قالت الأستاذة بكلية بركشاير بالمملكة المتحدة كريستين كانينج ويلسون إن «من أهم الحواجز التي تعوق عملية تشجيع الاهتمام بالقراءة الأدبية بين الطلبة، هو فرض الأستاذ الموضوعات التي تهمه على الطلبة، وإهماله الموضوعات الأخرى التي تجذبهم نحو القراءة».
وشبَّهت المتحدثة في الجلسة الرئيسة في اليوم الثاني للمؤتمر العالمي الثاني «اللغة، والأدب، والترجمة في عالم مترابط» - الذي عقده قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة - فرض الأستاذ لموضوعاته بحال فرض الأسواق نوعا معيّنا من الغذاء على المستهلك، الذي يفضِّل بطبيعة الحال موادَ غذائية أخرى غير تلك المفروضة عليه.
وركزت في محاضرتها، التي تناولت مناقشة ما هو معروف بـ «الهرم الأدبي» في ضوء نظرية اكتساب لغة ثانية، على سبل تخطي العوائق التي تقف في وجه تحقيق تعليم أدبي ناجح مبني على الاهتمام، وخصوصا أثناء الدرس، موضحة أن عامل المتعة يلعب دورا في حفز الطلبة على التعلم والنجاح.
ومن جهة أخرى، شمل برنامج جلسات المؤتمر أوراق عدد من المشاركين دارت محاورها حول ثلاثة موضوعات أساسية، وهي: اللغة والأدب والترجمة.
فمن جانبه، عرض مارتن باركر من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة البحرين ورقة تناولت مجال تحليل الخطاب النقدي، ودراسة اللغة الاصطلاحية المستخدمة عادة في أيامنا هذه. وركز في هذا السياق على تطبيق ذلك المجال في التعليم، وربطه بمنظور الكاتب الإنجليزي جورج أورويل. وافترض باركر في ورقته أن اللغة لها مقدرة فريدة على جعل العوالم أو الأطر الاجتماعية ذات معنى متباين لم يكن بالمقدور تحقيقه لولا توظيف الكلمات والجمل التي من شأنها ترجمة الحقيقة. لذلك، وجد أن مسألة التحليل اللغوي تلعب دورا مهما في فهم الأطر الاجتماعية.
وفي موازاة ذلك، ناقش حميد مطر من جامعة البحرين قضية الترجمة الآلية التي فرضها كلٌّ من الانتشار الإلكتروني والعولمة، موضحا أن «الازدياد في عدد مستخدمي الإنترنت واتساع ظاهرة العولمة أسهما بشكل كبير في تعزيز الحاجة إلى خدمات ترجمة سريعة من خلال الاعتماد على الترجمة الآلية التي توفرها صفحات الإنترنت». وهدفت ورقة مطر إلى تسليط الضوء على حدود تقنية الترجمة الآلية على الإنترنت وقصورها، وخصوصا على المستوى العملي، وبحثت سبل التغلب على نواحي القصور تلك للوصول إلى أفضل النتائج. كما رمت الورقة إلى عرض بعض الجوانب الإيجابية التي توفرها هذه التقنية لطلبة اللغة الإنجليزية من ناحية تنمية مهارات الكتابة لديهم.
يذكر أن فعاليات مؤتمر اللغة الإنجليزية العالمي الثاني عرضت في جلساتها أكثر من 60 ورقة قدمها مشاركون من أكثر من 10 دول، بما في ذلك دول خليجية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وإيران، ومصر، ولبنان، وتركيا، والهند، ونيجيريا، وكندا، وماليزيا.
كما عرض المؤتمر على هامشه معرضا للكتاب في بهو مبنى الإدارة، شارك فيه عدد من دور النشر والتوزيع المحلية والعالمية بما في ذلك مكتبة الأيام، وهينل البريطانية للنشر، وبيرسون لونغ مان إديوكيشن، وماك غرو هيل للنشر. وتشمل المعروضات عددا من الكتب الأكاديمية في اللغة الإنجليزية، وفي تنمية مهارات الكتابة والقراءة.
العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ