من المتوقع أن يخطو قطاع الصناعات الدوائية في المنطقة الذي يقدر حجمه بحوالي 12 مليار دولار بقوة نحو المستقبل في ظل سياسات تحرير الأسواق وتطبيق برامج التأمين الصحي على نطاق واسع وفقا لمحللي القطاع، متطلعة الى الحصول على حصة من أسواق التصدير والأبحاث وتعهدات التصنيع العالمية.
وقال مدير المجموعة للعلوم الحيوية في شركة «آي آي آر الشرق الأوسط» سايمون بيج التي تنظم مؤتمر ومعرض الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الشرق الأوسط الذي يقام بين 27 و29 ابريل/ نيسان 2008 في مركز دبي الدولي للمعارض ان هذه الاتجاهات تقود الى ضخ استثمارات ضخمة في قطاع الرعاية الصحية العام والخاص وهذا ينعكس بصورة ايجابية كبيرة على قطاع الصناعات الدوائية.
وأشار بيج الى ان تحرير الأسواق والتأمين الصحي ليسا العاملين الوحيدين اللذين يدفعان نمو سوق الصناعات الدوائية، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط تتجه بصورة متزايدة لتكون مكتفية ذاتيّا من احتياجاتها الدوائية.
وقال إن عدد مصانع الأدوية العاملة في الشرق الاوسط يتجاوز 450 مصنعا وفقا للتقديرات.
وتشير الابحاث الى ان حجم سوق الأدوية العالمي سيصل الى 1,3 تريليون دولار بحلول العام 2020، الا ان السوق في الولايات المتحدة واوروبا تتباطأ بنسبة اقل من 5 في المئة بسبب عوامل مثل تواصل انخفاض كلفة العلاج بالعقاقير لطرق العلاج الرئيسية والشكوك المتعلقة بالسلامة الصحية.
في مقابل ذلك، تواصل سوق الأدوية النمو في الأسواق الناشئة مثل الشرق الأوسط بين 10 و14 في المئة سنويا مدفوعة بالنجاح الكبير للأدوية العامة والأدوية المبتكرة الجديدة مع تحسن أساليب الرعاية الرئيسية وتنامي التغطية التأمينية الصحية.
وقال بيج ان احد الاسباب الاخرى لذلك للأسف يتمثل في ان الانماط المرضية للناس في الدول النامية اصبحت تماثل بصورة متصاعدة تلك السائدة في الدول المتقدمة. ففي العالم النامي اصبحت الأمراض المزمنة السبب الرئيسي للوفاة وهذا يزداد سنويا في مناطق مثل الشرق الاوسط بسبب التقدم في العمر والبدانة وقلة الحركة.
ويعد السكري أبرز المؤشرات الاقليمية إذ كان عدد المصابين بمرض السكري في العالم النامي العام 1995 يصل الى 84 مليون شخص فيما من المتوقع ان يرتفع الرقم بحلول العام 2025 الى 228 مليون شخص وخصوصا في الهند والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وفقا لتقرير «برايس ووترهاوس كوبرز».
وفي منطقة الخليج يتم اتخاذ مبادرات كبرى في قطاع الصناعات الدوائية تغذيها حوافز مثل التملك التام ومزايا كبيرة للشركات الدولية التي تفتح مقرات لها في المنطقة. ومن أمثلة هذه المبادرات مدينة الملك فهد الطبية في الرياض بالسعودية بكلفة 534 مليون دولار ومجمع التقنية الحيوية والأبحاث في دبي (دبيوتيك) وهو اول مركز متخصص بالعلوم الحيوية في الشرق الاوسط والذي سيمتد على مساحة 30 مليون قدم مربع حين اكتماله.
وتشارك اكثر من 100 شركة من 25 دولة من مختلف مناطق العالم في معرض الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الشرق الأوسط والذي تنعقد بموازاته سلسلة مؤتمرات تغطي موضوعات مثل الموافقات التنظيمية وحقوق الملكية الفكرية والتجارب السريرية والتعهيد والتصنيع التعاقدي والأبحاث، واكتشاف الأدوية والعلوم الحيوية والأجهزة الطبية والتمويل.
العدد 2040 - الأحد 06 أبريل 2008م الموافق 29 ربيع الاول 1429هـ