أقر مجلس بلدي العاصمة أخيرا إيقاف التعمير على سواحل جزيرة النبيه صالح لحين انتهاء مجلس النواب من قانون الاستملاك وذلك تمهيدا لتقديم مقترح لاستملاك مساحات كبيرة للإبقاء على الساحل. ونصت توصية اللجنة الفنية بإيقاف التعمير لمدة ستة أشهر وبمسافة 100 متر من خط الساحل.
ولعل أهالي جزيرة النبيه صالح يعوّلون كثيرا على إقرار وزير شئون البلديات الزراعة لهذا القرار لحفظ ما تبقى من ساحل الجزيرة الذي تحوّل معظمه إلى أملاك خاصة، وكان آخر صرعات التهافت على هذا الساحل بناء جدار في أرض خاصة حصل صاحبها على ترخيص لتحويط الأرض من دون أنْ ينص الترخيص على بناء جدار فيما لجأ أحد أصحاب الأراضي إلى بناء أرضه بعد أنْ تبادر إلى سمعه عزم المجلس البلدي إيقاف التراخيص على الساحل.
ويرى ممثل الدائرة بمجلس بلدي العاصمة فاضل عباس أنّ وقف التعمير على سواحل جزيرة النبيه صالح بات ضرورة لبقاء الساحل ملكا عاما إلى الأهالي، مشيرا إلى أنّ المجلس البلدي سيقدم مقترحا متكاملا لاستملاك المساحات على سواحل الجزيرة.
وقال عباس:» لا يخفى على أحد أنّ المنفذ للأهالي إلى الساحل لم يعد كالسابق، خصوصا مع بناء الأراضي الخاصة على سواحل الجزيرة، وباتت جزيرة من دون سواحل ولا أعلم لماذا نستمر في تسميتها جزيرة النبيه صالح وربما من الأفضل أنْ نسميها قرية النبيه صالح أو أي مسمّى آخر خصوصا مع التداعيات الأخيرة التي خلفها بناء جسر سترة الذي قضى على كل حياة في هذه المنطقة».
وأضاف» سيأتي يوم نقول فيه هنا كانت بقاع جزيرة النبيه صالح، هنا كانت سواحل تزخر بالعيون الطبيعية التي يتدفق ماؤها ويطفو مشكّلا ينابيع غاية في الروعة. هنا كانت «الجواجب» التي أحاطت ببيوت الأهالي واخترقت أراضيهم؛ ليمشي في جداولها ماؤها العذب ويلامس تربة نما عليها النخيل. هنا كان الأهالي يبحرون بسفنهم وقواربهم نحو بحر عرفوه فركبوا أمواجه، وغاصوا في عجاجه، أعطاهم الكثير وأعطوه المحبة... هنا كانت النساء يحملنَ أوانيهنّ نحو الساحل ليغسلوها في «جواجب» البحر، هنا كان الأطفال يقصدون البحر الذي لازموه ولازمهم سنون طويلة».
وقال عباس:» تحوّلت الجزيرة إلى ملجأ وملاذ لقصور وفلل المتنفذين، وانتشرت حيطان سوّرت الأراضي وفصلت البحر عن الأهالي، كتبت عليها عبارات ممنوع الدخول و أملاك خاصة، ولم يختلف الأمر كثيرا على السواحل المحاذية لهذا الساحل الذي يعتبر امتدادا لخليج توبلي وكلنا يعلم بالذي جرى في سواحل خليج توبلي التي تحوّلت إلى أملاك خاصة ومنازل مطلة على البحر ولم يتوقف الانتهاك حتى أصدر قرار تحويل خليج توبلي إلى محمية طبيعية».
وأكد عباس بأنّ «الصيادين تضرروا كثيرا من الردم الذي تعرضت له سواحل جزيرة النبيه صالح، وكانت آخر الأضرار ما خلّفه إعادة تشييد جسر سترة الجديد بالقرب من جزيرة النبيه صالح وتحول الساحل الأمامي للجزيرة إلى أشبه بالماء الراكد ونحن لا ننتظر أنْ يعود هذا الساحل من جديد فكلّ المؤشرات تشير إلى امتداد الدفان إلى حدود الشاطئ».
العدد 2040 - الأحد 06 أبريل 2008م الموافق 29 ربيع الاول 1429هـ