أكد رئيس قائمة «الطالب أولا» بمركز البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية حسن الأسود أن الواقع السياسي الضيق في البحرين ساهم في تأخير وجود اتحاد لطلبة البحرين، مبديا تفاؤله من وجود المشروع على أرض الواقع، في حين اعتبر رئيس مجلس الطلبة بجامعة البحرين حبيب المرزوق أن وجود الاتحاد الطلابي لن يلغي دور مجلس الطلبة، مبينا أن الأخير يخدم طلبة جامعة البحرين فقط. جاء ذلك متابعة على تقدم كتلة «الوفاق» النيابية بمقترح بقانون لإنشاء اتحاد عام لطلبة البحرين الأسبوع الماضي.
وقال الأسود إن «الواقع الطلابي في البحرين يشهد تحركات طلابية لبناء مجتمع علمي وثقافي ونقابي، وإن التقدم بمقترح داخل مجلس النواب لإنشاء اتحاد طلابي يعتبر خطوة إيجابية»، مؤكدا أنه «يجب أن يحصد هذا التحرك أصوات التأييد والمباركة من جميع الجهات والمؤسسات الأهلية والحكومة تحديدا».
وأوضح الأسود أن «تأخر التحركات لإيجاد قانون لإنشاء اتحاد طلابي يعود إلى ضيق الواقع السياسي، الذي أجهض جميع المحاولات السابقة لتأسيس اتحاد طلابي منذ سبعينات القرن الماضي وحتى المحاولات الأخيرة التي كانت في العام 2001»، آملا ألا تستمر السياسة الضيقة والقمع الفكري في التعامل مع الملفات الطلابية، خصوصا مع المقترح بشأن إنشاء اتحاد طلابي، سواء من قبل أعضاء مجلس النواب أو من قبل الحكومة».
وذكر الأسود «أننا في قائمة الطالب أولا الطلابية نراهن على وعي الطلبة في الوصول إلى حقوقهم»، مؤكدا أن «ذلك بدا واضحا من خلال التحركات الأخيرة للطلبة سواء في أسلوب عمل بعض أعضاء مجلس الطلبة في جامعة البحرين، أو من خلال تأسيس 4 تجمعات طلابية خارج البحرين، التي تعتبر تجمعات ناجحة، والتي أخذت على عاتقها تسيير شئون الطلبة البحرينيين المغتربين، على رغم ضحالة الدعم الرسمي لها، وشح الموارد المادية والمعنوية أحيانا، وعدم اعتراف وزارة التربية اعترافا صريحا بهم أحيانا أخرى»، ومشيرا في الوقت نفسه إلى الإنجازات التي استطاعت تلك التجمعات على رغم اختلاف مسمياتها تحقيقها.
وفي الوقت نفسه أشار الأسود إلى أن قائمة «الطالب أولا» تعتبر شريكا أساسيا في المرحلة التي تسبق تأسيس الاتحاد الطلابي، موضحا أن «ذلك يتم من خلال وجود أعضاء من القائمة في اللجان التحضيرية التي عملت أو ستعمل على تأسيسه»، ومنوها إلى أن «القائمة ستستمر في دورها المتمثل في شراكتها في تأسيس الاتحاد والفترة ما بعد التأسيس».
وتابع الأسود أن «القائمة ستستمر في التعاون مع جميع القوائم وممثلي الطلبة في جميع الجهات، للوصول إلى اتحاد طلابي يمثل الجميع»، مؤكدا «السعي نحو أن يكون الاتحاد رافدا أساسيا لتنمية روح الوحدة الوطنية بين الطلبة بدلا من أن يكون جمعية سياسية ممثلة لأفراد دون غيرهم، بل أن يكون أساسا لترقية الوعي السياسي النظيف لدى الطلبة، ليتمكنوا من معايشة القضايا الوطنية والاجتماعية والدولية كالقضية الفلسطينية، إلى جانب التوعية بالحقوق الطلابية، الأمر الذي يعتبر الأهم من بين ما سبقه».
واعتبر الأسود التحرك النيابي الأخير نحو إيجاد قانون لتشكيل اتحاد للطلبة مكسبا كبيرا لا يجب التفريط فيه، وفرصة لا تعوض، وأن أية محاولة لتعطيل التحرك نفسه ستقابل بالرفض الواسع من قبل الأوساط الطلابية المختلفة، وبشتى الطرق السلمية والمشروعة، مضيفا «لا أتوقع أن يلاقي المشروع أية عقبات سوى التأجيل في إقراره، وأنه ستظهر جدية الطلبة ورغبتهم في إيجاد هذا المشروع»، مبينا أن «التأخير في إيجاده على أرض الواقع العملي سيبقي البحرين متأخرة تعليميا».
أما رئيس مجلس الطلبة حبيب المرزوق اعتبر أن «التحرك القائم من قبل كتلة الوفاق النيابية لتفعيل وجود تشريع لمقترح اتحاد الطلبة لم يكن موجودا، وأن الخطوة نفسها تعتبر خطوة متقدمة جدا وإيجابية، وأنها تعطي أملا كبيرا في تحقيق شيء للطلبة».
وأضاف المرزوق أن «وجود الاتحاد الطلابي لا يعني إلغاء دور مجلس الطلبة، وإنما وجوده يؤكد على رعاية مصالح الطلبة، وضمان إعطائهم حقوقهم في جميع المستويات التعليمية»، مؤكدا أن «وجوده سيعطي للجميع مؤشرا أن الحراك الطلابي في البحرين لا يقتصر على الحرم الجامعي وطلبة الجامعة فقط، وستنطلق معه بداية لمرحلة طلابية جديدة، خصوصا وأن تقدم كتلة «الوفاق» بفكرة المشروع جاءت متزامنة مع الخطوة التي قام بها مجلس الطلبة في رفع مقترح تعديلات النظام الأساسي للمجلس قبل فترة قصيرة لإدارة الجامعة».
ورأى المرزوق أن ما يحدث من تطور حاليا يعطي دلالات بأن البحرين بدأت تسير في المسار الصحيح، وأن تنظيماتها الطلابية لن تقتصر على تنظيم الفعاليات الاعتيادية فقط، بل أنها ستتجاوز ذلك في الدفاع عن حقوق الطلبة»، مبينا أن «وجود مجلس الطلبة كان لإلغاء الاتحاد الطلابي إلا أنه لم يستطع أن يكون كذلك، إذ أن مجلس الطلبة جاء وخدم طلبة الجامعة فقط».
واستشهد المرزوق بمشكلة البعثات والمنح التي لم يتمكن مجلس الطلبة متابعتها، في حين رأى أن الاتحاد الطلابي سيعطي قوة ودافعا للتحرك الطلابي، آملا تمريره في مجلس النواب، ومساندة بقية الكتل النيابية للمشروع.
يذكر أن نائب رئيس كتلة «الوفاق» النيابية خليل المرزوق تقدم بمقترح لهيئة مكتب مجلس النواب يوم الثلثاء من الأسبوع الماضي يتضمن اقتراحا بإنشاء اتحاد عام لطلبة البحرين.
العدد 2042 - الثلثاء 08 أبريل 2008م الموافق 01 ربيع الثاني 1429هـ