العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ

الإعلام... والمطلوب وطنيا تطوير أداء بعض المذيعين

لو حاولنا الحديث عن إذاعة مملكة البحرين يكفينا أن نقول عنها إنها المولود الأول في منطقة الخليج، فكان الناس في بعض دول الخليج العربية يصنفون معايير جودة المذياع وعدم جودته على مدى استقباله لبث إذاعة البحرين، فإذا كان يلتقط موجاتها الأثيرية يحكمون عليه بالجودة، وإذا عجز عن التقاطها يحكم عليه بعدم الجودة. المواطن الخليجي كان يحرص على الاستماع إلى إذاعة البحرين في ذلك الزمان لما كانت تمتاز به من برامج مفيدة ومذيعين متميزين في الصوت والأداء والفصاحة اللغوية والثقافة الواسعة.

في هذه الأيام نجد ذلك المجد قد انحسر عن إذاعتنا بقدر كبير مقارنة بعمرها الزمني! فلم نعد نسمع من بعض المذيعين إلا التخبط في اللغة العربية والدهس في خاصرتها بصورة غير مقبولة إطلاقا من إذاعة مدرسية فكيف بإذاعة رسمية يصل صوتها إلى دائرة واسعة من هذا العالم؟ ما نسمع من بعض المذيعين يدمي القلوب ويدمع العيون ويصدع الرؤوس... أخطاء فظيعة ولو سمعها سيبويه لأغرق نفسه في البحر من كثرتها، ولو قدر للفراهيدي سماع بعضهم لأمر بنقله إلى العناية المركزة في مستشفى السلمانية قبل مفارقته للحياة وانتقاله إلى عالمه الذي كان يقدر لغته العربية! فلدينا في مدارسنا طاقات طلابية متميزة في الإلقاء وفن محادثة الناس بأسلوب سلس وجميل يفوق قدرات بعض المذيعين في إذاعتنا،

قدر لنا أن نستمع ونحن في السيارة إلى نشرة الأخبار في إحدى الليالي من إذاعتنا، وتحديدا في الساعة التاسعة والنصف ليلا، ونحن نستمع إلى ذلك المذيع الذي ظلم مملكتنا كثيرا، لا صوت جيد ولا أداء مقبول ولا قراءة سليمة، خيل لنا أننا نستمع إلى أحد طلبة محو الأمية من كثرة الأخطاء اللغوية، ومن تكرار تلعثمه وتوقفه مرات كثيرة، وعدم تمكنه من قراءة بعض الأسماء الأجنبية، وبلعه لبعض الحروف وإدغامه لبعضها الآخر في مكان يحتاج إلى إظهارها، وكان دائما يسكن الحروف، وكأنه متأثر بمقولة «سكن تسلم»، وما قلته قليل من كثير، وسأورد بعض الأخطاء التي تمكنت من تسجيلها، قرأ الإنجيلية بـ (الإنجليزية) والقوى المتحالفة قرأها (القوة المتحالفة) وأنها قرأها (إنهاء) وإن هذه قرأها (أن هذا) وصرف قرأها (صرفة) ولنمو العلاقات قرأها (للنمو العلاقات) ومثالا قرأها (مثلا)، ورئيس الوزراء البريطاني قرأها (رئيس الولايات المتحدة الأميركية)... لن أثقل عليكم أكثر من هذا، لأن ما ذكرته من أخطاء وردت في الأخبار المحلية، ولست بحاجة إلى سرد الأخطاء التي وردت في الأخبار العربية والعالمية.

هل يعقل أن يحدث هذا في إذاعة لها تاريخها المجيد والعتيد؟ نصاب بالحسرة عندما نستمع إلى مختلف الإذاعات العربية التي تعمل بحرفية عالية، تكاد لا تفرق بين أداء المذيعين والتزامهم بوحدة الأسلوب والأداء، وأما في إذاعتنا لا تجد اتحادا في الأداء ولا التزاما بالأسلوب! ما أردت قوله إن إذاعتنا بحاجة إلى إصلاح أداء بعض المذيعين وتوحيد أساليبهم وخصوصا في تقديم الأخبار. يسعدنا كثيرا عندما يقال عن إذاعتنا كلام طيب، ونستاء كثيرا عندما تنعت إذاعتنا بنعوت لا تتناسب مع خبرتها الطويلة في المجال الإذاعي. لا ننكر أن هناك مجموعة من المذيعين والمذيعات لديهم القدرة على إجبار المستمع على الاستماع إليهم بطرقهم المتميزة، ولكن الخطأ هو الذي ينظر إليه ويكون بارزا عند الحديث عن السلبيات. قد يستمع أحد الأشخاص مصادفة إلى إذاعة مملكة البحرين، وفي تلك الأثناء كان المذيع الذي تحدثنا عنه يذيع الأخبار بتلك الطريقة المهينة، فماذا سيكون حكمه على الكوادر الإذاعية في إذاعتنا؟ فلتكن لوزارة الإعلام رعاية خاصة بالإذاعة وخصوصا في تنمية قدرات بعض المذيعين المتعثرين في القراءة والأداء والأسلوب، لأن الإذاعة هي التي تعكس للمستمع ثقافة هذا الوطن... كلنا يعلم أن الإذاعة مرآة ينظر من خلالها الناس إلى الوطن الذي تبث منه هذه الإذاعة أو تلك، وما نتمناه لإذاعتنا العتيدة كل تطور ونماء حتى تكون المثل الرائع الذي نفخر به جميعا.

سلمان سالم

العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً