العديدة المتعلقة بها إضافة إلى العديد من المشاريع المرتبطة بالأخرى التي عادت بالفائدة الاقتصادية أو السمعة العالمية على المملكة.

ويعد سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 الذي ستنطلق فعالياته اليوم (الجمعة) أبرز حدث تحتضنه حلبة البحرين الدولية ضمن الأحداث والفعاليات العديدة التي تقام في الحلبة ذات المواصفات العالمية على مدار العام، وقد واصل هذا الحدث الضخم تحقيق العوائد الاقتصادية والمنافع سواء المباشرة أو غير المباشرة لمملكة البحرين الأمر، الذي يؤكد نجاح إقامة مشروع الحلبة منذ أربعة أعوام.

وبنظرة متعمقة في لغة الأرقام نجد حجم المكاسب التي تحققها البحرين من استضافة هذه السباقات يتنامى عاما تلو الآخر، فوفقا لأحدث إحصاءات شركة «ممتلكات البحرين» فإن إجمالي العوائد المالية المتحققة من وراء استضافة سباق الجائزة الكبرى في العام 2007 بلغ نحو 548 مليون دولار بزيادة قدرها 40 في المئة عما حققه سباق جائزة البحرين الكبرى العام 2006، إذ شهد السباق حضور أكثر من 90 ألف متفرج إلى الحلبة خلال الأيام الثلاثة للسباق العالمي، ووصلت طاقة الاستيعاب إلى حدها الأقصى في ظل بيع جميع تذاكر السباق كلها للمرة الأولى منذ العام 2004، ليكون بذلك سباق جائزة البحرين الكبرى في مصاف الجائزة الكبرى في إسبانيا وبريطانيا اللتين حققتا الطاقة الاستيعابية القصوى لهما وتم خلالها بيع جميع التذاكر، على رغم أن الفارق يكمن في وجود سائقين للدولتين في سباقاتها يسهمون في تحفيز الجماهير على الحضور مثل البريطاني لويس هاميلتون في سباق سيلفرستون والإسباني فرناندو ألونسو في سباق برشلونة، في المقابل فإن سباق جائزة البحرين الكبرى اشتهر بتسميته «سباق الجميع» وذلك بتحقيقه النجاح في استقطاب الجمهور من خلال حسن التنظيم العام للحدث ووجود العديد من الفعاليات الترفيهية الموجهة للأفراد والعائلات.

وتوضح الأرقام كذلك أن المنظمات المحلية والإقليمية وموردي الخدمات ساهموا تقريبا بـ 22,9 مليون دولار من خلال الخدمات المختلفة التي قدموها خلال السباق والتي تشمل الحملة الإعلانية والإعلامية في البحرين وجميع أنحاء منطقة الخليج والأسواق العالمية بالإضافة إلى مصروفات التشغيل والتنظيم للسباق عوضا عن مصروفات البنية التحتية والسكن والعمليات اللوجيستية وغيرها.

وهذه المصاريف التي تعتبر من الأمور الأساسية لإقامة السباق العالمي والترويج له جاءت في مقابلها تحقيق عوائد مالية عديدة من ضمنها 10,8 ملايين دولار عوائد مبيعات التذاكر، والتي تضاف إلى 33,5 مليون دولار عوائد بيع منتجات الحلبة وتذاكرها المختلفة إضافة إلى عوائد الأطعمة والمشروبات والاستفادة من الخدمات الأخرى في محيط حلبة البحرين الدولية خلال الحدث.

كما أن عوائد الحقوق التلفزيونية والرعاية الرسمية والضيافة واللجان المتعددة وإيجار المرافق حقق مبلغا وقدره 7,9 ملايين دولار كعوائد، فضلا عن استفادة المملكة بطريقة غير مباشرة من المبالغ التي صرفها الزوار والسياح الحاضرين للحدث، إذ تم تحقيق 104,5 ملايين دولار كعوائد للسفر والإقامة والتنقل عبر وسائل المواصلات المتعددة، بالإضافة إلى الخدمات العديدة التي تصب عوائدها في مختلف أوجه الاقتصاد البحريني. وقد أظهرت الأرقام أن جزءا كبير من العوائد الاقتصادية لاستضافة الجائزة الكبرى العام 2007 جاء من خلال الزوار والسائحين من خارج البحرين، إذ تبلغ نسبتهم 47 في المئة ويتركزون في المقام الأول في دول الشرق الأوسط لكن يضاف إليهم أيضا أعداد كبيرة من الزوار من الدول الأوروبية الذين يستهدفون حضور السباق العالمي.

وحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة، فقد كان من المتوقع أن يصل المردود الاقتصادي للبحرين من السياحة الدولية في العام 2007 إلى 4,5 مليارات دولار، بالتالي فإن عائد سباق الجائزة الكبرى يمثل 7,6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي و10 في المئة من ناتج العمالة، كما ساهم سباق جائزة البحرين الكبرى بتحقيق 402 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بسبب الحدث بزيادة تبلغ 34 في المئة عن العام 2006.

العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً