«مغسلة بنت الفريج» اسم أول مشروع بحريني التأسيس لغسيل الملابس. انطلقت فكرته في العام 2004، وتحولت إلى عمل على أرض الواقع يدار بأيدٍ بحرينية، إلا أن بعد مرور 4 أعوام بات المشروع مهددا بالخسارة لأسباب عدة يتقدمها ضعف الموارد المالية مقابل ندرة العائد منه. استطاع المشروع بعد انطلاقه وخلال 9 أشهر توفير حافلة و12 غسالة و7 مجففات و8 مكاوٍ، وتأمين فرص عمل لسائق و13 موظفة، إلا أن الوضع ساء منذ 3 أشهر، فتقلص عدد الموظفات إلى 7 فقط، اللائي لم يحصلن على رواتبهن منذ شهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمل في الحصول على دعم حكومي
«بنت الفريج»... مشروع بحريني ناجح مهدد بالخسارة
النعيم - فرح العوض
قبل الخروج من المحل دخلت امرأة حاملة بيدها أكثر من قطعة من الملابس للغسيل وهي تقول: «لا أثق إلا في هذا المحل... هل ممكن تسلم طلبي لغسيل وتنظيف هذه الملابس؟»، ذلك المكان هو «مغسلة بنت الفريج» وهو اسم أول مشروع بحريني التأسيس والعمالة لغسيل وكي وتنظيف الملابس، الذي انطلقت فكرته في العام 2004، منافسا مغسلات التنظيف الكبرى في البحرين.
تحولت فكرة المشروع إلى عمل على أرض الواقع يدار بأيد بحرينية، إلا أنه بعد مرور 4 أعوام مهدد بالخسارة لأسباب عدة يتقدمها ضعف الموارد المالية للمشروع في مقابل ندرة العائد منه.
«الوسط» زارت الفرع الرئيسي للمغسلة الذي يقع في منطقة النعيم، وتعرفت على التجربة عن قرب، فما وجدت إلا عزما وإصرارا من قبل صاحبة المشروع والعاملات البحرينيات في الاستمرار والمضي، على رغم الصعوبات التي تواجهه.
بداية المشروع
تقول مديرة مشروع «مغسلة بنت الفريج» لغسيل وكي الملابس فتحية الحداد ان انطلاق فكرة المشروع جاءت بعد أن تركت مجال التدريس، موضحة أنها كانت تعمل مدرسة في إحدى الروضات إلى أن أصبحت مديرة للروضة نفسها، وأنها عملت في ذلك المجال لمدة 19 عاما، حتى قررت تركه، بسبب أن الوضع لم يكن مشجع.
وأضافت الحداد أنها فكرت في عمل مشروع على أن يكون مميزا وجديدا، فما كان مها إلا أن تصل إلى فكرة إنشاء مغسلة لغسل وكي الملابس بعد قيامها بمشاورات مع عدد من قبل المقربين، فقامت بدراسة المشروع دراسة جيدة، وانطلقت فكرة جديدة ضمت بحرينيات من منطقة النعيم؛ إذ أن الفكرة تقوم على توظيف بحرينيات فقط.
الانطلاقة بغسالتين ومجفف ملابس
وتابعت الحداد «بدأت العمل في دكان صغير مع وصديقتي، وتدينت لشراء غسالتين ومجفف ملابس، من الطابق الثالث من منزل خالي»، مشيرة إلى «أننا بقينا 7 شهور على ذلك الوضع، وحينها كان من الصعب إقناع البحرينيات للعمل في هذا الجانب»، لافتة إلى أنها «منذ ذلك الوقت وحتى الآن ونحن نخاطب وزارات وجهات عدة لمساعدتنا على إنجاح المشروع».
مساندة وزارة العمل
وبحسب الحداد «تقدمت برسالة لوزير العمل والشئون الاجتماعية في ذلك الوقت مجيد العلوي، وتم تحويلي إلى أحد المسئولين وهو رضا حبيل الذي لم يتأخر في مساعدتنا من خلال إيكال إلينا تنظيف ملابس إحدى دور الرعاية، وحينها بدأت بنات الحي ينتبهن إلى المشروع»، مؤكدة «اننا كنا نعمل من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الثالثة فجرا من أجل توصيل الملابس إلى أصحابها في اليوم الثاني، وخلال تلك الفترة تطور عملنا وانتقلنا إلى منزل إيجار في المنطقة نفسها».
بعد النجاح... عودة إلى الوراء
وذكرت الحداد «عاودت الرجوع إلى المسئول في وزارة العمل بعد شهرين من ذلك الوقت وأيضا أوكل إلينا تنظيف ملابس دار أخرى، وحينها أصبح لدينا حافلة وأصبحنا 13 عاملة»، منوهة إلى أن «وزارة العمل انفصلت بعد ذلك عن وزارة التنمية، وطلب منا الدخول في مناقصات مع مغسلات التنظيف الكبيرة»، مبينة «أننا ناشدنا وزارة التنمية لعمل استثناء لنا وتوقيف المناقصة لمدة عام، إلا أن ذلك لم يتم».
وفي الوقت الذي قالت فيه الحداد ان المشروع لاقى دعما من قبل المجلس الأعلى للمرأة، استطاع خلال 9 شهور توفير حافلة و13 موظفة وسائق، و12 غسالة و7 مجففات، و8 مكاوٍ، إلا أن الوضع ساء منذ 3 شهور، فتقلص عدد الموظفات إلى 7 فقط، اللائي لم يحصلن على رواتبهن منذ شهرين».
الأمل والتفاؤل باقيان
أخيرا، وعلى رغم أن فتحية الحداد وزميلاتها في العمل لم يجدن مخرجا واحدا حتى الآن للخروج من أزمتهن، إلا أنهن مصرات على الاستمرار فيه لإيمانهن بالمشروع وأهميته. وفي الجانب نفسه وعلى رغم من وجود أكثر من 6 مغسلات في المنطقة، تصر فتحية في الاستمرار في المشروع، مع الأمل الحصول على دعم من قبل الدولة أو الجهات التي تدعم مثل هذه المشاريع للوقوف من جديد، وتوفير الأجهزة الناقصة لديها.
العدد 2038 - الجمعة 04 أبريل 2008م الموافق 27 ربيع الاول 1429هـ