العدد 2047 - الأحد 13 أبريل 2008م الموافق 06 ربيع الثاني 1429هـ

الشيخ القرضاوي يبهج الناس في محاضرة بجمعية الإصلاح

أبدع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في إبهاج المستمعين لمحاضرته التي أقيمت مساء أمس الأول (السبت) بجمعية الإصلاح حينما تناول موضوعا شائكا وهو موضوع «التعسير» في الدين مستخدما مواقفَ وقصصا لطيفة أثارت البهجة في نفوس الحاضرين.

وفي المحاضرة التي عقدت تحت عنوان: «حاجة شباب الصحوة إلى الفقه في الدين»، رفض الشيخ القرضاوي كل أوجه التعسير على الناس، معتبرا أن ذلك «ليس من الدين في شيء» امتثالا لقول النبي الأعظم (ص): «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ذلك هو ما جعله يتبنى منهج التيسير في الدعوة والتبشير في التعليم.

واستقطب الشيخ القرضاوي انتباه الحضور الكبير الذي ملأ القاعة الرئيسية ووصل إلى باحة الجمعية الخارجية بالحديث عن منطقة «الوجه» في الوضوء إذ يتشدد البعض على أنها من منبت الشعر إلى أسفل الذقن قائلا: «وماذا عن الإنسان الذي ليس له شعر! وكيف هو الحال بالنسبة إلى الإنسان الذي له منطقة منبت كبيرة تغطى جزءا من جبهته؟»، مؤكدا أن التشديد ينفر الناس، لكن يكفي تعليمهم بطريقة سهلة مرنة.

وضرب مثلا آخر وهو قول البعض بعدم جواز دفع زكاة الفطر إلا «حبوبا» فلا يجوز دفعها نقودا، متسائلا: «القاهرة فيها 15 مليون نسمة، منهم 14 مليون مسلم، لو كل فقير تسلم 14 مليون صاع من الحبوب، هيعمل فيهم إيه! هيوديهم فين؟ هل سيطحن ويخبز؟ وكذلك الحال بالنسبة إلى التمر، هيعمل ايه.. يبيعهم»، ذاكرا أنه كان الأسهل على قدامى المسلمين التعامل بالمواد إذ كانت العملات النقدية نادرة وقليلة، أما في عصرنا اليوم، فزكاة الفطر نقودا أنفع للإنسان المحتاج.

وقرب صورة التشديد بالإشارة إلى ما يحدث من تعسير على الحجاج إذ يموت في كل عام المئات عند منطقة الجمرات؛ وذلك بسبب إصرار بعض العلماء على عدم تسهيل العبادات والمناسك، وهذا خطأ؛ لأن التيسير مطلوب لاستقطاب الناس ويجب أن نعلم أن أساس الفقه في الدين هو اليسر لا العسر.


...وينفي ما نُشر بشأن إباحته لشرب الكحول

من جانب آخر نفى الشيخ القرضاوي ما نُشرعلى لسانه بشأن إجازته شرب الكحول، مؤكّدا أن ما نشرته بعض وسائل الإعلام عارٍ تماما عن الصحة ولم يقل به مطلقا وقال: «إنّ بعض وسائل الإعلام تعتمد على الإثارة وتحمل الكلام ما لايحتمل، إذ إن عنوان الخبر الخاص بموضوع إجازة شرب الكحول يحمل شيئا آخر غير المضمون الذي قلت به، فلو تمعن القارئ وقرأ مضمون الخبر لوجد أنّ العنوان ليس له وجود في مضمون الخبر بل إنه يتعارض مع ما ورد في المضمون، وبالتالي لم أجز مطلقا شرب الكحول. وأضاف أنّ هناك آفة تتعلق ببعض الصحافيين والإعلاميين الذين يريدون إحداث بلبلة في الأوساط الإسلامية والعربية فيتجّه إلى نشر مثل هذه العناوين المثيرة والتي لاتعبّر بأيّ حال من الأحوال عن حقيقة الموضوع، مطالبا الصحافيين والإعلاميين بتحري الدقة والنقل الصحيح عن المصدر وعدم اللجوء إلى الإثارة التي تضر المجتمع وتحدث به بلبلة تؤثرعليه بالسلب .

العدد 2047 - الأحد 13 أبريل 2008م الموافق 06 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً