واصلت أسعار مختلف السلع في البحرين ارتفاعها لتشمل جميع السلع الاستهلاكية الضرورية منها والثانوية.
فبعد الارتفاع الجنوني الذي طال المواد الغذائية كالرز والفواكه والخضراوات والمعلبات والأسماك والحليب ومشتقاته، تصاعدت مخاوف المواطنين من رفع محتمل لأسعار البنزين بعد ارتفاع أسعار الديزل الأسبوع الماضي.
ولم تُستثنَ سلع أخرى من هذا الارتفاع الجنوني إذ سجلت النظارات الطبية والعدسات اللاصقة وكل ما يتعلق بها ارتفاعا بين 8 و12 في المئة عما كانت عليه سابقا.
في هذه الأثناء قرر مجلس الوزراء في جلسته أمس العمل على زيادة المعروض من مواد البناء كالرمل لتحقيق التوازن في السوق المحلية بين العرض والطلب عن طريق عرض الرمل البحري المستخدم في أعمال الردم للمشروعات الحكومية للبيع في الأسواق المحلية بسعر مناسب وتخصيص منطقتين بشمال المنامة وغرب المحرق لعرضه أمام الراغبين في شرائه وفق الكميات التي تحتاجها السوق.
كما وافق مجلس الوزراء على أن تقوم الحكومة باستيراد مواد البناء المطلوبة لمشروعاتها الكبرى عبر إنشاء شركة مساهمة لاستيراد مواد البناء الأساسية.
وعلى صعيد الطاقة، أبدى مواطنون تخوفهم من أن تمتد زيادة أسعار «الديزل» إلى أسعار «البنزين»، ودفعت هذه المخاوف تدني أسعار «البنزين» عن أسعار «الديزل»، إذ يبلغ سعر الأخير 100 فلس للتر بعد الزيادة من 70 فلسا التي بدأت هذا الشهر، فيما يبلغ سعر «البنزين» 80 فلسا لفئة «الجيد» و100 فلس لفئة «الممتاز»، وهذا يعني نظريّا أن أسعار «البنزين» أرخص.
المنامة - بنا
أفرد مجلس الوزراء في الجلسة الأسبوعية بقصر القضيبية أمس برئاسة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، جزءا كبيرا من جلسته لبحث ارتفاع الأسعار وانعكاساتها على المواد الأساسية عموما ومواد البناء خصوصا في ضوء زيادة الطلب على مواد البناء كالرمل وحديد التسليح والاسمنت وآثار ذلك في توافر هذه المواد والحد من ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية. وتنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء اتخذ المجلس جملة من القرارات المهمة التي ستضع حلولا فورية ومستقبلية لغلاء أسعار مواد البناء.
وقرر المجلس العمل على زيادة المعروض من مواد البناء كالرمل لتحقيق التوازن في السوق المحلية بين العرض والطلب عن طريق عرض الرمل البحري المستخدم في أعمال الردم للمشروعات الحكومية للبيع في الأسواق المحلية بسعر مناسب وتخصيص منطقتين بشمال المنامة وغرب المحرق لعرضه أمام الراغبين في شرائه وفق الكميات التي تحتاجها السوق.
كما وافق مجلس الوزراء على أن تقوم الحكومة باستيراد مواد البناء المطلوبة لمشروعاتها الكبرى عبر إنشاء شركة مساهمة لاستيراد مواد البناء الأساسية من أجل توفير احتياجات المشروعات الحكومية من مواد البناء وخلق مخزون لاحتياجاتها المستقبلية كإجراء سيسهم في التخفيف من الضغط على المواد المعروضة في السوق المحلية، فضلا عن أن هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة المعروض من مواد البناء وبالتالي إلى المزيد من الاستقرار في أسعارها.
فيما قرر مجلس الوزراء أيضا اعتماد خيار الرصيف العائم لتوفير احتياجات البحرين من الأسمنت كحل فوري على المدى القصير والبدء الفوري في إنشاء مرفأ مواد البناء لاستيراد الرمل ومواد البناء الأخرى، ووافق على تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الأشغال للنظر في تجاوزات رفع الأسعار في مواد البناء في السوق المحلية.
كما وافق المجلس على عدد من الخطط والبدائل التي ستكون لها آثار إيجابية غير مباشرة في الحد من أسعار مواد البناء وتنشيط القطاع الإنشائي ومنها الاستمرار بتسهيل إجراءات حصول شركات المقاولات المؤهلة على العمالة ضمن ضوابط يتم الاتفاق عليها بين وزارتي الأشغال والعمل. فيما وجه المجلس الجهات ذات الاختصاص إلى دراسة الأدوات القانونية التي تمنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار.
وفي إطار اهتمام الحكومة بالارتقاء بمستوى التعاون الحكومي – البرلماني، أصدر رئيس الوزراء توجيهاته إلى كل الوزارات والأجهزة الحكومية بالعمل على توثيق التعاون مع مجلسي الشورى والنواب ولجانهما المختلفة وخصوصا فيما يتعلق بتفعيل أدواتهما الرقابية، موجها سموه اللجنة الوزارية لشئون مجلسي الشورى والنواب إلى دراسة ما أثير بشأن عدم تعاون بعض الجهات الحكومية مع لجان التحقيق البرلمانية.
وفي سياق آخر وافق مجلس الوزراء على تخصيص مليون دولار مساهمة من مملكة البحرين لدعم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في تنفيذ مشروعات التنمية الحضرية في الأراضي الفلسطينية للعام 2008م ، إذ يجيء ذلك دعما من الحكومة للجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمات الدولية وحرصها على مساعدة الأشقاء الفلسطينيين.
كما بحث المجلس الرغبة المرفوعة من مجلس النواب بشأن تعديل كادر المعلمين، التي تحققت أهدافها من خلال اعتماد الكادر الجديد للوظائف التعليمية الذي طبق اعتبارا من 1 سبتمبر/ ايلول 2002، واستفاد منه ما يقارب الـ 12 ألف موظف من شاغلي الوظائف التعليمية وبزيادة تصل إلى نسبة 15 في المئة على الرواتب وبكلفة قدرها 2.5 مليون دينار تقريبا للمرحلة الأولى و10 ملايين دينار لجميع المراحل.
وبحث المجلس بعض التعديلات والمقترحات حول الاشتراطات التنظيمية لمختلف مناطق المملكة، وذلك انطلاقا من حرص الحكومة بأن تكون الاشتراطات التنظيمية مواكبة لتطورات ومتطلبات الطفرة العمرانية في المملكة، وقرر إحالتها إلى اللجنة الوزارية للشئون القانونية لدراستها مع الجهات ذات العلاقة والاختصاص. ووافق المجلس أيضا على توقيع مذكرتي تفاهم بين حكومة مملكة البحرين وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا بشأن بناء قدرات الخبراء وبشأن المساعدات المشتركة والتعاون في الأمور الجمركية لمحاربة الجرائم الخطيرة والمنظمة وتهريب المخدرات المحظورة والأمور الأخرى المرتبطة ذات الاهتمام المشترك.
واطلع المجلس على آخر التطورات بشأن امتياز خدمات النقل العام في المملكة، وكلف المجلس شئون البريد والاتصالات والترددات والنقل بالتعاون مع وزارة المالية في تقييم وضع خدمات النقل العام وكفايتها وكفاءتها ورفع تقرير بشأن ذلك إلى المجلس في أقرب فرصة.
دعا رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى النظر في مشكلة غلاء الأسعار وكبح جماحها بصورة جماعية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتبار أن ظاهرة الغلاء هي عالمية المنشأ وتأثرت بها كل دول المجلس بشكل أو بآخر.
جاء ذلك خلال استقبال سموه بقصر القضيبية صباح امس عددا من كبار المسئولين بالمملكة بحضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني. وحث رئيس الوزراء جهات الاختصاص بدول مجلس التعاون على العمل بشكل موحد وتنسيقي فيما يتعلق بغلاء الأسعار، باعتبار أن جميع الدول تأثرت بشكل ما بالتضخم العالمي.
أصدر رئيس الوزراء توجيهاته بعلاج طفلين من أبناء المواطنين على نفقة سموه الخاصة بالخارج، وذلك في مساهمة خص بها صندوق الحورة والقضيبية الخيري.
وبدوره شكر رئيس صندوق الحورة والقضيبية الخيري النائب عادل العسومي رئيس الوزراء على توجيهه باستكمال علاج الفتى (ع. المطوع 14 سنة) في مرحلة علاجه الثانية بالمملكة المتحدة، إذ تمكن الفتى في المرحلة الأولى من التعالج من شلل الأطفال والسير على قدميه، وستمكنه المرحلة الثانية من استخدام قدميه بالكامل والاعتماد على نفسه، كما تمكن التوجيهات من علاج الطفل (ي. احمد 10 سنوات) بألمانيا من الشلل وتقوية قدرته على المشي.
بحث رئيس الوزراء بديوان سموه صباح امس مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى البحرين جوزيف آدم ايرلي، نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها عاهل البلاد أخيرا للولايات المتحدة الأميركية ودورها على صعيد تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.
العدد 2040 - الأحد 06 أبريل 2008م الموافق 29 ربيع الاول 1429هـ